يا لتلك الساعة .. أنها الخامسة فجراً في كل الساعات .. وفي كل بيت وحارة وشارع .. في القاهرة ودمشق كما في عمان وشقيقات أخريات .. هزنا الحدث وأوقد ذاكرتنا المملوءة بالألم والمرارة والمعاناة والذبح الذي يمارسه المحتلون الجدد على مرأى العالم ومسمعه ، بتشجيع ومساندة من الإمبريالية الأمريكية .. .. في سوريا كان الأهل هناك على موعد مع مجزرة جديدة تضاف الى سجل المجازر القديمة ، كان تنفيذ حكم الإعدام بالكيماوي ، بمثابة عملية اغتيال .. ليس للشعب السوري فحسب ، وإنما أيضاً عملية اغتيال لأمة عربية بكاملها ، ليكون ذلك رسالة حمقاء لكل من يفكر بمخالفة عملاء أمريكا وربيبتها إسرائيل ، سواء في القول أو الفعل أو في عقد النية على ذلك .!!!
نعم إنه لحدث عظيم وفاحش ما جرى في سوريا اليوم كما في كل يوم ، والحال ذات الحال في مصر من بطش وقتل بآلة عسكرية محلية تجيد قتل وقنص شعوبها المسالمة التي لا تطالب بأكثر من حرية وعدالة .. هذا الحدث .. أتى في زمن تعزّ فيه البطولات ورجولة الفرسان .. لتسعى الأنظمة المهترئة الموزعة في أصقاع هذا الشرق المليء بالغضب الى استعمال سوريا ومصر سلماً للصعود إلى مرتبة إقليمية تؤهلها لتكون وكيلا للمراكز الدولية الأكثر تأثيراً في العالم والتي تخوض ضد العرب الباحثين عن الحرية معارك ظالمة لاحتلال المزيد من مقدراتهم والتسلط عليهم وتحويل بلادهم إلى مزارع لإمبراطورية الإمبريالية الأمريكية وتابعتها "اسرائيل" الصهيونية المحتلة ..
فيا سوريا الصمود والشهداء والكبرياء .. هكذا .. ودفعة واحدة يتفجر صمتي عن آخره .. لأهديكِ دقيقة صمت حداداً على الأطفال والنساء وعلى الرجال الرجال الذين قضوا بالسلاح الموجه الى قلب كل عربي .. أهديكِ دقيقة صمت حداداً علينا.... فلا حداد على الشهداء .. ولكن الحداد على الذل والخنوع الساكن فينا ..!!! سيدتي سوريا .. كتبت أمس لمصر واليوم أكتب لكِ .. فلا تلومينا فنحن المقيدون والمحاصرون لا أنتِ .. فان قيدوكِ وقتلوا أبناءكِ بالكيماوي والقنابل فقد قيدنا نحن أنفسنا بالصمت والخنوع وقتلنا أنفسنا بالخوف والهلوع ..
سيدتي .. أنتِ الحرة ونحن السجناء .. أنتِ الحية ونحن الأموات .. فجاهري وقاومي يا درة الكون .. وارفعي صوت الأنين عالياً لعله يوقد فينا جذوة الأمل .. ولعله يبعث الحياة في قلوبنا الميتة .. سيدتي سوريا .. أمدينا بالحياة واروينا من دماء شهدائكِ ففيها الحياة ومنها الحياة ، لتساعدنا على كنس الغزاة، جميع الغزاة، من على كل أرض عربية بل وغير عربية أيضاً.. فتبارك حزنكِ أيتها الصابرة المكابرة .!!!