إذا كنت تريد أن تعرف ما يحدث في موريتانيا فاقرأ صحف جيبوتي، وجيبوتي هي واحدة من أصغر الدول العربية وتقع في القارة الأفريقية التي تسمى بالقارة السمراء نظراً لتميز سكانها بالبشرة السمراء، وقد تغنى الشعراء كثيراً بلون هذه البشرة، ولكن تبقى أغنية ماجدة الرومي "سمراء" التي كتب كلماتها الشاعر اللبناني جورج جرداق وتغنّت فيها بمصر، أقول تبقى هذه الأغنية الأقرب إلى قلبي كونها تتغنى ب"أم الدنيا"، وعلى سيرة مصر، لا يزال الرئيس محمد مرسي المادة الأكثر تسلية لباسم يوسف حيث تشغل خطاباته ومواقفه الحيز الأكبر من هذا البرنامج الكوميدي الساخر.
ولمن لا يتابع باسم يوسف فهو يقدم برنامجه كل يوم جمعة، مع ملاحظة أن يوم الجمعة كان من الأيام الحافلة في الأردن، حيث فعاليات الحراك الأسبوعية التي خفت بريقها مع الأزمة السورية والانتخابات البرلمانية. وانعقدت الانتخابات البرلمانية الأردنية بمن حضر بعد مقاطعة عدد من القوى والأحزاب السياسية إضافة إلى الحراكات الشبابية والشعبية، إلا أن مجرد انعقادها يعتبر إنجاز لحكومة النسور الذي كان من أشد الرافضين لقانون الصوت الواحد ولكنه وبمجرد تسميته رئيساً للوزراء تحول إلى مدافع مستميت عن شعار "التغيير حبة .. حبة". وسياسة "الحبة .. حبة" تذكرني بالفنان الرائع محمد منير وأغنية "حبة .. حبة على من أحب" والتي تظهر فيها الفنانة الشابة "أروى" ب"اروع" طلة من خلال لبسها المحتشم "أوي".
واللباس المحتشم أصبح المعركة الرئيسية للقوى السلفية في مصر وتونس، فبعد إنهاء ملفات البطالة والفقر وطرد صندوق النقد الدولي وشطب الديون، تفرغت هذه الجماعات إلى مساحة القماش المفروضة على الفتاة لتغطي بها جسدها عند السباحة. إلا أن القوى المدنية الحية في مصر لم تسكت على هذا الهراء، فأنشأت صفحة فيسبوكية تطالب بعدم منع لبس "البكيني" أبو قطعتين على شواطىء البحر "الأبيض" المتوسط، هذا البحر الذي لا تزال روسيا تحشد بارجاتها وفرقاطاتها وحاملات طائراتها على شواطئه السورية تحسباً لحرب كونية ثالثة، فيما يضمّد الكيان الصهيوني جراح جبهة النصرة.
نعود لصحف جيبوتي التي نعرف من خلالها أحداث موريتانيا، ولأن خط الاستواء يمر من الصومال فلا يمكن لجيبوتي أن تنعم بجو "الربيع العربي المعتدل". في الختام: لا سفارة صهيونية .. على أرض أردنية ... والله ولي التوفيق.