"زمزم" في أول بيان لها : ليس من حق أي تنظيم جعل الأردن وقودا لمواقفه وأفكاره

زاد الاردن الاخباري -

تحاول المبادرة الاردنية للبناء "مبادرة زمزم" الخروج من عباءة جماعة الاخوان المسلمين رغم ان معظم قياداتها ومنظريها من الجماعة، وتحاول النأي بالاردن عن التجاذبات الاقليمية التي تدعم الاخوان سواء من قطر او تركيا.

وتؤصل المبادرة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تقديم موقفها ورؤيتها لقضايا النقاش اليومي سواء في القطاع السياسي او الاقتصادي او المجتمعي او الاجتماعي، من خلال سلسلة تغريدات وتعليقات على صفحتها الرئيسية للمبادرة.

تعليقات وتغريدات "مبادرة زمزم" توجه رسائل لجماعة الاخوان المسلمين التي تصفهم احيانا بالفكر الاقصائي واحيانا بفرض المعتقد والفكر بالقوة وتارة اخرى بتبعية الاخوان للمشروع الاقليمي الذي يهدف لالحاق الاردن بمشروعه من دون الالتفات لخصوصيته.

من جهة اخرى تنوي "مبادرة زمزم" عقد مؤتمر صحافي غدا الاربعاء بهدف تسليط الضوء على بعض القضايا والجوانب التي ترى انها مهمة قبل انطلاقتها واشهارها.

واكدت المبادرة في اجتماعها الاخير ان المبادرة لم تنشق ولم تنبثق عن جماعة الاخوان المسلمين، في اشارة واضحة لاستقلالية المبادرة واهدافها وروافعها السياسية والتنظيمية عن الاخوان.

الا ان المبادرة تشكل ازمة داخل جماعة الاخوان المسلمين، وذلك بسبب القيادات التي اشرفت على اطلاق فكرة "زمزم" وعدم قدرة الاخوان على تقديمهم للمحاكمة خوفا من انشقاقات تؤدي الى اضعاف شعبية الاخوان التي يعتبرها بعض المراقبون انها تتهاوى، خاصة ما يستدل عليه من سيطرة القوى القومية واليسارية والوطنية على النقابات المهنية التي طالما سيطرت عليها الجماعة خلال السنوات العشر الماضية على اقل تقدير.

"مبادرة زمزم" تسعى على خلاف المشروعات الحزبية والتنظيمية للالتفات الى المناطق المهمشة في الريف والبادية والقرى من خلال التواصل مع أصحاب المبادرات المختلفة والمشروعات الإبداعية الخلاقة، التي تسهم في عملية بناء المجتمع الأردني، وتسهم في نهوضه الحضاري المتميز.

ورغم اختلاف الرؤى بين "زمزم" والاخوان المسلمين، فان المبادرة ترى " إن من يريد أن يكون الأردن ملحقاً، أو تابعاً، أو ساحة لدولة قطر أو مشروعا آخر، يمثل عقبة كأداء أمام الإصلاح الحقيقي، وينطلق من أوهام وأضغاث أحلام لا تمت للحقيقة بصلة، مع تأكيد عدم مصادرة حق أي أردني باللحاق بأي مشروع آخر إذا شاء، ولكن في الوقت نفسه ليس له مصادرة حق الأردني ببناء مشروعه الوطني، مع الاعتراف بحقنا جميعاً في استلهام التجارب الناجحة والنماذج المكتملة في أي قطر وعلى أي أرض من دون إلحاق أو تبعية".

هذه مقتطفات من موقف المبادرة الذي تظهر فيه اختلافا واضحا مع مشروع الاخوان المسلمين الذي تدعمه دولة قطر وتركيا اضافة الى تونس ومصر.

وتستهجن "مبادرة زمزم" اسقاط الحالة السياسية والتغيير الذي حدث في مصر وتونس واليمن وليبيا وسورية والعراق ان يتم اسقاطه على النموذج الاردني.

وتقول المبادرة على حسابها على "فيس بوك": يجب أن نفرق بين الأفكار والأشخاص، فمن كان يرى نموذج دمشق محلاَ للقدوة، أو نموذج بغداد، أو نموذج القاهرة أو طرابلس أو الخرطوم، فله الحق بهذه الطروحات، ولكن ليس من حقه أن يجعلنا أتباعاً لأصحاب هذه المشروعات، وليس من حقه أن يجعلنا جنوداً له ووقوداً، ثم يعد ذلك عروبة وقوميّة وإسلاماً ونضالاً وضرباً من ضروب الوحدة".

وتؤكد المبادرة ان الأردن ليس ساحة خلفية لأي نظام، وليس ساحة لأي مشروع، إلاّ بما يقرره الأردنيون أنفسهم طوعاً من دون إملاء.

وتدعو مبادرة زمزم للنظر الى ان العدو الماثل امام العرب والمسلمين هو اسرائيل وليس اي نظام رسمي عربي، وتقول المبادرة " الخطر الصهيوني يمثل العدو الأول الذي يستهدفنا جميعاً ويستثمر في ضعفنا وعجزنا واستغراقنا في الشعارات الجوفاء الخالية من المضمون الحقيقي، والخالية من الفعالية والتأثير".

وتنفي "مبادرة زمزم" تهمة الاقليمية والعنصرية التي تطلقها جماعة الاخوان المسلمين عليها، خاصة ان معظم القائمين على المبادرة هم من شخصيات شرق اردنية ومن ابناء العشائر، حيث تؤكد المبادرة" الحديث عن المشروع الوطني الأصيل، لا يعني الانتقاص أو توجيه الاتهام لأي مشروع عربي أو إسلامي، ولا يعني بأي حال النكوص عن أشواق الأردنيين نحو الوحدة العربية أو التخلي عن انجاز المشروع الإسلامي الكبير، لأن العمل على تجميع الأردنيين وشحذ قدراتهم على إنجاز مشروعهم لا يمت إلى الإقليمية بصلة، وليس ضرباً من ضروب التعصب، تلك التهمة الجاهزة على ألسنة بعضهم التي يتم إطلاقها على كل من يسعى لإيجاد النموذج الأردني الديمقراطي القوي المزدهر".

وتاكيدا لموقفهم المناهض لسيطرة اي تيار او فصيل سياسي عربي او اسلامي على فكر اي حزب اردني في اشارة الى سيطرة حماس على قرار الاخوان المسلمين في الاردن، ترى "مبادرة زمزم" ان من حق الأردنيين أن يبلوروا مشروعهم الوطني، بعيداً عن التبعية لأي مشروع آخر، ومن دون التبعية لأي نظام خارجي عربي أو غير عربي، ومن دون وصاية أية قوة أو جهة خارجية مهما كانت أفكارها وفلسفتها".

وتؤمن "زمزم" بسلمية تحقيق اهدافها، بعيدا عن العنف والاكراه في فرض الافكار والمعتقدات.

جماعة الاخوان المسلمين جعلت من "مبادرة زمزم" التي لم تر النور بعد وليدا قابلا للحياة بسبب الموقف المتشدد من قبل بعض قيادات الجماعة التي ترى انه لا يجوز السماح لاي شخص ينضوي تحت لواء الاخوان بالتعبير عن موقفه او فكره في اطار تنظيمي، فما زالت تراوح مؤسسات الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي مكانها ازاء اشكالية العلاقة مع القائمين على "زمزم" لما لهم من وزن سياسي لا تستطيع الجماعة تجاهله او التغاضي عنه.

العرب اليوم