من وحي " دافوس البحر الميت " .

يقال أن الحيطة والحذر هما أساس تجاوز المرء لموقف محرج يحدث معه في وقت ما أو مكان ما لأنه عندها لاينفع عنده الندم ، وكبار السن من الرجال والنساء إعتادوا كي يتجاوزا المواقف المحرجة تلك وخصوصا ما يتعلق بالملابس أن يحملوا في جيبهم " إبرة وخيط " ويقوموا عندها بخياطة ما تمزق من ثيابهم .
وذكرتني هذه القصة التي كنت اسمعها من والدتي عن جدي رحمه الله بما تقوم به الدولة الأردنية الان من خلال سياساتها الاقتصادية المتعثرة والتي دائما تكون نتيجتها مواقف محرجة لها كدولة ومخزية بالنسبة للشعب لأنه دائما يكون الطرف المطلوب منه أن يستر عيب الاداء في السياسة الاقتصادية الحكومية ، وتصبح أهمية هذا المواطن بأهمية الأبرة والخيط لجدي رحمه الله .
والغريب في قصة المواطن " الأبرة والخيط " والحكومة أن الحكومة تعلم علم اليقين أن ثوبها سوف يتمزق في لحظة ما نتيجة لأنها تمتلك جسدا أكبر حجما من الثوب وتمارس العاب رياضية سياسية وإقتصادية تتطلب ملابس " مبحبحه " واسعة تتناسب مع اسلوبها الاستعراضي ، ولكنها مقتنعة أن ملابسها كفيلة بستر عورتها إن تمزق وإن الأبرة والخيط دائما متوفران في أية لحظة تجد نفسها قد تعرت أمام الناس الذين يتابعون مشاهدها الاستعراضية .
وما يحدث في دافوس " البحر الميت " هو استعراض بهلواني يتم من قبل حكومة ترتدي ملابس تضيق على جسمهها وتوهم الأخرين أنها قادرة على الاستعراض بكل جراءة وقوة ..والأبرة والخيط ليسا بعيدين عن متناول يدها ، فقط أطلعونا على فاتورة دافوس كي نتأكد ونستعد لممارسة دور الأبرة والخيط بعد شهور أو أقل من اليوم .