أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جولات تفتيشية على محلات الدواجن في ناعور إعلام إسرائيلي: إجلاء جنود جرحى من غزة بـ5 مروحيات فرنسا تمنع الطبيب غسان أبو ستة من دخول أراضيها مسؤولة أممية: شمال غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوب القطاع استشهاد فلسطيني بعد محاصرة الاحتلال لمنزله شمال طولكرم جرش .. زوج يضرب زوجته ويلقيها بالشارع لطلبها منه "علبة لبن" 1286 طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في اربد استطلاع: 40% من الأميركيين يرون أن واشنطن تبالغ بدعم إسرائيل مصدر إسرائيلي: لن نوافق على إنهاء الحرب اكتشاف موقع أثري جديد في جرش 32 شهيدا بمجازر الاحتلال خلال 24 ساعة في غزة استمرار تقديم طلبات التمريض للعمل في ألمانيا وفاة الأمير بدر بن عبد المحسن .. "مهندس الكلمة" وأيقونة الشعر السعودي غزة: 6 شهداء وعدد من الجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل الترخيص المتنقل في بلدية برقش الأحد الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بحماية استقلال الجنائية الدولية الحراك الطلابي المؤيد لغزة يمتد إلى جامعات جديدة حول العالم شركات أردنية بقطاع تكنولوجيا المعلومات تستعد للمشاركة بمعرض في مسقط مكافحة المخدرات تنفذ سلسلة من الحملات الأمنية في إربد والعقبة والبادية الشمالية- صور تجارة الأردن تستضيف منتدى كبير للدول الإسلامية حول الاقتصاد الرقمي

مقالات بيضاء

09-01-2010 12:37 PM

بادئ ذي بدء، فإنّي أعبر عن اعتزازي وتقديري لكل صُحفنا اليومية والأسبوعية، وكل كُتّابنا على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم واهتماماتهم، فهم جميعاً يقدمون لنا مائدة متنوعة نجد فيها بغيتنا، ولا نَصدرُ عنها إلا ونحن راضون. ولكن أظن أنَّ رئيس تحرير كل صحيفة وبعض كُتّابها يقعون في موقف لا يحسدون عليه، موقف حرج ينتهي غالباً بحل وسط أو بأخفِّ الضررين حسب المنطق المتحكم بالصحيفة وسياستها. الكاتب مُكلف حسب العقد المبرم أن يزود رئيس التحرير بمقالة في موعد محدد، وقد تكون هذه المقالة ضعيفة أو ركيكة أو غير ذات قيمة فعلية أو حتى اسمية، لأنه يكتبها تأدية لواجب لا يمكنه الفرار منه وإلا تعرض للعتاب وبالتأكيد الخصم من الراتب، فيقع رئيس التحرير بين نارين، هل ينشر المقالة على ضعفها أم يرفضها، إن قبلها فإنَّه يُغامر بتعريض مقروئية الصحيفة للتراجع وانفضاض القراء عنها، وإن رفضها فهو مُكلف بتعبئة المساحة الفارغة التي تركتها المقالة، فإنّ وجد مادة مناسبة فقد حُلت مشكلته، وإن لم يجد فعليه إعادة إخراج الصفحة كاملة للتحايل على النقص الحاصل. ما أود قوله في هذه العجالة أنَّ الكاتب مهما كان متمكناً وقديراً لن يستطيع أن يكتب مقالة موفقة كل يوم، ولن يستطيع أن يقدم مقالة مقنعة للقراء، وأن تستحوذ على اهتمامهم ومتابعتهم، والكاتب الذي يغامر بكتابة مقالة يومية على مدار العام لا بُدَّ أن يكتب يوماً ما مقالة ضعيفة، تثير التساؤل بل والشكوك أحياناً عن فائدة وجدوى الكتابة دون معنى. لِمَ يكلف الكاتب نفسه ما لا يطيق ؟ ولِمَ يغامر بسمعته، فيقدم مادة لا تجد لها متابعاً أو قارئاً؟ إني أظن أنَّ الكاتب الذي يحترم نفسه وقارئه لا يكتب إلا المفيد القيم، وإن لم يجد فليترك مساحته بيضاء فارغة، ويكتفي بكتابة جملة اعتذارية بسيطة، فهذا أدعى أن يُحترم ويُقدر، ويوفر وقت القراء وجهدهم، كما أنّه يُوفر حبر المطبعة أيضاً. هل يأتي يوم نرى فيه مقالات بيضاء، تدل على مصداقية الكُتّاب وتقديرهم لمن يكتبون لهم، وتدل أيضاً على شفافية وتفهم رؤساء التحرير وبعد نظرهم، لأن مقالة واحدة بيضاء ستكون نقطة مضيئة في الصحيفة، وستجد اهتماماً كبيراً من القراء والمتابعين لأنها دلالة على أنَّ لهم وزناً وقدراً ومنزلة مميزة عند الكُتّاب وإدارات الصحف. ثم مَنْ الذي سَنَّ هذه السنة السيئة أن يكتب الكاتب مقالة يومية على مدار العام دون أن يستريح إلا يوماً واحداً في الأسبوع وقد لا يفعل، هل يغرف الكاتب من بئر لا تنضب؟ هل يمتلك الكاتب عبقرية وإبداعاً لا حدود لهما؟ أما كان من الأفضل والأنسب أن يكون للكاتب مقالة واحدة على الأكثر كل يومين، فهذا أدعى أن يكتب بجودة عالية وقيمة كبيرة، وهو كذلك يفتح المجال لمزيد من الأقلام أن تأخذ مكاناً لها في الصحف بدلاً من أقلام لا تتغير، ووجوه لا تتبدل، وأساليب لا تختلف؟ هل العلاقة بين الكاتب والصحيفة هي علاقة جبرية لا تنتهي إلا بالوفاة مثلاً أو بترك الصحيفة من أجل فرصة أفضل؟ أليس هناك معايير مناسبة تقيس مقروئية الكاتب ومتابعته، وهل له جمهور يقرأه؟ أم هو مجرد رقم لملأ الفراغ فقط دون أدنى قيمة أو أهمية؟ يُفترض في الصحف في عصر العولمة وثورة الاتصالات والمعلومات والمنافسة الحادة والشرسة من المواقع الإخبارية الإلكترونية أن تبحث عن أساليب جديدة، أساليب حيوية تعيد لها الألق والجاذبية. لقد انتهى موضوع السبق الصحفي من الصحف الورقية، وأصبح حكراً على المواقع الإخبارية، وأخذت الصحف الورقية تثير الأسى بنشرها أخباراً باهتة بعد أن نُشِرَتْ قبل ساعات طويلة في المواقع الإخبارية وقرأها مئات الألوف من المتابعين الإلكترونيين، ولذا لم يبق أمام الصحف إلا الأخذ بمناهج التطوير والتجديد والإبداع للتغلب على مشاكلها المتأتية من المنافسة الإلكترونية، ويأتي الاهتمام بموضوع الكُتّاب ومقالاتهم أولوية قصوى لما لهم من تأثير كبير، وخاصة على المتابعين الملتزمين الحريصين على القراءة الدقيقة الواعية لما يُنشر، ولهذه الفئة بالذات يتوجه الكُتّاب بمقالاتهم وكتاباتهم، وعليه فإنَّ مراعاة هذه الفئة يجب أن تكون محل اهتمام إدارات الصحف والكُتّاب على حد سواء. وأخيراً، متى نرى مقالة بيضاء في صحفنا اليومية، تبدأ بها عهد المصداقية والوضوح والشفافية؟ mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع