أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وظائف شاغرة ومدعوون للامتحان التنافسي السير تتعامل مع 15 حادثاً منذ الصباح بسبب الانزلاقات بدء تأثر الاردن بالمنخفض الجوي ومناطق تشهد أمطارا رعدية الاثنين .. منخفض جوي من الدرجة الثانية مهم لمالكي السيارات الكهربائية في الأردن مكتب نتنياهو ينشر خطة "غزة 2035" الأردن .. أب يحرق ابنته ويسمع صراخها حتى الموت .. وهذا حكم القضاء (فيديو) انخفاض البضائع المستوردة عبر ميناء العقبة في 2024 إطلاق 40 صاروخا من جنوبي لبنان نحو شمالي "إسرائيل" جوازات سفر أردنية إلكترونية قريبا .. وهذه كلفتها محافظة: حملة إعلامية لتوعية الطلبة بالتخصصات المهنية الجديدة قادة أمنيون إسرائيليون: الحرب وصلت لطريق مسدود مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة الاحتلال يعترف بمصرع 3 جنود بعملية كرم أبو سالم عسكريون : هدنة قريبة في غزة وستكون طويلة احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل وتتوسع بكندا وبريطانيا وأسكتلندا طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين أكسيوس: أمريكا تعلق شحنة ذخيرة متجهة لـ"إسرائيل" لأول مرة منذ الحرب 6 أسئلة ستحدد أجوبتها الفائز في الانتخابات الأميركية السلطات الإسرائيلية تداهم مقرا للجزيرة
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام الْحُكُوْمَةُ والْبَرْلَمَانُ صَفَحَةٌ...

الْحُكُوْمَةُ والْبَرْلَمَانُ صَفَحَةٌ سَوْدَاءَ فِيْ تَاِريخِ الأُرْدُنِّ

23-05-2013 02:12 AM

المُراقِبُ للموقفِ الرسْمِيِّ ،وتعاطِيهِ معَ الحدثِ المهينِ سياسيًا بالولايةِ الدينِيّةِ الأردنيَّةِ على المقدساتِ في القدسِ الجريحِ ،ينصّدِعُ قلبُهُ ،ففي اليومِ الذي قامتْ فيهِ قِطعانُ المُستوطنين باقتحامِ الأقصَى ،كانَ معالِي وزيرُ خارجِيَتِنا المعصوم "الناصرُ لدينِ اللهِ جودَة" ،يحتسِي ما لذَّ وطابَ معَ بائِعةِ الهَوى وزيرةِ العدلِ الصهيونِيّةِ "تسيبي ليفني" في روما ،أحدِ أشهرِ القياداتِ الإسرائيليَّةِ ،التِي اعترفت بلسانها في المقابلة التي أجرتها معها صحيفة "يديعوت أحرونوت "بأنها استخدمَتْ الجنسَ مع كل من قابلتهم للحصولِ على معلوماتِ تخدم دولةِ إسرائيلَ ؛بعدَ حصولِها على صَكٍّ مِن أكبرِ حاخاماتِ إسرائيلَ ،الحاخام آري شفات ،مفادُهُ “أنَّ الديانَةَ اليهوديَّةَ تسمحُ بممارسةِ الجنسِ معَ “الغرباء” مِن أجلِ الحصولِ على معلوماتٍ تقودُ لاعتقالِهم أو تكميم أفواههم،الرابط : http://cedarnews.net/video-654-25
http://www.alhadathnews.net/archives/53368
واكتفى وزيرُ الخارجيّةِ بالوكالةِ ،الجنرال حسين المجالِي – جزاهُ اللهُ عنّا كلَّ خيرٍ – باستدعاءِ السفيرِ الإسرائيلِّي وتسليمِه مذكرةَ احتجاجٍ .
أمَّا الوزيرُ "مُحمّد نوح القضاة" – فريدُ عصرهِ ووحيدِ دَهرِهِ - وبعدَ أنْ أخذَ الإذنَ مِن المصدرِ ،أرسلَ إشارةً إلى رئيسِ مجلسِ النوّابِ بالسماحِ لهُ ولمجلسِهِ بالتصعيدِ غيرِ المسبوقِ باسمِ الشعبِ الأردنِيِّ ضدَّ إسرائيلَ بحجةِ الدفاعِ عنِ المسجدِ الأقصَى والقدسِ.
فاستجابَ السرورً للإشارةِ فورًا ،وسمحَ لجميعِ أعضاءِ البرلمانِ بعدَ تجييشهِم ،بالتعبيرِ عن آرائِهم بكلِّ أريحيةٍ ،وفِي دقائقَ كانَ البرلمانُ الأردنِيُّ:
يـُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرهــا مِنْ مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكــها واختَصَّ سُبحانَه بالكـافِ والنُّونِ
يَبيتُ يَنسُجُ أحلامًا مُذَهَّبَـــــــة تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِيـــنِ
بدأتْ بدعوةِ الملكِ شخصيًا لإعلانِ الحربِ على إسرائيلَ ،وبقرارٍ صَوَّتَ عليهِ البرلمانُ بالإجماعِ يقضي بطردِ السفيرِ الإسرائيليّ ،مصحوبًا بمذكرةٍ عاجلةٍ تقترحُ تعديلاتٍ على اتفاقيةِ وادِي عربَة المُذِلَّةِ .
وهذهِ أولُ مرَّةٍ يسمعُ فيها المواطنُ الأردنِيُّ ،ويشاهدُ البرلمانَ والحكومةَ يتفقانِ معًا على اتخاذِ إجراءٍ تصعيدِيِّ يخصُّ إسرائيلَ فتفاءل خيرًا ،فكانت صفعة الحكومة الموجعة لهم بالاكتفاء بإجراءٍ هزَلَيّ تمثّلَ باستدعاءِ السفيرِ الصهيونِيّ فقطْ ،وإسماعِهِ بعضَ الكلماتِ الإنشائِيَّةِ وكأنَّ شيئًا لمْ يكنْ ؛والرد على النواب " ما قراراتكم إلا فستق فاضي " وهذا يشيرُ إلى هزليَّةِ الموقِفِ الرسمِيِّ وعدمِ ارتقائِهِ للمستوى الذي يتطلّبُه جسامَةَ الحدثِ ؛كونُه يَمَسُّ مباشرةً مؤسسةَ القصرِ ،التِي أخذَت على عاتِقِها هذهِ الاتفاقيَّةِ بالولايةِ الدينيَّةِ الأردنيَّة على المقدساتِ في القدسِ .
وهذا يضعُنا أمامَ الحجمِ الحقيقِيِّ الذي تَنظُرُ بهِ الحكومةُ إلى النُوَّابِ مُمثلِّي الشعبِ ،الذِي يُثبِتُ بما لا يدعُ مجالاً للشكِّ ،بأنَّ النظامَ والحكومةَ وجميعَ الأذرُعِ والأجهزةِ هي التي جاءَتْ بِهم ،وهي التي تقرِّرُ كيفَ تحركُهم وكيفَ تنظرُ لهمْ ،ولا أدلَّ على ذلك مِن سحبِ مشروعِ طرحِ الثقةِ الذي تقدَّمَ بهِ كنترولُ البرلمانِ النائِبِ يحى سعود .
إذًا فالبرلمانُ ليسَ إلا إطارًا أو بروازًا للحكومةِ ،بل ديكورًا للزينةِ ،وأعضاؤه دُمىً لتجميلِ وجهِ الحكومةِ الذي أفسدَهُ الدهرُ ،والذي نأى بنفسهِ عن معالِي الأمورِ،بعدَما تحوَّلَ إلى زائدةٍ دوديةٍ للسلطةِ التنفيذيةِ ،وإلى مكانٍ تقضِي فيهِ الحكومةُ حاجَتَها عندَ اللزومِ.
نحنُ في وضعٍ لا يمكنُ أنْ نتحدثَ فيهِ عنْ برلمانٍ( مُشَفَّرٍ) جاءَتْ به الحكومةُ واصطنعتهُ على عينِها "handmade" وبمقاسِها ،فحوَّلتْ أعضاءَهُ مِن خدمةٍ للوطنِ إلى نقمةٍ على الوطنٍ ،برلمانٌ لا علاقةَ لهُ بهمومِ الوطنِ والمواطنِ ، له علاقةٌ بقولِ واحدٍ أنْ يقولَ : آمينَ ،لا للهِ ،وإنَّما للحكومةِ فقطْ ؟إنَّهم أشبهُ ما يكونُ بفرقةِ أُوركسترا ،أو عازفي كمَنجَة في مجلسِ الشعبِ يرفعونَ أيدِيهم دفعة واحدة ،عندما يُعطيهم المايسترو[Maestro ]إشارةً البدءِ .
إنّنا في الأردنِّ نعانِي مِن مؤسسةٍ مريضةٍ ،مريضةٍ بالتزويرِ ،مريضةٍ بعدمِ القيامِ بصلاحياتِها ،مريضةٍ بالتغطيةِ على استبدادِ الحكوماتِ .
مؤشرات تؤكِّد أنَّ مَجلسنَا النيابِيَّ يعيشُ حالةَ موتٍ سياسيّ ،بسببِ عجزِهِ عنْ تقديمِ أيِّ إشباعٍ ديمقراطيّ ،أو اقتصاديٍّ ،أو سياسي أو حتى مِنْ زَاوِيَةِ الكرامةِ الوطنيِّة ،وسيظلُّ في حالةِ نزاعٍ بينَ الموتِ السِياسِيِّ ،وتأخُّرِ مَرَاسِمِ الدَّفْنِ - مِمَّا سَيُبْقِي الأردنَّ في مُعَانَاةٍ ، وحالةِ احتقانٍ اجتماعيٍّ تنذر بالخطرِ ،والذي حذَّرتُ مِنْهُ أكثرَ مِنْ مَرَّةٍ – أدعو الله - جلَّ وَعلى أنْ يكتبَ لمسيرةِ الوطنِ مزيدًا من المنَعَةِ ، والازدهارِ والخيرِ.
Montaser1956@hotmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع