أثار إنتباهي بالأمس الإحتفال الحاشد الذي أقامه حزب التحرير الاسلامي في مدينة رام الله " الفلسطينية " بمناسبة مرور 92 عاما على سقوط الخلافة الإسلامية ، وحجم المشاركين فيه والهتافات العالية التي كانت تنتهي بكلمة " الله أكبر " في وسط مدينة رام الله " العلمانية الفكر والتاريخ وقيام قنوات فضائية ببثه مباشرة ، فهؤلاء يبكون على ضياع حكم الخلافة العثمانية وسقوط أخر سلاطينها على يد مصطفى أتاكورك ونتاج الحرب العالمية الأولى .
ومن هذه المفارقة لابد من طرح سؤال بسيط ، هل هذه الاحتفالية بذكرى مرور 92 عاما على سقوط أخر سلطان عثماني لها علاقة بما يقوم به أردوغان في الساحة العربية وخصوصا المناطق المشتعلة منها ورغبته الخاصة بإعداة تركيا للتاريخ العربي كحاكم أوحد بعد أن يلبس العمامة ويطيل لحيته ويطلق شاربه ويجلس في وسط الاستانة حاملا صولجان حكمة العثماني ؟.
ولكن الجانب الأخر من القصة يكمن في أن هؤلاء التحريرين وكأنهم مسحوا من ذاكرتهم حكم العثمانيين للعرب لخمسة قرون وكيف كانت نتائجة علينا في وقت كانت فيه الدول الغربية تنطلق كالصاروخ للوصول للدولة المدنية الصناعية وبدايتها " إختراع المطبعة " وعندما صرح أحد السلاطين وإعتبرها " رجس من عمل الشيطان " وهم أي التحريرين يعتقدون كذلك أن ما نمارسه في حياتنا اليوم والتطور السريع للتكنولوجيا أيظا " رجس من عمل الشيطان .
وعلينا أن ننشط ذاكرة هؤلاء التحريرين ونذكرهم بمصطلحات من مثل " السفر برلك " وكم مات من العرب فيه خدمة للأستانة ومطابخها ولياليها الحمراء ، وأن بلاط أسطنبول الذي يسير عليه هذه الايام غانيات تركيا بُني من ظهور أجدادنا العرب ، وكيف أن تركيا ماتزال تحتفظ بكافة الوثائق الخاصة بالعالم العربي وتحتكر المعرفة التي بها لنفسها فقط وأن هؤلاء العبيد " العرب " ما يزالون عبيدا ولكن لمالكين جدد هم مجموعة من الأنظمة الملكية الفاسدة والجمهوريات التي يحميها إقطاعيين ولكن بلباس فقراء ، وأن على أوردوغان أن يعيد ملكية هؤلاء العبيد للأستانة من جديد ، وهم أي التحريرين مجرد أدوات في يد السلطان
العثماني الجديد رجب طيب أوردوغان باشا .