في مسرحية "غربه" ظهرت شخصية حسني البورازان كمواطن حالم ويهوى الخروج من ضيعته فقط لأنه يمتلك قدرة على الخيال وتصور الطرف الأخر من العالم بعيدا عن الضيعة عالم أحخر فيه من الحياة والحرية الشيء الكثير، ويصر ابوريشه " حسني البورازان " على أن الحل في الخروج ولايملك أية مقومات كي يتحقق له خروجا مشرفا تحت أسم " لاجىء سياسي " .
وهذه القصة تشابه لحد كبير قصة الزميل الفزاع الذي وقف في قاعة مطار الملكة عاليه الدولي مع إثنان من زملائه أو ميوئيديه أو ممن رغب بالظهور في أخر صورة للفزاع في أرض الوطن وهم يشدون على يديه ويميلون رؤسهم بوقفة إستعراضية لاتعطي أية دلائل على أن من يقف في وسطهم شخص مطلوب أو مطارد أن ممنوع من السفر أو أي مؤشر لحالة قمع أمنية ، هم ثلاثة شباب يقفون على أرض المطار واحد منهم سيغادر وإثنان سيودعونه والوداع الأخير الذي رسموه معا وكأنه نهاية الوطن .
نالت تلك الصور في أول يوم نشر فيه الخبر تغطية صحفية جيدة مع جمل مرادفة لها توحي أن الزميل الفزاع بين يديه ملفات أمن قومي أردني تتعلق بالحريات العامة سوف تقلب الدنيا ولاتقعدها في الشارع الأردني وهو إبن الحراثين اللذين جمعهم عنوان " ابناء الحراثين " واحد وفرقتهم أفكارهم المتناقضة التي رفضت من الشارع الأردني من باب أن هذا الشارع لايعرف أنهم أبناء حراثين فلقد تركوا حراثة أرضهم منذ سنوات وتربعوا على مقاعد بيوت عمان الغربية وشرفاتها تشهد بذلك وجزء من ليليها الطويل .
أبو ريشه في مسرحية "غربه" حمل حقيبته ولبس بنطاله القصير ووضع ريشه على رأسه كي يوهم نفسه واهل الضيعة أنه شخص مختلف عنهم وأنه لايمكنه العيش في ضيعة يحكمها مختار " خرف " ويحيط به مجموعة من " هزازي " الذنب وتسيطر عليها شهواته ، وغادر ابو ريشه الضيعة هو ومجموعة من ابنائها إلى بلاد الغربة وشاهد الناس نهاية قصة ضيعة غربه وكيف أن هناك رجال غرسوا أقدامهم فيها ورفضوا الخروج وأصلحوا أمر الضيعة وتخلصوا من هذا المختار وشهواته .
إذا لماذا لم يغادر " الفزاع " الوطن على ظهر قارب صيد وعبر به البحار والمحيطات وأنقذته سفن السواحل الغربية من الغرق ؟ ، وغادر من مطار عالية وهو يجلس على مقعد الدرجة الأولى " ربما " ونام نوما هنيئا في جزء من رحلته فوق سماء الوطن وإستيقظ في مطار السويد وبعد أن حلم بأبو ريشه ومسرحية " غربه " وأعلن أنه من الأن لاجىء سياسي ؟ .
وهنا لايمكن أن ننتقص من تاريخ الزميل الصحفي والحراكي ولكن البقاء في أرض المعركة شيء والهروب منها شيء أخر يعرفه الجميع .