أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الولايات المتحدة تقدم التعازي في وفاة الرئيس الإيراني لبيد: مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت كارثة قيادتا القوات الخاصة ولواء الأميرة عالية تنفذان عدداً من التمارين المشتركة اليونان تقرر ترحيل أوروبيين دعموا فلسطين عضو كنيست: قرار الجنائية الدولية بشأن نتنياهو وغالانت صحيح رؤساء من حول العالم قضوا بحوادث مأساوية في الجو تعيين الهولندية بلاسخارت منسقة أممية في لبنان القسام تستهدف أباتشي إسرائيلية واشنطن ترفض إعلان مدعي عام الجنائية الدولية افتتاح أول مسجد يعمل بالمنظومة الذكية بالاردن الملك يعزي عشيرة السرور الصفدي ينقل تعازي الملك للقائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني استهداف خلية لحزب الله انطلاق مباراة الحسين مع الفيصلي ضمن دوري المحترفين لكرة القدم موعد تشييع جثمان الرئيس الإيراني ووفده الشمالي: صناعة المنظفات في الأردن ارتفعت لمصاف متقدمة قصف مدفعي يستهدف مستشفى شمال غزة مصر: تشغيل سد على نهر النيل سيؤثر على استقرار المنطقة سرايا القدس توقع جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى برفح أوكرانيا تعلن إسقاط 29 مسيرة خلال هجوم ليلي روسي
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الأردنيون والقضايا الوطنية والقومية

