أريد أن أعرف ماذا تريد هذه الحكومة من المواطن الأردني مقصوف العمر والدخل معاً .. مرة ترفع شعار الدينار أو الانهيار ، ومرة ترفع الأسعار في غفلة من الشعب .. ومرة تقتحم وحدتنا بخطاباتها المليئة بالدموع على الوطن ، ومرة تجد في صمت الناس مبرراً منطقياً لاستمرارها في فرض المزيد من الضرائب على هذا الشعب الكادح ، وكأنها تقول لنا : اذهبوا فأنتم الطلقاء في براري الجوع والذل والهوان .. وبعد هذا الظلم والقهر والكذب تدخل الحكومة إلى أماكن حساسة في أجسادنا بلا مؤاخذة لتوقد فينا شعلة الغضب .. وهذا ما جعلني أرفع عقيرتي محتجاً على الإجراءات التي مش ولا بد ، والتي أعلنت عنها الحكومة برفع جمارك الملابس المستوردة 20% .. وخاصة الداخلية منها .. من هنا أؤكد أن الوضع لم يعد يحتمل ، وإن الموضوع يحتاج إلى وقفة ، وقعدة ، وربما" قرمزة " يعني : جوعونا ونهبونا ، وسرقوا رزقنا عينك عينك ، وساحوا وماحوا وتمددوا في أجسادنا ، وخدرونا بخطاباتهم ، وقلنا: معلش .. بجوز الحكومة على حق وإحنا على باطل .. الجماعة أكيد بحبونا وفرضوا العديد من القوانين حتى يكون بيناتنا خبز وطبز وملابس داخلية .!!!
لكن أن تصل الأمور بلا أحم ولا دستور إلى قفانا ومؤخراتنا بالغة الاستدارة ، وهم يعلمون أهمية هذه الأماكن بالنسبة لنا ، فهذا أمر لا يمكن ولا ممكن أن نغظ الطرف عنه .. لأننا باختصار شديد لن نرتزق على حساب شرفنا مهما ضاق الحال .. فالشرف هو ثروتنا الحقيقية والبقية الباقية لنا ، عندما اختفت هذه الثروة عند الكثيرين ممن خدعونا وهم يحاولون الآن خداعنا من جديد من أصحاب القصور العاليات الشاهقات ..!!
أما إذا أرادت منا هذه الحكومة التي حطمت الرقم القياسي في القفز على المبادئ ، أن نخلع ونرفع فهذه ليست من شيمنا صدقوني بل هي من شيم الفاسدين المرتدين الجاحدين ، من أتباع مسيلمة الذين كذبوا بما عاهدوا الله عليه ، ولم ينصروا وطناً ولم يناصروا مواطناً ، ولم يعرفوا للحق والخير والمروءة سبيلا ..
أما بعد : ألا يوجد طريقة إنسانية استثنائية للقتل .. خاصة إذا كان المستهدف هذا المواطن الكادح الذي اصطلى بنار الفقر حين تنعم الكثيرون بموفور الصحة والثروة .. ..؟؟؟
ويبقى السؤال المعلق في سماء الأردن : أما آن لهذه الحكومة وغيرها أن تعلم علم اليقين أننا لسنا لقطاء ولا حيوانات وأن أمهاتنا لسن مشعوذات ماكرات .!!!