أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن ينفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوب غزة بمشاركة دولية الملك يلتقي السيسي وعباس بقمة البحرين الدفاع المدني: التعامل مع 1253 حالة اسعافية خلال 24 ساعة وزير المالية العسعس: رفع التصنيف الائتماني لن يكون مبررا لمزيداً من الديون الطاقة: انخفاض أسعار البنزين بنوعيه والديزل وارتفاع الكاز عالميا الحكومة تصوب خطأ ورد بالجريدة الرسمية أوكرانيا تعلن وقف "التقدّم" الروسي في "مناطق معيّنة" من خاركيف أورنج الأردن ترعى مؤتمر "مستقبل الاستدامة لبيئة الأعمال: تجارب عملية" وتستعرض رؤيتها النص الكامل لإعلان القمة العربية في البحرين الملك وملك البحرين يحذران من عواقب العملية الإسرائيلية برفح إرادات ملكية بنقل وتعيين سفراء - أسماء مصر: رفضنا طلبات إسرائيلية لإعادة فتح معبر رفح إصابة 3 جنود الاحتلال بقصف لحزب الله بالمطلة تقاعد وإنهاء خدمات موظفين حكوميين -أسماء الذهب ينخفض نصف دينار بالتسعيرة المسائية بالأردن الدخل: نظام الفوترة لا يهدف لفرض ضرائب وزير إسرائيلي يحمل نتنياهو وغالانت مسؤولية الوضع الأمني قطاع الإسكان: المؤشرات غير مبشرة الدفاع المدني يجري ولادة طارئة بمركبة بعمّان-فيديو غارة إسرائيلية على بلدة كفركلا جنوبي لبنان

من طفيلي إلى طبرة

07-10-2013 12:22 PM

الطريق طويل ... من بيت (سندس) في حي الطفايلة إلى الجامعة الهاشمية، والسبب يعود طبعاً لسكن أهلها في عمّال، عفواً عمّان، فالطفايلة يلفظونها عمّال بالشد على النواجذ (الأضراس) وعلى مبسم الميم.

سندس، التي حصلت في الثانوية العامة على معدل 92% يكافح والدها المتقاعد العسكري لتامين مصاريف المواصلات، والدراسة، إلى جانب مصاريف إخوتها الأربعة الذين ما زالوا على مقاعد الدراسة ... تكتفي ببعض الخبز لتقضية يوم طويل في الجامعة ... عيونها على الدفتر، وقلبها على حي الطفايلة.

عمّال، كانت مقصداً لمحبي العمل، وهم الطفايلة، الذين توافدوا اليها بعد إستقرار الملك عبد الله الأول بعمّان وإعلان إمارة شرق الأردن عام 1921. والطفايلة أبناء جبال، يحبّون النظر الى الأفق المفتوح، ولا يحبون العيش بين الحفر. لهذا إتخذوا من الجبل المُطل على المدرج الروماني (مركز عمّال) مكاناً لسكناهم، وأسموه بالتاج، لأنهم آمنوا بالتاج الملكي، وسارعوا الى الإنخراط في الجيش العربي.

وأذكر إبان خدمتي العسكرية، بأن عيون الضباط كانت تبحث عن الطفايلة، ويتم فرزهم من بين الأفراد للخدمة في الحرس الملكي، لأنهم، وليسامحني أبناء بلدي... الأطهر، والأنقى، و(كانوا) الأكثر ولاءً للعرش الهاشمي.

ولا زلت أذكر، الوكيل سالم، الذي كان يعمل سائقاً بالقصر، الذي كان يزورنا بسيارة الحرس، سيارة طويلة وعريضة، وفيها صندوق خلفي كبير يستغله رَبع الطواقي الخُضر لجلوس النمور المتيقذة، ومعظمهم طفايلة، لحماية سيدهم (أبو عبد الله) الله يرحمه.

ما الذي جرى من ذلك الحين، أهم الطفايلة من إختلفوا، أم أن حُراس القصر، قد تبدلوا ... فأصبح سالم غريباً على رغدان.

ما الذي تغير، وجعل الطفايلة ينتفضون مطالبين بخدمات للحي، وتعليم لأبناءهم، ودخل يسد الرمق لعوائلهم. الى من يشتكي هؤلاء، إلى إشباه الرجال الذين نجحتموهم بكل دهاء الكرة الأرضية، فتحولوا بقدرة قادر من زعران بسطات إلى نوائب أمة، ومن كتاب تقارير إلى امناء عامين ومدراء شركات وأعضاء مجالس إدارة.

نعم، نحن طفايلة عمّال، نخجل مما آلت اليه الأمور في البلد، فلا المديونية نقصت ولا المستقبل مطمئن، ونجد من حقنا الخروج في المسيرات السلمية، والنداء بالصوت العالي ... لمحاربة الفاسدين، والمطالبة بتحسين أحوالنا، واحوال الناس جميعاً، لا لشيء، إلا أننا لم نعتاد السكوت على الضيم، وخير لكم أن تسمعوا منّا كلاماً قاسياً، على أن تسيروا مَعمِيٌّ على أبصاركم تدفعونا إلى الهاوية.

يطالب حراك الحي، كما حراك الوطن كافه، بمحاسبة كل طبرة من إختياركم، بصم على بيع رخصة الخلوي بأربعة ملايين، لتباع بعد كم سنة باربعمئة مليون دينار، وكل من سهّل بيع ميناء البلد الوحيد بثلاثمائة وخمسون مليون لتبني الدولة بديلا أصغر منه بسبعمائة مليون، ومن وقّع على بياض لبيع 37% من اسهم شركة الفوسفات لمشتري رأسماله (دينار واحد) مسجل في إحدى الجزر Off-shore ويتنزه في العالم حتى آخر يوم بعمره، ومن وضع كيساً على رأس مقدم متقاعد من الأمن العام (طفيلي من الحي) وإختطفه أمام أبنته على باب مدرسة البنات. آه ما هذا الإذلال للرأس الذي لبس التاج ... أهذا أسلوبكم مع من حمل التاج، وقدم لعمان من أجله، وامام مدرسة البنات ... وهل تعلمون ماذا تعني البنات بالنسبة لنا، أشك في ذلك.

حراك أبناء الطفيلة وحيها في عمّال، لن يقبل بطبرة تحاولون تزعيمه علينا، ليشرح للإعلام عن غوغائية الشباب الخمسة الذين أقاموا الدنيا وأقعدوها في الحي، اليس هذا إستخفاف بعقول الناس، وإهانة لكرامتهم. الم تكتفوا من قفشات (الألو) لتعطيل قرار، أو لإفشال جلسة تصويت.

مطالب الناس، بسيطة، وحلها سياسي قبل أن يكون إجتماعي، يتلخص بتعديل قانون الإنتخاب ليمنع كل طبرة من الوصول الى البرلمان، الذي سيشكل حكومة نظيفة شريفة تكون مرآة لهذا الشعب الطيب.

نعم، لقد تبدل حُراس القصر بآخرين ينظرون إلينا من فوقهم الواطي، فأصبح الشاكين في حي الطفايلة مخرّبين ... وهم من هم، عسكر ومثقفين وأبناء حراثين وساعين في مناكبها طلباً للستيرة. فأعيدوا المعتقلين إلى حي الطفايلة، وأعيدوا لحضن عمّال، وعمّان إلى حضن الدولة، هذا إن كنتم تتفكرون.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع