إستحقاق ما بعد العيد .

رجع دولة الرئيس من الحج وإنتهت حملة التنكيت عليه وأصبحنا شعب نصدر النكته بدلا من الكشرة في موسم الحج ، ورجع الوزراء ونواب وايعان الأمة من إجازة عيد طويلة فصلت كما يريد كل واحد منهم ورجعت صفحنا الورقية للمطابع بعد أن فشلت في التوقف عن بث الأخبار على مدار اربعة ايام من التحجب وإكتفت بأخبار عربيه وعالمية والقليل من الاخبار المحلية عن الخراف وعادتنا في العيد وإختفت أخبار الحكومة عن المشهد الاعلامي لأن الأصل هنا أن الحكومة في عطلة عيد الأضحى والتزمت الصحافة الورقية بكلام الحكومة.
ولعل أبرز الإستحقاقات بعد العيد مباشرة هي قصة التوقيت الصيفي الذي سيجعل الأردنيين يصلون الفجر في سياراتهم والباصات التي تنقلهم لأعمالهم وأبنائهم سيغادورن المنازل في ساعات ظلام الفجر الأولى وسيعود إستحقاق الشعب على الحكومة بوقف مهزلة " وضع الرجل بالحائط " من باب إثبات وجود شخص يسمى رئيس حكومة متفرد ومنفرد ، ويليها إستحقاق إسطوانة الغاز الذي بدأ مبكرا هذه السنة مع بدء هطول أول قطرات المطر بعد أن شعر الشعب ببرودة حضور رئيس الوزراء في المشهد الأردني ، وهذا يؤدي إلى إستحقاق أخر وهو تاريخي بالنسبة للشعب الأردني ويتمثل في أسعار المحروقات وأهمها في الشتاء سعر لتر الكاز الذي يرفض أن ينزل رغم الإنخفاض العالمي لسعره ، وكون حظ الحكومة يشبع حظ " الولايا " أرتفعت الاسعار خلال اسبوع عطلة العيد لتجد لنفسها عذرا أقبح من ذنب ولكنه قوي .
وأكبر الاستحقاقات بعد العيد وهو ما نسيه الشعب الأردني من كثرة ما ضرب على رأسه خلال إجازة العيد من مصاريف عيديات وأضاحي وشراء ملابس وجميعها من راتب شهر قديم سوف يغطي عجزه وسجل ديونه على دفتر راتب شهر قادم على الأبواب هو عندما توضع تعديلات قانون التقاعد للنواب " فقط " أمام الملك كي يصادق عليه أو لايصادق ، وأن لايصادق هو الاستحقاق الذي يتمناه الشعب كي يعيد الملك الأمور إلى نصابها ولايبنى في الوطن طبقة جديدة من " العليق " التي تعيش على جسد الوطن وتأخذ من دمه ولاتعطيه شيء سوى معارك بالأيدي والأحذية والشتم وأخيرا كلاشنكوف الذي يعلوا صوته فوق صوت الرقابة والتشريع .