نحن نعلم حجم المأساة التي يعيشها السوريون نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا الشقيقة، فالأضرار المادية والنفسية التي أحاطت الشعب السوري ولدت حالة من الإكتئاب الشعبي ، وحالة من الاستنفار المجتمعي .
السوريون ذلك الشعب الذي كان وما زال حاملا للرسالة الخالدة ، وهم امتداد للشهيد البطل خالد بن الوليد، فتوارثوا الأصالة ، وتوارثوا المبادئ والقيم وجعلوا من انتمائهم لوطنهم قاعدة ثابتة لهم ، يباهون بها العالم.
ونحن كأردنيين نجد أن هذا الشعب طاقة شعبية لا بد من الأخذ بيدها لحين عودة المياه لمجاريها - بإذن الله - فمصابهم الجلل يجعلهم في بوتقة الإنسانية ، وتعزيز الضمير الإنساني ، فهم كرسوا أرواحهم وأولادهم وأموالهم في سبيل الوطن وفي سبيل هدف ينشدوه منذ 3 سنوات ، لتكون سوريا الأرض الخصبة بأهلها.
فخروج السوريين من بلادهم عنوة ، ولجوئهم للأردن المضياف باتت من الأمور التي ترهق الأردن شعبا وحكومة ، وهنا لا نقصد أن أن نعيدهعم لبلادهم ، بل النظر إلى الأردن على أنها قليلة الموارد ، ومساحة قليلة، وتعداد سكاني يصعب إيجاد المناخ الاقتصادي والاجتماعي له ، بالرغم من سياسات الحكومة المتعددة في التخفيف من عبئ اللاجئن السوريين ، الذين باتوا يزدادون في ظل أزمة الحرب التي تلاحقهم .
وما نجد مخيم الزعتري إلا بؤرة من بؤرات السوريين الذين تجمعوا في سبيل حياة فضلى ، إلا أن توفير هذه الحياة في مناخ الأردن بات صعبا للغاية ، وعلى حساب الشعب الأردني الذي بات يدرك خطورة الأزمة الاقتصادية التي تلاحق الأردن ، عدا عن الشاب السوري الذي بات يعمل بأجرة زهيدة نسبيا على حساب الشاب الأردني ، حيث أصبح رب العمل يفضل السوريين لزهد دخلهم ، ما حدا بهم الاستغناء عن الأردنيين ، الأمر الذي يفاقم الأمر ، ويجعل البطالة تعانق السحب لارتفاعها ، وليس هذا فحسب ، بل أصبحت الفتاة السورية ضحية للوسائل الإعلامية الذين وجدوا هذه القضية وسيلة لتبخيس الأردن ، فما تجد مادة إعلامية إلا وتشير إلى أن الأردنيين يتهافتون للزواج من السوريات لقلة مهورهن في سبيل "السترة".
عدا عن الوضع الاقتصادي الذي يكلف الأردن الكثير ، بالرغم من المساعدات الدولية ، إلا أن الكارثة أعمق ، ما دامت الحلول متواضعة .
الشتاء قادم والمخيمات السورية ستكون على كف عفريت ، وستبدأ المعاناة ، وستبدأ الحياة العصيبة، عدا عن الأمراض التي ستفتك بالمخيمات ، فما أصعب المعاناة التي ستلتهم السورييين ، بالرغم من أن الأردن يحاول جاهدا توفير سبل العيش لهم قدر المستطاع ، إلا أن طاقة الأردن محدودة والأسباب واضحة ، وهنا نحن لن نترك هؤلاء الذين لجؤا إلينا ، فنحن شعب مضياف وصاحب كرم ونخوة فـ"عتبة البيت لننا وصدره لهم " لكن نريد أن نجعل من بلدنا واحة من الأمن والامان .