زاد الاردن الاخباري -
نُزوح جديد من منطقة الرمادي إلى الحضن الدافيء والثغر الباسم من نيرانٍ لاترحم وقصف جوي ونزوح من سوريا الشقيقة هروبا من براميل محملة بحقد تُرمى على شعبٍ أعزل وكلهم يطلبون الأمن عند أهله وأن يُجار ضعيفهم في موطن كرم الضيافة ؛ نستقبلهم بحفاوة رغم المعاناة ورغم شح الموارد وقسوة الحياة دور بطولي لشعب ضرب أروع الأمثلة بالإخاء . وكان ولا يزال أروع مثال على حُسن الاستقبال والترفع عن السؤال .
مكتوب علينا منذ انطلاقة الثورة العربية ان ندفع وان نستقبل وان نفتح بيتنا وقلبنا لكل من تقطعت بهم السبل ولكل من ضاق به وطنه ؛ نحن الوعاء الكبير والفرش الوثير.هذا هو قدرنا وغيرنا يفاوضنا على برميل نفط ؛ نُفاوض على كرامتنا من أخوة اشقاء ونُفاوض على موقفنا وعلى دماء جيشنا العربي المصطفوي لاعتقادهم أن المديونية والفقر والبطالة ممكن أن تقلقلنا أو تزعزع ثقتنا وموقفنا .
نسوا هؤلاء ان الحرة تجوع ولا تأكل بثديها حالنا كحال الأخ الاكبر الذي توفى الله والده ومن واجبه أن يترك كل شيء ويتنبه لإطفال أيتام تركهم له والده لكن هناك أمر مختلف أن هؤلاء الأخوة أغنى بكثير من هذا الأخ الأكبر .
صمت الاردني شرف وكبرياء ولو تعرض شعب آخر لهذه الهجرات أمام معاناته لخرج كل الشعب وطالب بإغلاق الحدود لكن يأبى الاردني أن يأكل وتقر عينه وجاره يتألم .
يتطلب هذا الوضع شد الاحزمة على البطون أعرف ان الوضع ضاغط وبشدة لكن هذا قدرنا وهذا ماكتب لنا , غيرنا يتنعم ونحن نتحمل كل تبعات الاستبداد العربي والتخلف العربي والتنكر العربي .نتحمل قتل الحكام لشعوبهم وهروبهم من الماء الوفير والارض الخصبة الى حيث قلة الماء وقلة الموارد .
سنقابل هذا التنكر بمزيد من الثبات فبالأزمات يُعرف الناس وسنبقى صفا واحدا حول تلك الراية التي حافظ عليها الآباء والأجداد خفاقة عالية وسنبقى في هذه الارض حتى يُتِم الله أمرا كان مفعولا .