تفرض التطورات الأمنيّة التي تجتاح المنطقة إعادة ترتيب عاجلة لأولويات جهاز الأمن العام ،خاصة بعد حالة القلق والترقب الأمني التي أعلنت عنها الحكومة قبل أيام ،وتخوفها من تسلل لعمليات مسلحة لتنظيم القاعدة على الساحة الأردنية، رغم الجهود التي تبذل لضبط الحدود، وتصريحات المسئولين ألأمنيين في المناطق الحدودية السورية بأنهم لا يستبعدون حدوث اختراقات نظرا لطول الحدود بين البلدين .
وطالما أنهم لا يستبعدون الاختراق ،فان حماية الداخل تقع الآن على عاتق الأمن العام ، وحان الوقت لتخليص الجهاز من حالة الشتات التي يعاني منها، والتفرغ لحراسة الوطن من الداخل ،وتفويت الفرصة على الإرهابيين.
ويقف على رأس الأولويات الأمنية طرح الحمولة الزائدة التي استنزفت جهود وإمكانيات الأمن ،وأضعفت دوائر منع الجريمة وضبطها بعد وقوعها ،وكان لها أثرا سلبيا واضحا فتلاشت الدوريات المانعة للجريمة وزادت نسب الجرائم المجهولة.
الوقت ألآن ليس وقت شرطة للبيئة التي لا ترتبط بالعمل الأمني بصلة ،ولا وقت الشرطة المجتمعية التي تعمل بازدواجية مع دوائر العلاقات العامة وتمارسان نفس المهام تقريبا، عداك عن أسطول السواقين الملحقين مع المسئولين ،والأعداد الكبيرة التي تعمل في إصدار اقامات الأجانب ،وتنظيم شؤون الخادمات ،والأحداث ،وغيرها الكثير من نماذج الترف الشرطي المنقولة عن دول الرخاء الأروبيّه الوادعة، ولا تصلح للتطبيق في منطقة مشتعلة وبأمّس الحاجة لكل فرد وكل جهد لمكافحة التطرف والإرهاب، وليس زمن تفجيرات عمان عنا ببعيد.
نتوقع أن تأخذ مديرية الأمن العام مخاوف المسئولين وتحذيراتهم على محمل الجد ،فهي لم تأت من فراغ ،وتبادر لمضاعفة حملات التفتيش ،ونشر الدوريات على الشوارع الداخلية والطرق الخارجية ،وحراسة المؤسسات والمنشاءات المستهدفة ، وتدعم أجهزة العمل ألاستخباري والجنائي.
نعلم أن المديرية تمر بمرحلة مراجعة وتقييم شاملة لتطوير استراتيجياتها وخططها المستقبلة،بما يتوافق مع الأوضاع العاصفة المحيطة ،لكن المستجدات التي أخافت مسئولينا تجعل المسألة ملحّة وغير قابلة للتأجيل ،وتحتاج لخطوات جريئة ،والى اتخاذ قرارات صعبة لإعادة الواجبات الدخيلة إلى وزاراتها الأصيلة كالبيئة والداخلية والتنمية الاجتماعية ،لتتمكن من تجميع قواتها ونشرها من جديد ،وتتخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة لإفشال أهداف محاولات التسلل إلى ألأردن والعبث بأمنه،فهناك قلق رسمي من تنظيم القاعدة من أنه أعد مشروعا لاستهداف الأردن في الفترة المقبلة. Fayez.shbikat@yahoo.com