أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاثنين .. يزداد تأثير حالة عدم الاستقرار وزير الخارجية السعودي يحذر من “أمر سخيف”: الوضع صعب للغاية وعواقب وخيمة قادمة 1352 لاجئا سوريا يعودون لبلادهم في 3 أشهر المشاقبة : التجربة الحزبية في المجلس القادم قد تكون ضعيفة لغياب الايدولوجية والبرامجية حديقة تشعل شرارة بمراكز القوى والنفوذ في الأردن الشرطة الأمريكية تعتقل تمثال الحرية لتضامنه مع غزة بلينكن يزور الأردن في إطار جولة شرق أوسطية جديدة وزيرة فلسطينية تشيد بالعلاقات التاريخية بين الأردن وفلسطين تحذير من العروض الوهمية على المواد الغذائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي الضريبة: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار لواء اسرائيلي : دخول رفح حماقة إستراتيجية المطبخ العالمي يستأنف عملياته في قطاع غزة المستقلة للانتخاب تُقر الجدول الزمني للانتخابات النيابية محمود عباس يتخوّف من ترحيل فلسطينيي الضفة الى الاردن .. والخصاونة: نرفض اي محاولة للتهجير كتائب القسام: نصبنا كمين لقوات الاحتلال في المغراقة لأول مرة منذ 2011 .. وزير الخارجية البحريني يزور دمشق الأميرة منى تشارك بفعاليات مؤتمر الزهايمر العالمي في بولندا قوات الاحتلال تقتحم بلدة في جنين مقتل 3 جنود وإصابة 11 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في غزة شهيد بقصف للاحتلال شمال النصيرات وانتشال جثامين 13 شهيدا في خان يونس
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام يقولون ما لا يفعلون

يقولون ما لا يفعلون

12-05-2010 10:00 PM

كثيرا ما نزعم الكمال والمثالية والفضل في الأشياء ؛ ولا نصدق مع أنفسنا الا في مناسبات قليلة؛ ثم أننا نحاول اسقاط ما بداخلنا وما نعاني منه على الآخرين سواء في الكتابة أو في مجالات الحياة الأخرى.
ولنأخذ الكتابة نموذجا؛ فالكتابة هي صورة من صور معاناة المجتمع في كل نواحي الحياة؛ وهناك مقالات لا حصر لها والتي تطرح العديد من القضايا ؛ وتحمل وجهات نظر معينة قد تكون صحيحة أو غير صحيحة؛ ومهما يكن الأمر فأننا لا نستطيع الفصل بين الكتابة أو ما هو مكتوب وبين الكاتب؛ أذ أن الكتابة هي مرآة للكاتب في أغلب الأحيان.
في كتاباتنا نزعم التمام أو الكمال؛ ونصور أنفسنا على أننا حكماء وواعظين؛ ننتقد الآخرين ونتناسى أنفسنا؛ نكتب عن الصدق والكذب والنفاق والمجاملات والأمانة والضمير؛ نكتب عن بر الوالدين وصلة الأرحام؛ نكتب عن التلون والنفاق؛نكتب في كل الأشياء.
وكل الكتابات التي تنتقد سلبيات المجتمع يجمعها رابط واحد؛ هو أن الكاتب بغض النظر عن شخصه هو أنسان على درجة عالية من الوعي والكمال؛ ومن المستحيل أن يعترف أطلاقا بأن القضية التي يعالجها أو يطرحها هو واحد ممن يعانون منها أو واحد من المصابين بها؛ اذ أننا في الكتابة نوجه الأتهام للآخرين في الوقت الذي قد نعاني فيه نحن من أعراض ما ننكره على الآخرين بدرجة أخطر وأشد منهم.
كثيرون هم من كتبوا بالعقوق مثلا لكن واحدا من هؤلاء لم يعترف بأنه عق واحدا من والديه ولو لمرة واحدة ولو من باب الخطأ.
يكتبون عن الظلم لكن أحدا منهم لم يعترف بأنه ظالم أو ظلم بدرجة أو بأخرى في حياته. يكتبون عن الفساد أو الرذيلة أو النفاق لكن واحدا أو نصف واحد من هؤلاء لم يعترف ولو لمرة بأن له شأن قريب أو بعيد بالفساد أو الرذيلة أو النفاق.
الآخرون هم في قفص الأتهام وداخل دوائر لا حصر لها من الشكوك والريبة دائما؛ أما من يكتب فليس مطالبا بالأعتراف أبدا بأي تقصير في أية ناحية من نواحي عديدة مما يكتب أو ينتقد.
والأسوأ من كل هذا أن يصل بعض الكتّاب الى الغرور ويظنون أنهم خرقوا الأرض وبلغوا الجبال طولا؛ وأنهم فوق الجميع والقراء لا يفهمون كلامهم ويؤولونه تأويلات شتى؛ وكأنهم يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم
القاريء هو الأصل في وجود الكاتب؛ والا فلمن يكتب أي كاتب؛ القاريء هو الأساس ولا يجوز بأي حال استغفاله أو محاولة اتهامه بالجهل وعدم الوعي الأدراك والأستعلاء عليه بأي صورة أو شكل.
النقد سهل ومن أسهل الأمور التي قد نمارسها في حياتنا؛ لكن الصدق مع النفس والأعتراف بالخطأ أو الأخطاء أمر تأنفه الأنفس كثيرا وترفضه؛ فالطبيب أحيانا قد يكون بحاجة الى المداواة أكثر من المريض نفسه.
والأمر الأخير الذي ينبغي أن أذكره وهو أن القلم لا يأبى ولا يرفض أن يكتب مهما كانت طبيعة اليد التي تطوقه وتجبره على الكتابه؛ سواء أكانت يد لأنسان صادق بمبادئه أم مجرد كاذب ومخادع ولا يجيد الا فن الرقص على الكلمات؛ أو أنه يعتاش على فتات ما يكتب ويسوقه للآخرين من كلام.. مجرد كلام.
riyad_rababah@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع