طالبنا ونطالب دائما في مختلف الأوقات والأزمان المتغيرة، الدولة ان تطبق القانون بحزم وان لا تتهاون في تطبيقه أبدا .
لان أي تهاون يعطي انطباع للداخل والخارج إن الدولة تعيش في حالة من المفوضة ,وغير قادرة على السيطرة على الوضع وبالتالي هناك انفلات امني .
وهذا الانطباع له سلبياته على السياسة والاقتصاد بالإضافة للحياة العامة للناس, ولكن السؤال الذي أود إن اطرحه على أصحاب القرار في المؤسسات الأمنية وبشكل مباشر.. هل الحلول الأمنية المتبعة حاليا نجحت في لجم وتهدئة الشارع ؟!.
واقصد ما يحدث من اعتقال في مكان أو استعمال الغاز المسيل في مكان أخر أو حتى استعمال الهراوات ،
هل هذه الحلول أعطت نتائج ايجابية في حل المشكلة الأصلية !؟ .
إنا من وجهة نظري المتواضعة ومن متابعاتي لما يحدث في الأردن بشكل عام أقول، هذه الحلول الأمنية المتبعة حاليا لم تستطع إن تحل أي مشكلة , بل إن بعض هذه الحلول الامنبة الروتينية المتبعة مثل استخدام الغاز المسيل او الضرب بالهراوات أو الاعتقال هي من أجج بعض المناطق .
على إدارات الأجهزة الأمنية إن تغير من استراتيجياتها في التعامل مع المتظاهرين والمعتصمين في الشارع فالحوار هو الحل ,فبعض هذه الأجهزة واقصد هنا قوات الدرك التي ُستخدم لقمع أي اعتصام أو أي مظاهرة هم أداة تنفيذية لأوامر تصدر لهم عليهم إن ينفذوها كما صدرت .
ولكني أقول لمن يصدر الأوامر إننا في زمان قد تغير بالرغم إننا نعلم إن بعض هذه المظاهرات ،هي احتجاجات واعتصامات مفتعلة وممولة من جهات ربما خارجية او داخلية .
ونحن نعلم أيضا بان لدى الأجهزة الأمنية معلومات نحن لا نعرفها أبدا عن هذه الاعتصام ومن يحركها .
ولكني أدعو أصحاب القرار في الأجهزة الأمنية إلى تغيير الإستراتيجية المتبعة حاليا في التعامل مع المظاهرات والاحتجاجات .
فالشعب الأردني بمختلف مكوناته وأطيافه وانتماءاته وأفكاره هو شعب مثقف متابع منتمي ,فلا تجعلوه ببعض التصرفات الأمنية ينتفض على كل شيء ,ولا تجعلوا هذا الشعب ينقسم بين مؤيد ومعارض, فنحن كلنا معارضون للتخريب والدمار والفساد ,وكلنا مؤيدون للإصلاح والتطوير .
فأي شخص يحقد على تعامل من أي رجل امن حتى لو من تعامل رجل سير ,فان ردة فعله ستكون كبيرة إذا أراد إن ينتقم ,فلا تعطوا للبعض حافزا وسببا للانتقام ,وتجارب الأجهزة الأمنية في هذا الموضوع كثيرة .
فكلنا أبناء لهذا الوطن بنيناه بدموع العين وعرق الجبين... فعاملوا أبناءه كما تحبوا إن يعاملوا هم أبنائكم إذا كانوا في مكانكم .