أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعتقل 8550 فلسطينيا في الضفة منذ 7 أكتوبر اليونيسف تحذر من "كارثة" حال هاجم الاحتلال رفح بلينكن: يستحيل وقف الحرب شمال "إسرائيل" ما دامت مستمرة بغزة تراجع قيمة مستوردات المملكة من الأدوات الآلية و الآلات الكهربائية الملك يعقد لقاء مع الرئيس الإيطالي ويؤكد ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة الحبس 3 سنوات بحق صاحب أسبقيات اعتدى على إمام مسجد بـ"موس" في الأردن أكثر من 80 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى صباح اليوم السقاف تزور حاضنة الاعمال البريطانية Plexal والإعلان عن اتفاقية ضمانة استثمارية مع كابيتال بنك محافظة :165 ألف طالب سوري بالمدارس الحكومية السير تحدد أكثر مخالفة تسبب الحوادث إيطاليا .. هتافات مؤيدة لفلسطين خلال مسيرات يوم العمال أوستن وغالانت يبحثان خطة "إسرائيل" المحتملة للهجوم على رفح منتدى دولي استثماري للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في عمان الاتحاد الأوروبي يعرض مليار يورو لدعم لبنان غزة: بلدية دير البلح تحذر من التداعيات الخطيرة لعدم توريد الوقود 70.8 مليون دولار قيمة شهادات منشأ صناعة إربد الشهر الماضي أكبر 10 اقتصادات في العالم لعام 2024 810 أطنان من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي في إربد صعود الدولار وتراجع الين واستقرار اليورو اللجنة الملكية لشؤون القدس: مشاهد مروعة يتعرض لها الصحفيون في فلسطين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام إلى المعلم في عيده

إلى المعلم في عيده

04-10-2013 10:29 PM

في يومك في الخامس من تشرين الأول تنحني لك الهاماتُ تحية إجلالٍ وإكبارٍ يا معلمنا الأبجدية ... يا حامل مِشعل النور والهداية ... أيها البحار في ليل الظلمات والجهل ... أيها الغواص في بحر الأشواك والخذلان والجحود!!
إنَّ غبار الطباشير الذي يلوث يديك وملابسك، هو وسام معركة النور التي تقودها ضد جيوش الظلام والإظلام. وإنَّ آثار الحبر على يديك وشم يؤكد أنَّك ما تراجعت ولا نكصت. وملابسك المجعلكة، وشعرك الأشعث في نهاية يومك دليل أنّك أديت الأمانة، وما تكاسلت أو ركنت إلى الدعة، في حين يخرج أقوام كما يدخلون، بل يغدون خماصاً ويروحون بطاناً!
قد لا تكون المطالب المادية هي هاجس المعلمين الأول، ولا كل همهم، فإنَّهم يدركون أنَّ حُسن المعاملة، والتقدير، واحترام إنسانية المعلم، خيرٌ من كل أموال الدنيا. وعندما يجتمع حرمان وحرمان، فإنَّ الحمل يكون ثقيلاً، والمصيبة عظمى، والطامة كبرى!!
ما زالت أنصبة المعلمين لا تراعي أي أسس تربوية أو علمية أو حضارية؛ فكل المباحث سواء، وكل المراحل سواء، وكل الظروف سواء. وأعباء المعلم تزداد يوماً بعد يوم، والممنوعات والمحظورات تلتف حول عنقه تكبله وتقيد يده، والتعليمات والأنظمة تقعده كسيحاً بلا حول ولا قوة، يلقونه مغلولاً في اليم، ويحذرونه من البلل!
نَصَّبوا عليه مسؤولين، منهم من لا يعرفون كوعاً من بوع، فيهرفون بما لا يعرفون، ويتعرقلون بأرجلهم في رابعة النهار. يحسبون أنَّهم يفهمون وهم أبعد الناس وأجهل الناس، يستحقون الشفقة، ويستدرون الدمعة، ومع ذلك يكابرون ويعاندون ويتبجحون. تسلطوا عليك سدَّاً لنقائصهم، واستأسدوا عليك وهم أجبنُ من نعامة، وأضعفُ من بعوضة!!
إنَّ من أبسط حقوقك أن تُحترم وتُقدر في مدرستك ومديريتك ووزارتك، ولكنهم أمعنوا في ظلمهم، فعاملوك كالأغراب، وما كانوا لولاك، ولا وجود لهم إلا بك. يرفعون أصواتهم في حضرتك، ولو أنصفوا لخشعوا. وجلسوا وتركوك واقفاً، ولو كان عندهم بعض حياء لأجلسوك ووقفوا في حضرتك. يأمروك ولو اتبعوا الحق لأتمروا بأمرك، وما خرجوا عن طوعك!!
وإنَّي لأستنكر علي أي مسؤول تربوي مهما كان منصبه؛ ابتداءً بأقلّ موظف وإنتهاءً بوزير التربية والتعليم أنْ يهنأ بمكتب، أو أنْ يجلس على مقعد، أو ينعم بمكيف أو مروحة صيفاً، ومدفأة أو تدفئة شتاءً، وهناك معلم في أي مدرسة مهما شَطَّتْ أو نَأتْ لا يجد مقعداً يجلس عليه في استراحته، ولا يجد مكتباً يركن إليه أوراقه وكتبه ودفاتر تلاميذه، يَسُحُ عرقه صيفاً، ويتجمد وجهه شتاءً. فإنَّ عظمة المسؤول تتبدى في هكذا مواقف، وتتجلى نفاسة المعادن في مثل هذه الظروف!
وإذا كان الحديث ذو شجون، والألم يذكر بالألم، فإنَّ همَّ المواصلات يُثقل كاهل المعلمين، ويؤرق كاهلهم، وينكد عليهم عيشهم، خاصة وأنَّ بعضهم يتنقل يومياً ما لا يقل عن مئة كيلو متر داخل اللواء نفسه، وغيره لا تبعد مدرسته أو مكان عمله سوى أمتار معدودة. ومما يزيدهم رهقاً أنَّ من يأخذون بدل مواصلات لا يغادرون مكاتبهم، وإنْ فعلوا وتواضعوا فبسيارات الحكومة، أما المعلم فينتظر المواصلة تلو المواصلة، وقد تمرُّ به سيارات التربية ولا تُلقي له بالاً. أغلب موظفي الدولة يأخذون بدل مواصلات أو تقلهم سيارات حكومية، أما المعلمون فلا يأبه بهم أحد، ولا يحسب حسابهم أحد، بل إنَّ البعض يحملهم عبء عجز الميزانية لاسترجاعهم حقوقاً لم تكن في حسبان هؤلاء يوماً!
الحقوق ستبقى منقوصة مهما بُذلت من جهود، وقُدمت من تضحيات، لأنَّ العدالة لا توجد إلا عند رب العالمين، فلا تبتئس ولا تقنط من رحمة الله، واقطع أملك من كل مسؤول، وصل حبلك بحبل الله، ولا تركن إلى أحد منهم، ولا تثق بأحد فيهم، فإنَّهم أقلّ شأناً مما تظن، وأضعف أن يكون في يدهم حول أو طول، لأنَّهم سراب وإنْ تَبَدَّى وتَجَسَّد، وَهُم وَهْمٌ وإنْ تحرك، وهم خُرافة وإنْ حدثوك ووعدوك!
ولا يحزنك تجاهل وزارتك ليومك والإحتفاء بك، فما تعودتَ منهم غير الجحود، وما نِلتَ سوى الوعود. فلا تأملنَّ أن تتغير بين ليلة أو ضحاها، وتأخذك بالأحضان بعد جفاها. فكن أنت أنت، فأنت الأعلى شأناً، والأعزُّ مكانة، والأغنى بقناعتك رغم فقرك، والأقوى بعلمك وإخلاصك، والأجدر بكل إجلال وإكبار!
mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع