أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام حاجتنا إلى مؤتمر وطني للنهوض بالتعليم

حاجتنا إلى مؤتمر وطني للنهوض بالتعليم

16-05-2010 09:08 PM

عندما نتحدث عن أهمية تطوير التعليم وإصلاحه .. والعمل على إحداث نقلة نوعية على صعيد المخرجات لتحقيق التنمية المستدامة .. فإننا نطمح إلى وضع آليات جديدة وتقنيات متطورة .. وإحداث نهضة تنموية تساهم في تحقيق التحول النوعي في عمليتي التعليم والتعلم.. لأن المعرفة والعلم هما أساس بناء الإنسان والثروة الحقيقية ومستقبل الوطن المشرق .

لعلي رصدت الكثيرين من الزملاء الذين يطمحون إلى إعادة هيكلة منظومة التعليم وفق رؤى معصرنة .. ولن يأتي ذلك بالمقالات ولا بالمقابلات ولا بالطرق التقليدية التي تنتهجها وزارتنا العتيدة – وزارة التربية والتعليم- أو بالدورات التي يبقى مضمونها حبرا على ورق .. وتطوى مع الزمن .. ولا نستحسن تطبيقها أو حتى استقصاء مخرجاتها لتراوح مكانها دون تطبيق فعلي لأهدافها التربوية .. وما سعينا لها الا لنرتقي وظيفياً في سلم الدرجات .. بل وما ننشد تحقيقه هو عقد مؤتمر وطني تربوي يشارك به كل الفعاليات التربوية لننقد ونقييم أنفسنا .. ونضح اليد على الجرح .. ونسعى لوضع مرجعيات تعليمية وتربوية لتكون منهاج حياة بالنسبة لنا .. لنخرج بمقررات وتوصيات لإحداث نقلة نوعية في نظامنا التعليمي .. الذي ما زال قائماً على الحفظ والتذكر .. بالرغم من تزاحم برامج الوزارة في مجال تحديث المنظومة التقليدية القديمة وعقد الكثير من الدورات التطويرية وكما أسلفت .. فسعينا ينبع من رغبتنا الحقيقية في التحول إلى نموذج تعليمي نشط ومميز .. مبني على التفكير والإبداع والتفاعل واكتساب المهارات والخبرات .. مما سيسهم في مواكبة التطور العلمي والتقني.. وليكون أنموذجا لنهضة العصر الحديث وعصر الاقتصاد القائم على المعرفة .

ما نتمنى بحثه على هامش مؤتمرنا الذي نطمح إليه لا بل هو حلم بالنسبة للكثيرين .. هو وضع آليات تطويرية للنهوض بنظامنا التعليمي .. تمتد من رياض الأطفال إلى الجامعة .. وتكون مرتبطة بما يستجد من علوم حديثة مع العمل على مراجعة جادة تتعلق بتطوير للمناهج ورفع كفاءة المعلمين وتحفيزهم للمزيد من العطاء .. وتحسين مستواهم المعيشي .. وتطوير بيئة التعليم لأبنائنا الطلبة.. فضلا عن تنمية نفوسهم بمهارات البحث لعلمي والتحليلي الأكاديمي .. واكتساب القدرات منذ الصغر .. ولن تتحقق هذه الأهداف إلا بتضافر الجهود المشتركة.. فتطوير التعليم لا يقتصر على قياديي التربية والتعليم ومن هم في موقع المسؤولية .. بل السعي إلى تظافر كل الجهود و نتاج عمل وجهد دؤوب لكل أطراف المجتمع ومكوناته .

من هنا .. لا بد لنا من مراجعة ضرورية لمسيرة التعليم ومحاولة لتجنب سلبياتها .. لبناء إستراتيجية تعليمية واضحة الملامح ذات برامج تنفيذية محددة نستفيد من تجارب العالم المتقدم والخبرات التي تتناسب مع احتياجاتنا الوطنية لإعداد جيل خلاّق مؤمن بعمله ومتمسك بمضامين رسالة عمان الداعية إلى نشر روح المحبة ونبذ التعصب وتعظيم العلم واعتباره أداة لتطور الأمم والشعوب والحضارة الإنسانية .

إن وطننا بحاجة لسواعد أبنائه في البناء والتطور وانتهاج سياسات تنموية واضحة للنهوض والتقدم والحفاظ عل مقدراته ومكتسباته.. وفي مقدمة ذلك تطوير التعليم ليتواكب مع متطلباتنا الوطنية ويرتبط بأهدافنا الإستراتيجية .. وهذا ما نطلبه ونأمله من مؤتمر يعالج كل جوانب الخلل المتراكم .. والتوصل إلى توصيات تساهم في إصلاح وتطوير التعليم .

