همجية حمل السلاح

من يصدق ان الشعب الاردني يمتلك حاليا مليون قطعة سلاح أغلبها غير قانوني ؟؟ انه رقم يبعث على الفزع والريبة لظاهرة مزعجة وخطيرة نحسّ برهبتها في مناسبات الافراح واعلان النتائج وتعدى الأمر الى امتلاكها من قبل أصحاب السوابق لتنفيذ مخططاتهم وجرائمهم المرعبة .. وتؤكد الإحصائيات أن هذه الظاهرة آخذة بالتنامي وتسببت في إراقة دماء كثير من الأبرياء فضلاً عن أنها تعد خرقا لسيادة القانون وتمس بهيبة الدولة كما أنها عنوان لقضية باتت تؤرق حياة المجتمع الذي يطالب الجهات المختصة بنزع كافة الأسلحة وسحبها من أيدي الناس ووضع حد لهذا الاستهتار المتعمد ، وتطبيق العقوبة بشكل حازم على كل مستخدمٍ للسلاح ممن لا يجيز له القانون حمله واقتناءه .


وقد شهدت الأعوام الثلاثة الماضية انتشاراً لهذه الظاهرة السلبية وزيادة في حوادث القتل والجريمة بأنواعها المختلفة وصرنا نرى حمل السلاح في العديد من المدن والقرى الاردنية الأمر الذي أدى الى ارتفاع عدد الضحايا نتيجة الاستعمال الأهوج من قبل البعض .. ويعزو البعض ظاهرة حمل السلاح لدى الشعب الاردني الى ارتباطه بترسيخ عادات وتقاليد اجتماعية موروثة تشجع على حمل واستخدام السلاح في مواقف اجتماعية وأمنية معينة .. وحسب الموقف الاجتماعي فقد يستخدم السلاح لإطلاق النار في الهواء تعبيراً عن الفرح كما في احتفالات الزواج والأعياد واعلان نتائج الثانوية العامة وقد يستخدم لحل الخلافات بين الأشخاص أو المجموعات إضافة الى استخدامه في تنفيذ الجريمة بأنواعها .

الحكومة وفي مسودة القانون الجديد الذي أعدته مؤخرا غلظت العقوبات وتطالب بعد اقراره مالكي الأسلحة الأتوماتيكية والتقليدية بتسليمها إلى أقرب مركز أمني حتى لو كانت مرخصة بقصد التخفيف من ظاهرة الاستخدام العشوائي للأسلحة النارية وتحديدا في قضايا العنف الجامعي أو المجتمعي .. حيث يمنع مشروع القانون حمل الأسلحة لعموم الناس باستثناء الاشخاص المسموح لهم بحملها قانونا وهم: ضباط وأفراد القوات المسلحة والأمن العام وقوات الدرك والمخابرات العامة والدفاع المدني وبعض الفئات الرسمية .


ويعتقد مطلقو الرصاص في المناسبات الاجتماعية أن قيامهم بهذه الأعمال يُدخل البهجة والسرور إلى نفوسهم ونفوس المتفرجين حيث اعتادوا من قبل على القيام بهذه الأعمال واعتبروها جزءا من تراثهم الشعبي ويقول أحد الشباب المغرورين أنه يجد سعادة في إطلاق النار في الفرح رغم أن ذلك كلفه الكثير من النقود كثمن للرصاص الذي يطلقه واعتبر أن ما أنفقه من نقود على شراء الرصاص نوع من الهدية لأهل المناسبة وهي دين عليهم كذلك .

وختاما نحن الشعب الاردني مع تطبيق القانون وتغليظه وندعو بنفس الوقت الى تأسيس مجتمع صحي وواع لكل مايدور حوله من مخاطر حياتية .. فالسلاح اليوم اصبح حمله واقتناؤه لغايات التباهي والقتل والدمار .. وما شراؤه وحمله واستخدامه في المناسبات الاجتماعية الا نتيجة شعور عام بالنقص والضعف وفقدان الشخصية .