كنت توقفت عند الحلقة الرابعة من حلقات ( بقعة فساد ) على امل ان الفساد قد توقف او تراجع قليلا ولكن العاصفة الثلجية والاوضاع العامة التي مرت على البلد ، تؤكد ان الفساد لم يتوقف وانما زاد وتضاعف وبطرق مختلفة واحيانا بطرق ملتوية ، وقد اثارت حفيظتي الاوضاع التي شاهدتها وسمعت عنها وتناقلها الناس ، فكان الفساد من المسؤلين وكان ايضا من صغار الموظفين والاسوأ كان فسادا من المواطنين انفسهم ، ولقد احترت من اين ابدأ وكيف ابدأ بالحديث واستأنف الكتابة عن الفساد ، افة العصر والذي اثار فضولي وقريحتي على الكتابة بعد التوقف انني لم ارى او اسمع ما يسر خاطري او يريح ضميري هذه الاوجاع النفسية التي اصابتني كغيري من الناس الغيورين على هذا البلد فجعلتني اتساءل ماذا يجري في هذا الوطن الغالي هل مقدر له هذا ،هل هي مؤامرة ،هل هو جهل ، هل هو بعد عن الله عز وجل وكتاب الله ، هل فقدت مناهجنا المدرسية محتواها ولم يعد فيها ما يوجه هذا الجيل ، هل هو عدم المساءله والمحاسبه ، ام هل هي المجامله او الخوف من المساءله ، الاسئله كثيرة جدا والاوضاع محيرة كما قال ( ص) بان اخر الزمن يصبح الحليم حيران ، صدقت يا رسول الله هذا هو الزمن ،من اجل هذا كله كان لا بد لي من العودة الى مسلسل بقعة فساد .
والغريب انك تجلس مع المواطنين فكلهم يشكوا من الفساد والفاسدين ، وجلسة اخرى مع الموظفين الصغار فتسمع منهم شكوى اكثر من الظلم والفساد المالي والاداري ، وتجلس مع كبار الموظفين فتسمع منهم العجب ، ومع الوزير فيبدأ يبث رسائل الاحباط والتذمر ، فاذا كان هؤلاء هم الوطن وكلهم يشكوا فمن اين الفساد ومن هم الفاسدون فعلا ، ام ان معظم هؤلاء فاسدون ولكن لا احد منهم يميز بين الفساد والاصلاح ، فعلا ان الحليم حيران في هذا الزمن الردئ.