فالتعليم وسيلة المجتمع لإعداد أبنائه .. وتحمل مسؤولية التنمية الشاملة التي تحقق له الارتقاء والتقدم والازدهار .. فلتكن دعوتنا لمؤتمر شعاره -التعليم طريق التنمية- لما له من معنى يعبر عن الدور المنوط بالتعليم والمأمول منه.. فلا تنمية بغير تعليم.. ولا خير في تعليم لا يحقق للمجتمع ما ينشده من تنمية في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها.. لننشد ونواكب ما يحدث في العالم حولنا .. من تطور معرفي وتقدم تكنولوجي متسارع.. وتطلعنا إلى ما يحقق آمالنا وطموحاتنا في توفير أفضل استثمار ممكن لطاقاتنا البشرية التي هي الرصيد الأهم الدائم لنا ...ولكي تتحقق الأهداف المرجوة التي وضعت من أجل تربية متوازنة في عصر متجدد .

يجب أن يحرص الجميع على عوائق التطوير .. وإيجاد استراتيجيات بنائية .. وتحديث منظومة تكنولوجيا التعليم.. وبناء المشاريع التربوية الإستراتيجية.. وإسهام مختلف القطاعات الشعبية و الخاصة في التطوير والتحديث .. على ضوء مبادرة مدرستي .. التي هي أنموذجا للتشاركية بين كافة فئات المجتمع في مجال توفير البيئات التعليمية الآمنة .. و الإفادة من الخبرات المحلية ونظرة الخبراء والأكاديميين للشمولية التغيير .. والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والاستعانة بمجموعة من الخبراء العالميين الذين سيكون لهم دور فاعل في إعادة هيكلة نظامنا التعليمي ومحاولة رصد الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وفق خطط ممنهجة لتحاكي الدعوات الجدية للتطوير .

ولا بد لنا هنا أن نشير إلى مجموعة من التحديات التي يمكن أن تواجه نظرتنا الشاملة للتغيير لنظامنا التعليمي .. بل وتحتاج منا إلى استجماع القوى للتصدي لها وتجاوزها.. أبرزها ما يتعلق بالحفاظ على كفاءة النظام التعليمي الأردني .. فمشهود لنا في ذلك بالعمل المميز والكفاءة .. كذلك رفع قدرة المناهج على التعامل مع الثورة المعلوماتية.. وتفعيل دور الأنشطة اللامنهجية في تحقيق أهداف المنهج.. والتعويل على التعليم في دعم القيم التي جاءت من أجلها الحضارة الإنسانية والحفاظ على الهوية العربية الإسلامية في ظل الانفتاح غير المحدود على العالم .

ما يمكن بحثه ومناقشته أيضاً هو دراسة للعوائق التي أثرت سلبا على جودة التعليم وشكلت عقبةً في طريق عملية الإصلاح التربوي.. واقتراح البرامج والمشاريع المستقبلية التي من شأنها الارتقاء بالواقع التعليمي إلى الأفضل. واستشارة ذوي العلاقة من مؤسسات وأكاديميات وجامعات لدعم وتطوير التعليم. . وكيفية تفعيل التكنولوجيا المتطورة بشكل ثري.. لوضع تصور لكيفية تحويل هذه المحاور إلى إجراءات عملية تنفيذية.. بل يجب تشكيل فرق عمل لدراسة هذا الغرض بمشاركة الإدارات المدرسية.. والإرشاد التربوي ..وفرق لدراسة ضبط الجودة وبرامج إعداد المعلم قبل وأثناء الخدمة.. ومجموعات عمل لدراسة المناهج والقياس والتقويم.. ودراسة المراحل التعليمية كافة.. وبحث تقنية المعلومات .. وفئات تواصلية مجتمعية للنظر في كيفية إشراك القطاع الخاص في تطوير التعليم.. وليقوم كل فريق بعرض أهم ما توصل إليه خلال جلسات مؤتمرنا المرجو .. لتكون مقرراته بالفعل حجر أساس في إعداد البرامج العملية والتطبيقية لتفعيل رؤية وأهداف وإستراتيجية التعليم.. ليضيف بعدا مهما وإثراء كبيراً لعملنا التربوي ..

نرفع أيادينا متضرعين إلى الله عز وجل أن يأخذ بنا إلى أسباب النجاح والتقدم لما فيه رفعة أردننا العزيز الغالي

الكاتب : فيصل تايه
البريد الالكتروني : Fsltyh@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع