نمر العدوان/شاعر الحب والوفاء

نسبه ومولده : هو نمر بن قبلان العدوان من قبيلة العدوان المعروفة التي سادت على البلقاء على مدى قرنين من الزمان وقد تم نسبه الى عمه بركات والذي تزوج من امه بعد وفاة والده الحقيقي وكما هي عادة العربان سابقاً.

وُلد الأمير الشاعر نمر العدوان عام 1745م وتوفي عام 1823م وهو مدفون في مقبرة ياجوز الى الشمال من عمان وامه اسمها نوفة العدوان حيث انها لم تلد قبله سوى البنات وعلى مدى 20سنة وقد تغنى بحياته وشعره الأديب الراحل روكس بن زائد العزيزي في كتاب مستقل عنه . وقبل وفاة شاعرنا النمر أوصى بنقش الأبيات التالية على قبره وهي موعظة وحكمة :

1. تنقلك المنايا من ديارك واتحطك بديار غير دارك
2. دود القبر يرعى بعيونك وعيون الناس ترعى بديارك
3. وما تقدر ترد الدود عنك ولا تحرز تحامي عن ديارك
تعليمه : كان نمر العدوان من اوائل البدو الذين تعلموا ودرسوا ان لم يكن أولهم فقد درس في القدس لمدة 5 سنوات ومن ثم انتقل الى الأزهر الشريف لإكمال تعليمه ولمدة 6 سنوات وكان الفضل في ذلك يعود لوالده بركات الذي آمن بأهمية العلم وبمساعدة سائحة فرنسية تعرفت على نمر واهتمت به واقنعت والده بضرورة ارساله للتعلم لمَا رأت فيه من الصفات التي تؤهله لذلك وهذا ما كان وبعد انهائه التعليم عاد النمر لمماسة حياته البدوية كالمعتاد .

زواجه : كان شاعرنا فارساً مغواراً لا يشق له غبار وبرزت هذه الصفات فيه منذ طفولته فكان الولد القوي الذي يستطيع مقاتلة جميع ابناء القبيلة والانتصار عليهم لا يعرف الكلل او الملل صبور ذكي يستطيع استعمال البندقية والرمح والسيف بكل اتقان وحيوية لذلك ذاع صيته بين العربان وانتشر خبره مع الرياح واصبحت بنات القبيلة تطمع به كزوج الا ان قلبه وهواه كان عند قبيلة بني صخر وتحديداً عند عشيرة السبيلة من القضاة فشاهد يوماً فتاة اعجب بها وتمنى ان تكون زوجته وهذا ماكان له فقد تزوج من وضحى فلاح السبيلة من القبيلة المعروفة على مستوى الجزيرة العربية انها قبيلة بني صخر (لباسين الدروع نزالين الفروع) احب شاعرنا وضحى اكثر من نفسه لما تمتعت به من صفات عجزت معظم النساء انا تأتي منها :
1. لم تعبس بوجه زوجها ابداً مهما كانت كئيبة او متضايقة وكان هدفها اسعاد زوجها .
2. لم يجدها يوماً نائمة مهما طالت سهرته وكانت تستيقظ قبله لتجهز له الفطور والقهوة .
3. لا تحب نقل العلوم والثرثرة وكانت اول من يستقبله عند عودته وتناديه بأحب الأسماء اليه.

4. لم تُدر ظهرها له عند انصرافها بل كانت ترجع الى الوراء.
كان مهر وضحى 85 ناقة بعضها معشر والآخر معها حوارها و 190 نعجة وفرس اصيل من فصيلة العبيات وعبد يرعى الغنم حيث يقول شاعرنا :

ما سقت بيها غير خمسة وثمانين بيهن ابكار والبعض يدرج ولدها
وما سقت بيها غير مية وتسعين معهن اعبية وعبد يرعى جلدها
توفيت وضحى بمرض الكوليرا (ابو هريرة او الهوا الأصفر او الوروار) وقد أنجبت منه عقاب وسارة على مدى 20 سنة ثم تزوج من شقيقتها وطفى وعاشت معه 3 سنوات وطلقها ثم تزوج من رهيفة او صيتة وهي من اللحاوية(شرارات)وعاشت معه 17 سنة وكانت آخر زوجاته الجازية وهي من بني صخر وعاشت معه 18 سنة .
هام نمر على وجهه بعد وفاة وضحى خاصة انها توفيت وهو بعيد عنها في القدس وقد تأخر عن موعد حضوره ولأول مرة في حياته بسبب مرض الم به وعندما عاد وجد زوجته قد ماتت وارسلت له الأبيات التالية :

وضحى ارسلتلك سلامين واحد صباح الخير وذلاك العوافي
عقاب وسارة اوداعتك يا حبيبي وضحى غدت في غيبتك يا ابن عدوان
وقد لازم النمر قبر وضحى وقال فيها القصائد والأشعار والتي لا مجال لذكرها هنا واضرب عن الطعام والشراب الا القهوة والغليون .وقد تم دفن وضحى في مرتفعات غور نمرين في الأغوار الوسطى قال الشاعر النمر :
حظي دفنته في زبارات نمرين حد السهل متعلقٍ بسندها
يا حيف يا ام اعقاب ياسين ان الدود يأكل جسدها
وقال واصفاً وضحى :

1. اللي حديثها لون جني البساتين تقطف ورد من رؤوس حمر الشفاة
2. الخد نور الخد يا ناس لو بان غاب اللبدر مخجول يسرع اعتاب
3. الصدر صافي جهد سيل حسبان فوق السراة مدقوق سيل ساب
4. شمة نهوده بيه روايح ازهاره ذبلة عيونه تجعل القلب محتار