لم اجد في قاموس المفردات ابلغ وصف لأحد مؤسساتنا الكائنة في عمان "على ايدك اليمين وأنت جاي من صويلح باتجاه البلد" من تسميته بخيمة سيرك . ولك عزيزي المواطن المقهور ان تتخيل ما تحت هذه القبة اقصد الخيمة من كل انواع الالعاب البهلوانية التي تقوم بها المخلوقات البشرية وغير البشرية.
فقد امتعتنا وعلى مدار الايام السابقة الاستعراضات السركية البهلوانية التي قام بها ابطال الديجيتل (المخلوقات المتحولة) الذين يتحولون ويتغيرون حسب مقتضيات المرحلة ومتطلبات المخرج والمنتج وصاحب السيرك نفسه.
نعم لقد امتعنا هؤلاء ورسموا البسمة على وجوه كبارنا قبل صغارنا . وشكلوا مادة ظريفة ودسمة من النكات والطرائف التي لم يخلوا منها منزل او ديوانية او مقهى او مواقع الكترونية وتواصل اجتماعي ، في ظل اوضاع احوج ما نكون فيها الى الترفيه والتبسم والترويح عن النفس ، للتخفيف عنا مما نلاقيه من ضنك العيش وصعوبته ونكده وكدره ،والقهر الذي نتعرض له وتعتريه نفوسنا جراء خطوات الاصلاح العظيم الذي اصلح كل شيء باستثناء قضايا بسيطة مهملة لا تكاد تذكر مثل الحرية والعدالة اللتين لا داعي لهما بوجود الامن والأمان !! في اربد والمفرق ودوار الداخلية ومعان !! وباستثناء ارتفاع بعض الاسعار غير الاساسية مثل المحروقات والماء والدواء والكهرباء والطعام ...الخ من كماليات القرن الواحد والعشرين . وباستثناء بعض الضرائب الخفيفة التي لا تُثقل كاهل ذوي الدخل المهدود الذين يشكلون 85% من المواطنين ، و التي تتصاعد بشكل لطيف غير مؤذٍ ولا مؤثر !! وبعض الجمارك التي لم تتجاوز نسبتها 300% من اصل ثمن السلعة المشتراه.
نعم لقد اتقن هؤلاء المهرجون فن المشي والرقص على شتى الحبال . ولعبوا دور الاسد في النقد والهجوم على سرب النسور ودور الذئب في الصراخ والعواء وأتقنوا دور الهر في منح الثقة والموافقة على ميزانية هزيلة لا يعرف احد من اين جاءت وفيما أُنفقت ، وخاصة فيما يتعلق بمصروفات عرين الاسد وحراسه ومعاونيه . وزئروا ضد رفع اسعار الكهرباء وهمسوا في اذن النسر بالموافقة على الاجراءات للضرورة.
لله دركم ايها الفنانون ، لقد امتعتمونا واسعدتمونا واضحكتمونا وشر البلية مايضحك. واعتذر للذين دخلوا خيمة السيرك ليحسنوا من اداء اللعيبة ولم يستطيعوا واصطدموا بوجود وحوش كاسرة تضرب بيد من حديد كل من يتجاوز الخط المرسوم للهو السباع وتحليق النسور، فاضطروا للبقاء في الخيمة الى حين انتهاء السرك ومغادرة الحفلة.