الأردنيون والقضايا الوطنية والقومية

01-06-2010 10:18 PM

في مواجهة ما يعانيه تاريخ الأردن من إهمال له أسبابه المتعددة،وفي مواجهة ما تعانيه الدراسات المتصلة بتاريخ الأردن من أحكام مسبقة أو مواقف منحازة أو نظرات استشراقية أو روح استعلائية اقليمية،قدم أستاذنا المؤرخ الدكتور محمد خريسات وفي سياق جهوده العلمية المميزة لكتابة تاريخ الأردن دراسته الوثائقية الهامة تحت عنوان (الأردنيون والقضايا الوطنية والقومية،دراسة في الموقف الشعبي الأردني 1918-1939).وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى عن الجامعة الاردنية،وأحسنت وزارة الثقافة صنعا عندما أعادت نشره في هذا العام ضمن سلسلة كتاب الأسرة.
وفي الحقيقة تشكل هذه الدراسة محاولة علمية جادة ورصينة لبلورة مواقف الشعب الأردني من القضايا الوطنية والقومية في مرحلة تاريخية زاخرة بالأحداث والتحولات السياسية على المستويين الأردني والعربي،وقد تركت تلك الأحداث بصماتها على واقعنا الوطني والقومي حتى هذه اللحظة،وستبقى تؤثر في مصائرنا على مدى المستقبل المنظور .
تكتسب هذه الدراسة أهميتها من كونها صادرة عن مؤرخ وأكاديمي بارز له منهجه العلمي المتميز،وجهوده البارزة في الكتابة التاريخية،ومن كونها تستند لكم هائل من الوثائق الوطنية والعربية والأجنبية ذات الطابع الرسمي والشعبي في آن معا، إضافة إلى كونها أفادت من اعتناء المؤلف بالتاريخ الشفوي والتصدي لحفظه والافادة منه،بهدف صونه من الاندثار والفناء، وذلك عبر سلسلة من المقابلات أجراها مع عدد من الشخصيات. هذا بالإضافة إلى كونها تنحو منحى جديدا في الدراسات العربية عامة والأردنية خاصة بتركيزها على دراسة الموقف الشعبي الأردني ودوره في صناعة الأحداث والتأثير في مجرياتها،إذ تعنى بالتعريف بطبيعة الموقف الشعبي الأردني من جملة قضايا وطنية وقومية هامة وبارزة،جاء في طليعتها الموقف المساند للثورة العربية الكبرى، ومواجهة الاطماع الاستعمارية والصهيونية المهددة للاردن وفلسطين والمحيط العربي،ومساندة قضية الوحدة العربية،ومناصرة قضايا التحرر الوطني على امتداد الوطن العربي،في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا والجزائر،عبر الموقف السياسي والاعلامي والتبرع المادي والتطوع في صفوف الثوار والمجاهدين واحتضانهم والمساهمة في تزويدهم بالأسلحة والاعانات والمتطوعين،خاصة في فلسطين وسوريا،ومواكبة الثورات الفلسطينية والسورية عبر جميع مراحلها.
أما على الصعيد الوطني فيقدم الدكتور خريسات عبر هذه الدراسة بانوراما واسعة ودقيقة للمشهد السياسي الوطني الأردني، مبرزا دور الأردنين في الدولة العربية التي أقامها الأمير فيصل بن الحسين،وتجربة الحكومات المحلية الأردنية، والدور الوطني الرائد الذي لعبته القوى الاجتماعية الأردنية على تنوعها الثري،وفي المقدمة منها العشائر الأردنية عبر تصدي زعاماتها وشيوخها لقيادة العمل الوطني العام ،وتحملها لأعباء العمل المقاوم للاطماع الاستعمارية والصهيونية في شرق الأردن وفلسطين،
وحملها لمهام وطنية وسياسية غاية في الدقة والخطورة والحساسية، تتصل بمتطلبات النضال اليومي للدفاع عن الوطن، ومعارضة المعاهدة مع بريطانيا وذيولها واستحقاقاتها،ومقاومة محاولات التمدد الصهيوني للأردن،ومنع تسلل سماسرة اليهود وفضحهم ومحاصرتهم،ومقاومة محاولات بيع الأراضي المثيرة للشبهات،وتبني الدعوة للحياة الدستورية والنيابية،والتصدي للمشكلات المعيشية والحياتية والاقتصادية التي تواجه الانسان الأردني.
ويهتم الدكتور خريسات بالتعريف بالخريطة الحزبية الأردنية في تلك الحقبة،ودراسة نشأتها وتطورها في بواكيرها الأولى، وتسليط الضوء جهودها في الدفاع عن الحقوق الوطنية ومواجهة المخططات الاستعمارية والصهيونية المستهدفة للأردن.كما يهتم بملامسة بواكير نشأة منظمات المجتمع المدني الرديفة للأحزاب كالأندية الثقافية والرياضية الشبابية والجمعيات ذات البعد السياسي التي تصدت للقضايا الوطنية الحيوية.
وتمتاز هذه الدراسة بتقديمها قراءة علمية جادة لوعي الأردنيين الفطري على المخاطر والتحديات التي تواجه الوطن والأمة،تمكنت هذه الدراسة من أن توضح أن الحدود تكاد تكون منعدمة بين الهم الوطني والهم القومي في الوجدان السياسي والوطني الأردني،وتدلل على أن الأردنيين استطاعوا إشادة حركة وطنية ممتدة اجتماعيا تمتلك رؤية سياسية متكاملة،تجسدت في حزب اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأردني العام 1928-1936 .
وفي اعتقادي إن هذه الدراسة ترد علميا على من يحاولون الاساءة للعشائر الأردنية بمحاولتهم الادعاء أن العشائرية تعني التقوقع والانعزالية والجهل ! وقد غاب عن أذهان هؤلاء كل ما تحفل به هذه الدراسة من تاريخ وطني مجيد للعشائر الأردنية، يعبرعن تقدم في الوعي والفكر والممارسة قدمته العشائر الأردنية عبر ما أنجزته من حركة وطنية أردنية قادرة على انتاج برنامجها السياسي المقاوم للانتداب والصهيونية،والمدافع عن الحياة الدستورية والنيابية والحريات الوطنية العامة،وقد تعرضت جراء ذلك لمضايقات جمّة من الانتداب.
ونحن مع هذه الدراسة نقف على أهمية الدور الوطني الذي تقدمه الحركة الوطنية الواعية والمنتمية للوطن،والنابعة من ترابه الوطني في حماية الوطن ومصالحه العليا،كما نثق بأهمية الرأي العام الوطني وضرورته لمجابهة الأخطار والتصدي للمؤامرات والتحديات التي تهدد الوطن،كما نعيد قراءة الأنموذج الأردني في التوافق والتناغم بين الموقفين الرسمي والشعبي لحماية الوطن والدفاع عن حقوقه ومقدراته.
ولا شك أن هذه الدراسة الهامة مفيدة جدا لتعريف الأجيال الأردنية الشابة بالرموز الوطنية الكبيرة التي تصدت لبناء الحركة الوطنية الأردنية،والتي حملت برنامجها المقاوم للانتداب والصهيونيةوالمساند لجهود سمو الأمير عبدالله بن الحسين في حماية هذا الوطن،وتأسيس نظامه السياسي،وبناء سيادته،وانتزاع استقلاله .
Bassam_btoush@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع