أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام من وحي رحلة العمرة (1)

من وحي رحلة العمرة (1)

18-05-2010 09:28 PM

بقلم الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
لقد مَنّ الله سبحانه وتعالى علينا بزيارة الديار الحجازية المقدسة ، وأنعم علينا بزيارة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصاحبيه أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وأرضاهما ، وزيارة البقيع ، والسلام على الصحابة وأموات المسلمين ، وأمضينا ليلتان في رحاب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في بهجة وسرور ، وكانت مشاهدة الناس من كل الأجناس والأعراق تبعث البهجة ، بمن ينتمون لدين الإسلام ، ويستظلون تحت راية راية الحق المبين ، ويأتون للزيارة الكريمة من كل أصقاع الأرض ...!!!
ولمدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نكهة خاصة ، وإحساس بالعظمة لصاحب المدينة ولقبره الشريف ولمسجده الطاهر ، وهناك تأملات كثيرة لا نستطيع أن نقول عنها إلا أنها معجزات تدل على عظمة هذا الدين ....!!
ولكن التأمل العميق يكون في الطريق من مدينة سيدنا رسول الله المنورة ، إلى مدينة البيت الحرام مكة المكرمة ، حيث الكعبة المشرفة ، بيت الله الحرام ، وطريقها التي تمتد لنحو 500 كم ، الصعبة المسالك ، ذات الجبال والتلال السوداء والصخور البركانية ، وكيف كانت جحافل الجيش تنطلق منها واليها لفتح أرجاء الدنيا على الخيل والإبل ، والمشي على الأقدام ، وقد يمتلك الجندي حبات تمر وبعض ماء حرارته من حرارة الجو اللاهبة ، ونحن في حافلة مكيفة تنهب الأرض بنا ، على شوارع معبدة ، وكنا نتعب ونشعر بالعرق يلتصق بنا ، بلزوجة سببها الرطوبة والحرارة ، فكيف كانت كل تلك الفتوحات تحدث ؟؟
أنها معجزة ربانية خص الله سبحانه وتعالى بها الأمة ، حيث أن الأرض كانت تطوى تحتهم ، أو أن الملائكة كانوا يحملون الجيش ، فيسير بسهولة ، وكانت العقيدة الراسخة هي سبب من أسباب ارتفاع راية الدين ، فمكة المكرمة التي تتجه إليها كل قلوب المسلمين قبل وجوههم في كل أصقاع الأرض ، ورؤية المسجد الحرام والوقوف أمام الكعبة المشرفة ، أمنية لكل مسلم ، عندما تتحقق ، يشعر الإنسان بالهدوء والسكينة ، وتختفي الأوجاع والآلام للمريض مثلي ، وعندما نطوف ونسعى لأداء المناسك نشعر بالرهبة والخشوع لقدسية المكان ، فنحن ندوس أرض أكرمها الله ، وشرفها بميلاد أعظم خلق الله ، ومنها انطلق نور الإسلام لينشر الهداية على أرجاء الأرض ، وفيها ومنها ولد وتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، الصديق والفاروق وعثمان وعلي ، والعشرة البررة ، وأمهات المؤمنين، وأجلاء الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ....!!!
من مكة المكرمة ، ذات الطبيعة القاسية ، والجبال السوداء ، غير ذات الزرع ، يقبع بيت الله الحرام بكل عظمة وأنفة ، يطوف به عباد الله كما تطوف الملائكة بعرش الرحمن ، كتب الله لنا الزيارة الشريفة لنكون لثلاثة أيام في رحاب الله ، ورغم الحر الشديد ، وشمس أيار اللاهبة ، إلا أن المشتاقين للرحمة والمغفرة وعفو الله سبحانه وتعالى يناجونه بحرارة ، وكل منهم يحمل بين طوايا النفس حاجة وقضية يبثها لربه ومولاه العظيم بحق بيته العتيق راجيا قضاءها ..!!!
مكة المكرمة التي تجمع كل الألوان والأجناس والألسنة ، فيها خليط عجيب حبيب من الناس يجمعنا وإياهم التوحيد ومظلة الإسلام العظيم ، وهو الذي جاء بنا جميعا إلى هذه الديار الطاهرة لنستذكر الرسالة الخالدة وحاملها الشريف ، ورحلة الإسلام من تلك البقعة إلى كل أرجاء الأرض لتشكل هذه التوليفة من أخلاط الناس نقول جميعا كلمة الحق السواء ونشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ونتجه في صلاتنا إلى قبلة واحدة ، ونصوم في شهر واحد ، لا تفرقنا الأهواء ، ولا تشتتنا الغايات ، ما دام النص القرآني وسُنة سيدنا المصطفى غايتنا ومنهجنا ، وكل من حاد عن الكتاب والسنة حاد عن الحق ، وسار على الضلال ، نرجو من الله عز وجل أن يعيده إلى الحق المبين ، ويرده عن غيه وضلاله ..!!
رحلة العمرة هي رحلة عبادة خالصة لوجه الله تعالى ، نبذل فيها المال والجهد والعرق ، لننال الرضا والمغفرة ، نذهب ونحن موقنون بالإجابة ، فنحن نسأل الله رب الكائنات ونتجه إليه دون واسطة من أحد لأن أقرب الناس إليه أتقاهم ، وأخلصهم لعقيدة التوحيد .......!!!!!
من مكة المكرمة انطلقت رسالة الحق وأضاءت بنورها أرجاء الدنيا ، وصار البشر إخوانا ، تجمعنا الكعبة المشرفة ، وجهتنا وقبلتنا للصلاة ولصادق الدعاء ، ومن اتجه إلى غيرها بوجهه أو بقلبه أضاع نفسه سدى ، وضل عن قافلة الناجين ، الذين دخلوا رضوان الله ...!!!!
ما أعظمك يا ربي الكريم ، وما أعظم بيتك الطاهر ، وكم نحن مدينون لك بالحمد والعرفان أن شرفتنا بهذه الزيارة لنتخفف من الذنوب والخطايا ، ونشحن قلوبنا بمزيد من الطاقة النورانية ، مستعينين بالله العلي العظيم أن يوفقنا لطاعته ومرضاته ..!!
وهناك وقفات لا بد منها ، وحديث ذي شجون ، وأفكار يجب علينا التوقف أمامها ، في لقاء قادم إن شاء الله تعالى .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع