أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
جامعة برشلونة تقطع علاقاتها مع إسرائيل المفرق تحتفل بيوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي نسخة استثنائية .. ما الفرق المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2024-2025؟ الخميس غرة ذي القعدة في الاردن 50 شهيدا وصلوا إلى المستشفيات في رفح منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية قطر تدين قصف بلدية رفح وندعو لتحرك دولي يحول دون اجتياح المدينة "صناعة الزرقاء" تعقد لقاء حول برنامج تحديث الصناعة سفير إسرائيل في الأمم المتحدة: قرار أمريكا تعليق شحنات أسلحة محبط للغاية محاضرة توعوية حول قانون السير المعدل بتربية لواءي الطيبة والوسطية حماس : لسنا مستعدين لبحث مقترحات جديدة الأونروا: 368 هجوما على مباني الوكالة منذ بدء الحرب حماس تطالب بالتحقيق في مقابر المسشتفيات الجماعية أجواء مغبرة في الطريق مع حرارة مرتفعة الاحتلال ألحق دمارًا بغزة يفوق ما ألحقه الحلفاء بدرسدن الألمانية نجم ألمانيا ينصح بايرن بالتعاقد مع مورينيو نتائج مخبرية "مُبشرة" لرمال السيليكا في الأردن الوزير غالانت: المهمة لم تكتمل في الشمال والصيف قد يكون ساخنا بشأن الديربي ضد الهلال .. النصر يتقدم بطلب خاص بورصة عمان في المركز الأول عربياً في تحقيق عائد التوزيعات مصرع جندي اسرائيلي اصيب في طولكرم

هذه مبادرة زمزم

01-01-2014 11:03 PM

من متابعتي الحثيثة، وقراءتي التي أتوقع أنها دقيقة لبرامج مبادرة زمزم واخص البرنامج السياسي، اعتقد أن هذه المبادرة ترفض ما تعارفت عليه الطغمة السياسية فيما يعرف باسم الإسلام السياسي، واذرع الإسلام السياسي، وترى أن الإسلام هو دين شامل لكل نواحي الحياة، ولديه القدرة على استيعاب الآخر والتكيف معه ومع متغيرات الزمن ومتطلباته وفق منظور إسلامي، ولا يوجد ما هو إسلامي وغير إسلامي في الإسلام، وإنما يستخدم هذا المصطلح للاستهلاك الإعلامي والتعاطي مع فهم المعنيين بالسياسة .

زمزم ظهرت في الزمن الذي أعلن فيه الكثيرون استسلامهم وتراجعهم، وان لم يكن ذلك من خلال المنابر، وإنما لسان حال الآخرين يقول ذلك وأفعالهم وتصريحات البعض منهم كلها تشير إلى حالة من الانكفاء عن الوهج المطالب بالإصلاح، وقصور في التحرك المدروس، والتخبط فيما يخص الحالة الأردنية، وظهر جليا أن الانتكاسة التي أصابت الهرم الحراكي من قمته إلى قاعدته كان جزءاً منها بفعل مالات الخارج، ولا يعفي ذلك بعض القوى من الأخطاء الذاتية التي ارتكبتها فأربكتها.
فوجدنا بزمزم الجرأة لتعلق الجرس، وتفتح الباب على مصرعية، مشرعة الأبواب لكل من يعاني من إحباط لرداءة المحصول، أو هارب من بيروقراطية حزبية مقيتة، ولكل من أدمن الحراك الجاد بنوايا الإصلاح، ويخاف على الوطن، ولكل من يبحث عن طوق نجاة للجميع .

جاءت زمزم في وقت عصيب جداً، وكما يقال: " راهن أبناؤها بالغالي والنفيس " لتكون زمزم الفكر القادر على الإبداع والتجديد في أدوات الخطاب وأدوات الفعل وإدارة الأمور، أنها مشروع حضاري وطني، يؤمن بمشاركة الجميع ويبتعد عن الثنائية في التعاطي مع قضايا الإصلاح والبناء ويبتعد عن لغة التهديد والوعيد والعنف.

كل القوى في العالم العربي بما فيها الأردنية تطالب بالاكتفاء الذاتي، وعدم الاستيراد من الخارج، وان لا يربط الاقتصاد باقتصاديات دول أخرى، وان يكون الاقتصاد ذاتي الدفع، وهذا شيء جميل، ولكن من الخطورة التي تصل حد الإثم أن تراهن على السياسة الخارجية في تحركك الداخلي، لأنك تصبح مستوردا ً لهذه السياسة التي لا تملك أدوات إنتاجها، خصوصا ً إذا كنت كقوة تعتقد انك تمثل حكومة الظل أو المعارضة، لأن من هم في السلطة يملكون من وسائل القوة والاطلاع على مجريات الخارج أكثر منك كقوة سياسية تحاول أن تعمل بالتناغم مع الخارج .

زمزم جاءت بفكر ينطلق من الأفراد، وتراهن على الضمير الجمعي والفهم العام للمجتمع المتمكن والمتبصر بقضيته، وبخطورة المرحلة التي يمر بها الأردن، اعتقد أن زمزم تؤمن أن تماسك البيروقراطيين وتمترسهم نابع من تشبيك المصالح بين هؤلاء، وتؤمن زمزم بالحول السياسية الضاغطة مع مثل هذا التمترس، ولا يكون ذلك إلا بجمع الناس على مصلحة تدفعهم إلى حالة من التشبيك والالتفاف على ضرورة الإصلاح لنا ولأبنائنا في المستقبل، ولا يمكن أن يكون ذلك دون تحديد آلية للحصول على ما نريد، وهذه الآلية هي القوة الضاغطة متشابكة الهم العام وقاسمها المشترك هو الوطن .

زمزم تحمل فكراً وطنيا ًعربيا ً إسلاميا ً، غير متكلف أو متصنع أو متخلق، تحمل فكراً متأصلاً في نفوس العامة، وهذا الفكر المتصاعد يخبو ولكن هنالك من يستطيع بطاقاته الخلاقة أن يعيد الروح إليه ويبث الأمل من جديد معتمداً على قوة دفعه الذاتية والنابعة من الداخل لأن المجد الغابر أو الزائل لا يستعاد وإنما يولد من جديد.

ورغم ما يعانيه الأغلبية من انتكاسة؛ سببها أننا كنا نركب على الحصان و لكن الرسن بيد أملاءات الخارج، فكانت الحركة متغيرة الاتجاه، ويصعب الوصول إلى المبتغى ، فأصبح الكل يبحث عن هويته في ركام الآخر، غير أن زمزم كان لها اجتهادها بضرورة تملك أدوات الفعل، وان لا يبقى الرهان على الخارج وأملاءاته، وان تكون هوية الإصلاح نابعة من الداخل، هوية جامعة مقياس تأصيلها العدل والمساواة والشفافية والمساءلة والتشاركية.. نشارك في النجاح ونعترف بالتقصير .

زمزم تؤمن بالشباب وهذا ربما سر الاختلاف عن البقية، ومن متابعتي لنشاطاتها أجد أن المكون الأكبر لهذه المبادرة هم الشباب الذي يعمل أكثر من أن ينظر .. جيل ٌ ولد من رحم الحراك الواعي المدرك لدقة المرحلة.
زمزم لا تنقاد إلى الخارج بقدر ما توظف تجارب الآخرين لمصلحة الأمة.. زمزم تبحث في تجارب الآخرين ولا تستنسخها.. زمزم تبحث في مكامن القوة وأسباب الضعف أو التراجع وتوظف ذلك في توجيه بوصلتها.

زمزم لا تبحث عن تصدر مشهد تجد نفسها محاربة من الجميع فيه؛ لعلمها بردات فعل المنافسين من جهة وممن يصطف في موقع الخصوم من جهة أخرى .. زمزم تؤمن بالتعامل الحضاري المتمكن الذي لا يؤدي إلى الانزلاق في حال حدوث أي مفاجأة .
زمزم تضع فهماً واضحا ً للهوية وللديمقراطية والتعددية، وفهما ً للتطور والتقدم ومكافحة الفساد وتجفيف منابع الاستبداد، وتضع من يصر على ثنائية التعامل في موقع المطالب بإعادة صياغة فهمه لهذه المفاهيم، لأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، ولا يمكن لأي قوة أن تعيد عقارب الفهم والوعي إلى الوراء، ومن يريد أن يوقف الساعة فليعلم أن المياه أسفل السفينة ستنخر في جسمها إن عاجلا ً أو آجلا ً .

اعتقد أن زمزم أكثر انفتاحاً وأكثر شرحاً وأكثر شمولاً و شباباً في برامجها، وأكثر المؤمنين بالتشاركية والتعاون والإيمان بالاختلاف وليس الأضداد، وأكثر من يفتح ذراعية لكل القوى المؤمنة بالعمل النزيه المخلص الهادف لدولة تستوعب الجميع، وتقف على مسافة واحدة من الجميع، واعتقد أن زمزم تستخلص العبر من تجارب الآخرين وتعي ما وقعوا به من أخطاء كارثية، ولديها التصور التام عن حقيقة ما يعانيه البعض من جذور ضاربة في عمق الدولة العميقة وكيفية التعامل مع هذه الشريحة، واعتقد أن زمزم لن ترتهن للخارج، ولن ترتهن لارتفاع أو هبوط سهم تنظيم القاعدة مثلا ً، ولن يكون تقدم خطابها هو انعكاس لتقدم على ارض غير أردنية، ولن تتراجع بتقدم السلفيين على سبيل الذكر، ولن ترتهن إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في الجوار.. زمزم لا ينقصها سوى الوقت لتؤتي أكلها والذي لن يتأخر بأذن الله.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع