زاد الاردن الاخباري -
ليست المرة الاولى التي نشهد فيها انقطاعا لعدد من انواع الادوية في الاردن، فقد حصل ذلك عدة مرات سابقا، وتم حل المشكلة بوقت ليس بالقليل، مما عرّض حياة المرضى للخطر.
تبادل الاتهامات بين الجهات المسؤولة لا يبشر بالخير، فمشكلة مثل انقطاع الادوية لا تتحمل تلك الحلول البيروقراطية التي يلقيها المسؤولون على بعضهم.
تلك الادوية لا يمكن السكوت عن عدم وجودها في السوق لفترة ليست قصيرة، فهي الاكثر استهلاكا للوقاية من الجلطات، ودواء WARFARIN هو مميع الدم الوحيد الموجود في الاردن لعلاج آلاف المرضى الأردنيين المصابين بأمراض القلب والشرايين، وباضطرابات نبض القلب، وللمرضى الذين خضعوا لتغيير صمامات في القلب.
ويؤكد اطباء ان انقطاع هذا الدواء عن شريحة واسعة من المرضى منذ عدة شهور، يؤدي لمضاعفات قاتلة، كانسداد الصمامات، وحدوث الجلطات الدماغية والقلبية واضراب في بقية شرايين الجسم.
المدير العام لمؤسسة الغذاء والدواء الاردنية الدكتور هايل عبيدات قال ان الدواء المفقود موجود في حالات نادرة في السوق المحلية، وانهم قد قاموا بالتأكد من عدم احتكار الوكيل للدواء، وان الكميات ليست مهربة، وانهم سيوفرون له تسهيلات من اجل الاستيراد وانه لن «يقف في الدور».
أكد عبيدات انه لا يوجد أي عائق امام استيراد الدواء، ولكن وكيل الدواء برر سبب عدم استيراده للدواء طوال تلك المدة بتراكم الديــــون لصالحه، التي يجب ان تدفعها الحكومة له، ولم تدفع حتى الآن حسب عبيدات.
الدواء سيتوفر خلال ايام في السوق المحلية حسب عبيدات، وانه سيلزم الوكيل باستيراده، وسيكون هناك تعميم لجميع مستودعات الادوية بأن يستوردوه.
من جهتها ألزمت وزارة الصحة مؤسسة الغذاء والدواء الاردنية بايجاد حل سريع للمشكلة دون الرجوع الى الاسباب، وأكدت الوزارة وجود التواصل بينها وبين مستودعات الادوية الاردنية وجدولة الديون بشكل منتظم.
وقد كانت نقابة الصيادلة قد حذّرت قبل شهرين من تفشي ازمة انقطاع الدواء، فقال نقيب الصيادلة الدكتور محمد عبابنة لـ «العرب اليوم» انهم قد وجهوا نداءات للحكومة كي تتخذ حلولا جذرية للديون المتراكمة عليها لصالح الموردين، ولكن دون استجابة.
وشدد عبابنة على ضرورة حل المشكلة قبل ان نصل الى حالة من عدم الامان الدوائي في الاردن، مما ستكون لها نتائج لا تحمد عواقبها، وناشد الحكومة والقطاع الصحي العام بالإسراع في تسديد التزاماتها المالية؛ لتجنب انقطاع اصناف اخرى من الادوية كي لا تعجز مستودعات وشركات الادوية المحلية عن استيرادها، او المواد الخام التي تدخل في الصناعة الدوائية.
العرب اليوم