زاد الاردن الاخباري -
كتب تشيلو روزنبرغ محلل ومؤرخ إسرائيلي تحليلا في صحيفة هآرتس اليوم الاثنين، قال فيه إن حل الدولتين بعيد، وأن اقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية رؤيا مخادعة.
وتطرق المقال إلى تصريحات رئيس قيادة الامن القومي سابقا اللواء غيورا ايلند والتي قال فيها إن حل الدولتين ليس ممكنا، والبديل الذي يبدو في نظره هو الافضل هو كونفدرالية اردنية – فلسطينية.
ويعتقد روزنبرغ أنه لهذه الاعتبارات وغيرها يعتقد ايلند بانه يمكن الوصول الى حل الكونفدرالية مع الاردن. هذا، لأسفي الشديد خداع وليس أكثر من ذلك.وقال إن الخيار الأردني في هذا الجانب هو مجرد رؤيا مخادعة.
وفيما يلي نص التحليل:
جولة محادثات اخرى برئاسة وزير الخارجية الاميركي جون كيري يفترض أن ترسم خطة لبدء المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وقبيل المباحثات، تطلق في الهواء الاعلامي احبولات مختلفة، مخططات احتياطية، تصريحات مضادة وتضليلات اعلامية. ليس في هذا اي جديد.
يعلن نتنياهو من على كل منصة بأنه مستعد للسير نحو تنازلات أليمة، فقط اذا ما وافق الفلسطينيون على ترتيبات أمنية. وابو مازن من جهته وافق على الا يشترط اللقاء مع نتنياهو بمختلف أنواع الشروط. غير أن كل شيء ظاهرا، للاسف الشديد، لأن احتمال الوصول الى تسوية صفر. هذه هي مفارقة السلام، هذه هي المأساة: كلما أعلن عن رغبة اكبر في الوصول الى التسوية، هكذا تبتعد التسوية أكثر فأكثر.
في مقابلة تلفزيونية تحدث اللواء احتياط غيورا ايلند، رئيس قيادة الامن القومي سابقا، بأن برأيه حل الدولتين ليس ممكنا، والبديل الذي يبدو في نظره هو الافضل هو كونفدرالية اردنية – فلسطينية. اذا ما تحقق توقع ايلند، يمكن القول ان "بعث الموتى" هو حقيقة قائمة وعبثا اضيعت 26 سنة منذ سقوط اتفاق لندن، مع كل المعاني والمآسي في هذه الفترة.
التاريخ مليء بسخافة الزعماء، بالعودة الى حلول طرحت في الماضي، ولكن التاريخ لا يكرر نفسه. فالفرصة التي اضيعت لن تعود ابدا بذات الشكل. وفرضية ايلند الاساس التي بسببها عاد الى الخيار الاردني، صحيحة جدا: ليس في اسرائيل ولا في اوساط الفلسطينيين سيتوفر في المستقبل القريب زعماء يكونون مستعدين لتنازلات متبادلة. ببساطة لا يوجد احتمال. مهما بذل الاميركيون من جهود هائلة، فان حل اقامة الدولة الفلسطينية لن يتحقق.
غير ان البديل الذي يقترحه ايلند يبدو أبعد حتى من حل اقامة الدولة الفلسطينية. عام 1987 كان لا يزال ممكنا الحديث عن حلول مختلفة ومتنوعة من فوق رأس الفلسطينيين وذلك لأن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية كانت تعتبر غير شرعية في الساحة الدولية، وحماس لم تكن موجودة، وكان بوسع اسرائيل أن تتسلى بالتفكير بأن الزمن سيلعب في صالحها. اما اليوم، فالوضع مختلف تماما: توجد سلطة فلسطينية معترف بها في العالم، وقعت اتفاقات معها والعالم يرى فيها عنوانا وحيدا لادارة المفاوضات مع اسرائيل.
غير أن كل شيء ظاهرا: السلطة الفلسطينية اضعف من اي وقت مضى؛ غزة تسيطر عليها حماس التي تعارض بشدة كل اتفاق مع اسرائيل؛ ابو مازن غير قادر على أن يقر أي قرار تاريخي بشأن "حق العودة" او التسويات الاقليمية، وبالتأكيد ليس في القدس. وبالمقابل، فإن الشريك الفلسطيني هو الآخر غير مستعد، ولن يكون مستعدا حتى في المستقبل المنظور، لتنازلات تعرض للخطر وجود اسرائيل او طابعها اليهودي. الاقتراح لضم المناطق الى اسرائيل وجعل سكان "يهودا والسامرة" مواطنين اسرائيليين هو اقتراح سخيف، في افضل الاحوال، وغبي في اسوأ الاحوال.
لهذه الاعتبارات وغيرها يعتقد ايلند بانه يمكن الوصول الى حل الكونفدرالية مع الاردن. هذا، لأسفي الشديد خداع وليس أكثر من ذلك. فلا الفلسطينيين في الضفة سيوافقون على ذلك، ولا السلطة الفلسطينية، لأن مجرد الموافقة هي اعتراف بحلها، وبالتأكيد ليس حماس. ولن تكون مبالغة ان قلنا ان الملك الاردني ايضا لن يقبل حل الكونفدرالية ومنح حكم ذاتي للفلسطينيين وذلك لأن المعنى هو التصفية الذاتية للسلالة الهاشمية. فاذا كان للفلسطينيون اليوم أغلبية واضحة في المملكة الاردنية، فيمكننا ان نفهم بسهولة ماذا سيحصل عندما ستضم المناطق اليها. بسبب كل هذا واسباب عديدة اخرى، لأسفنا الشديد، الخيار الاردني هو رؤيا مخادعة فقط.