أخيرًا جاء اليومُ الذي تتمنينه وتتمناه كل فتاة؛ إنه يوم اللقاء المشهود مع فارس الأحلام ، اليوم يوم الأفراح، أتخيل أن الكون كله هذه الأيام يشاركك الأفراح، وكل الأهل والأحباب يشاطرونك الآمال، وأنت في سعادة غامرة لا يستطيع أحدٌ وصفَها، وذلك بسبب فرحتك والسرور الذي دخل على قلبك وسيغير مجرى حياتك.
يا أعزَّ عليَّ من رُوحي، يا بسمة في شفتي، ونبضة في خافقي، ونسمة في رئتي، يا قطعة من جسدي، وفلذة من كبدي، يا نور العين، أودعك اليوم وأنا في موقفِ الحزن على فراقك، وغياب صوتك وحركاتك وضحكاتك وتعليقاتك وهمهماتك الجميلة الأنيسة، وخدماتك الكثيرة النابعة من قلبٍ ملؤه الحب والود والنقاء والصفاء.
لكنني لاأجد الا ان أقول لك في هذه اللحظات ماقاله أحد الشعراء لابنته في مثل هذا الموقف:
ولو أنَّ الأبوةَ حِفظُ بنتٍ
حفظتُك بينَ أهدابي سِنينا
ولكنَّ الزواجَ لنا سبيلٌ
وهديُ الأنبياءِ المرسلينا
ولو أنَّ السعادةَ بذلُ مالٍ
بذلتُ التِّبْرَ والدُّرَّ الثمينا
ولو أنَّ السعادةَ في متاعٍ
حملتُ لكِ القوافلَ أجمعينا
ولكنَّ السعادةَ في تقاةٍ
وحبِّ قرينةٍ ألِفَتْ قرينا
والى زوجك أقول :إذا عرفت هذا يا صهري العزيز، فاعلم أني أودعتُ عندَكَ بعضَ روحي وفلذةَ كبدي، فانظر ما أنت فاعلٌ بهما. صهري العزيز،لا اخفيك أنني لم أدَّخر جهداً في السؤال عنك، حتى اطمأننت إلى أن بنتي ستكون في العش المناسب. فقد أثنى عليك القريب والبعيد.
قالوا: شاب نشأ في طاعة الله، وهذه تكفيك لتكون من الذين يستظلون بعرش الرحمن، لكني لا أرضى أن تستظل وحدك، بل أن تكون معك زوجتك، فتأخذ بيدها لتدخلا جنة الخلد معاً. ولِتفوزا بذلك تعاهدا على عمل كل ما يرضي الرحمن، وابتعدا عن كل ما يجلب سخطَه. فالعالَمُ اليوم في أشد الحاجة إلى نماذج تنير له الطريق وترشده إلى المولى الكريم. وأخيراً أسأل الله أن يبارك لكما ويبارك عليكما ويجمع بينكما في خير وعلى خير.