في حديث جانبي مع زميل لي في المهنة عن مدى الحد الذي وصلت إليه سوء علاقة بعض المسؤولين في البلد مع وسائل الاعلام وأنهم أصبحوا " متمسحين " ولايبالون بما يقال عن سوء أدارتهم لوظائفهم كما ينص عليه القانون الأردني والدستور وكما كلفهم بها الملك رسميا ، أشار لي هذا الزميل أن هناك في كل مؤسسة أو دائرة حكومية جهاز أسمه " جهاز مخابرات عامة " وهو قصد بذلك " جهاز العلاقات العامة والاعلام " الذي من أهم وظائفه أن يقوم بتقديم الصورة الجيدة عن هذه المؤسسة أو الوزارة وأن يقوم بربطها مع المجتمع المحلي وخصوصا مع وسائل الاعلام للوصول إلى حلول لجوانب التقصير في أداء هذه المؤسسة أو الوزارة .
ومزيدا من التوضيح هنا لدرجة الشبه بين جهاز المخابرات العامة وجهاز العلاقات العامة والاعلام في الوزارات والمؤسسات الحكومية أن كلا مسؤولي الجهازين يرددون جملة واحدة فقط عند توجيه سؤال لهم حول قضية ما أو موضوع ما وهي " نحن نعرف " إذا هم يعرفون كجهاز علاقات عامة وبالتالي أنت كصحفي لن تقدم أو تؤخر في معرفتهم شيء وعليك أن تصمت لأنك أخر من يعرف أو يعلم بالنسبة لهم .
وعليه إذا كان موظفي العلاقات العامة والاعلام في الوزارات والمؤسسات الحكومية يعرفون أين تقع المشاكل فلماذا لايوجد حل لها من الأجهزة التنفيذية في مؤسساتهم ؟ ، وفي تجربتي الخاصة مع بلدية الزرقاء وجهاز العلاقات العامة والاعلام بها يتحقق هذا التشابه بين الجهازين لدرجة أنك تسأل نفسك هل فعلا رئيس لجنة البلدية يتم التعامل معه من قبل قسم العلاقات العامة والاعلام على أنه هو الشخص المطلون منه أن يكون أخر من يعلم ؟ ، لأن مسؤول العلاقات العامة والاعلام يعلم والصحفي يعلم والمواطن يعلم وهو أخر من يعلم أم أنه يعلم ولكنه يفضل أن يكون " متمسح " ؟ .