زاد الاردن الاخباري -
قيل لي بالأمس، أن رجالات في الحكومة الأردنية ينظرون إلى ما يحدث في مصر اليوم، من مواجهة دامية وتصعيد خطير بين أحزابها ومؤسساتها وشعبها، ما هو إلا نموذج لعبرة وموعظة إلى المعارضة في الأردن، لتتوقف عن أية محاولات، قد تؤدي في نتيجتها، إلى ما آلت إليه سوريا، وما أنتجته ثورة 25 يناير وما سينتجه التمرد في مصر.
هذه النظرية غير صحيحة على الإطلاق، فما حدث ويحدث في مصر اليوم، سببه الرئيسي، هو أن محمد مرسي لم يفعل، خلال عام من توليه الحكم، شيئا يذكر، فاحتكر هو والإخوان السلطة، ولم يفعلوا للشعب المصري، الذي تأمل منهم الكثير، أي تقدم على أي صعيد، وهذا النموذج، يشبه إلى حد بعيد، تولي الدكتور عبدالله النسور، مقعد الولاية العامة، لمدة ستبلغ عاما عمّا قريب، لم يفعل خلالها، أي شيء يذكر، سوى رفع الدعم عن المشتقات البترولية، والترويج المُحكم لرفع الدعم عن الكهرباء والطاقة، وتكريس تصنيف الأردن مع الدول الفاشلة !
مسكين الشعب الأردني ! فمن الجانب الأول الرئيسي، ليس لديه معارضة حقيقية مؤثرة، تعمل بطريقة صحيحة ومدروسة ومؤثرة، وليس لديه سوى الإخوان المسلمين، الذين يعملون بإرتجالية وعشوائية، ولا يمكن وصف ما يقومون به سوى بالـ "تخبيص"، وكذلك الحراك الشبابي، الذي لا يمتلك "هوية سياسية" أو مرجعية تعبر عن الفكر والمنهج والبرنامج السياسي، وأيضا الحراك العشائري، الذي يبدو أنه يمارس معارضته، بهدف التسلية والنجومية، إضافة إلى أنه لا يمكن احتساب المهندس ليث شبيلات، وغيره من الشخصيات المعارضة المستقلة، أنهم معارضة حقيقية، فشبيلات مثلا، اختار طريقة "مقيتة" للمعارضة، يغرد وحده يوما، ثم يختفي دهرا !
ومن الجانب الآخر، فإن الحكومة الأردنية تظن - وحتى لو لم تفعل شيئا – أن وجود الخراب في الدول المجاورة، وعدم بلوغ الأردن تلك المرحلة، لا سمح الله، هو إنجاز يسجل لها، ورسالة تحذير تجعلها تمضي وقتها مسترخية، دون أن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام ! وقد يكون الصحيح، أن الأردن يتراجع للخلف.. لأن الآخرين يتقدمون للأمام.. وحكومة النسور واقفة في مكانها، لا تفعل شيئا !
يا دولة النسور، العبرة هي في العمل والإنجاز، وليست فيما يحدث للآخرين، وإذا كانت الدول الأخرى، وما يحدث فيها هو النموذج، وأن العبرة والموعظة فيهم ومنهم، فمن باب أولى، أن ننظر إلى الدول الناجحة والمتفوقة والمتميزة، الذين قطعوا ويقطعون أشواطا طويلة، صعبة ومرهقة، بعزم وثبات ومثابرة، فبالله عليك، ماذا كنت تقول لأولادك، حفظهم الله، أيام دراستهم؟ هل كنت تقول لهم: تعلموا الفشل من الفاشل، أم تعلموا من الناجح التفوق والتميز والمثابرة؟