أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بني مصطفى تزور دار السلام للعجزة وتطلع على الخدمات المقدمة فيها لكبار السن غالانت: مؤشرات على أن حماس ترفض الصفقة التعليم العالي: قطاع التعليم شهد خلال الـ25 عاما تطوراً كبيراً. 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 212 للحرب. صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يعلن عن دعم 10 مشاريع سياسية لخدمة التحديث السياسي غوارديولا عن غضب هالاند: كان في قمة السعادة. القسام: قصفنا حشودا لقوات العدو في موقع كرم أبو سالم. إعلام إسرائيلي: إصابات إثر سقوط قذائف بغلاف غزة الجنوبي "مكافحة الأوبئة" يعود لمقره السابق في شارع زهران ملخص الأمطار ودرجات الحرارة لشهر نيسان 2024 تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها استقلال القضاء الأردني .. علامة فارقة طيلة 25 عاما الاحتلال يخطر بهدم ثمانية مساكن وحظيرة أغنام شمال غرب أريحا. بحث سبل التعاون بين الأردن والعراق في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية. الأردن ينفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية ميسي .. رقم قياسي جديد في “مهرجان أهداف” إنتر ميامي. الزراعة: معنيون بتحقيق متطلبات الدول المستوردة الحدادين: الملكة رانيا وضعت النقاط فوق الحروف. هنية: حريصون على التوصل إلى اتفاق شامل. اسرائيل: صفقة الأسرى تتضمن 33 محتجزا مقابل 40 يوما من التهدئة.
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن : المشكلة في مخ...

جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن : المشكلة في مخ الحكومة

05-05-2013 02:11 AM

زاد الاردن الاخباري -

لماذا يسمونه العالم الثالث..؟ السبب بسيط وكلكم تعرفونه، لأنه في العالم الثالث، ليس هناك مخ للحكومة يتأمل مشاكل الوطن المجتمعية ويدرسها دراسة كافية ويضع برامج لمعالجتها قبل وقوعها، بل يتم محاربة كل من يتجرأ على البحث عن علاج حقيقي جراحي لأية مشكلة مجتمعية..!

يقول البعض أن سبب مشكلة العنف في الجامعات هي العشائر، تمهلوا جميعا، المشكلة ليست في العشائر، المشكلة في القائمين على الحكومة، أو بالأصح المشكلة في مخ الحكومة، وطريقة تفكيرها، وأحدث معلومات تقول أنهم مؤمنون أننا من دول العالم الثالث، ولذلك فالحكومة لا ترى أبدا أن تضع برامج وقاية لمشكلاتها المجتمعية، ولا تقوم بتحديث بياناتها، ولا تجند جنودها من الكفاءات في دراسة الظواهر المجتمعية المؤثرة، لفهمها ووضع أفضل الخطط لعلاجها قبل وقوعها، بل تهملها، وتحارب من يذكّر بها، وتطارده، وحين يستفحل المرض، ويتصاعد الألم وتثور الدنيا، تلجأ الحكومة إلى حلول الإسترضاء وبوس اللحى، فتنام اللحى مطمئنة، ولكن الألم لا ينام.

في العام 2000، كنت معدا لبرنامج حديث الناس، الذي كان يقدمه عروة زريقات، وبدأنا في إعداد حلقة عن (اللقطاء) ومن يطلق عليهم (مجهولي النسب)، وقمنا بالتصوير في أحد المراكز التي تهتم بهم، وتبين أن السبب الرئيسي لوجود الظاهرة هي ظاهرة أخرى مستفحلة تسمى السفاح، وبدأت بمخاطبة وزارة التنمية الإجتماعية والأمن العام، فاستجاب الأمن، وقدم الضوء الأخضر للتصوير مع بعض السجينات، اللواتي تعرضن للسفاح وأنجبن أبناء وقمن بإلقائهم في القمامة، ولكن وزيرة التنمية الإجتماعية رفضت الفكرة، وقالت لي شخصيا أنه لا توجد لدينا مثل هذه المشكلة أبدا، وحين واجهتها بالحقائق والأرقام، قامت بإغلاق الخط في وجهي.

بعد ساعة قام مدير التلفزيون بالإتصال معي وطلب مني إلغاء الحلقة وهدد أنه سيرفض ويمنع بثها، فذهبت لأشتكيه عند وزير الإعلام، فاستقبلني الوزير "البائس" أحسن استقبال، وتفاجأت أنه يعلم عن الموضوع، ويظن نفسه يعلم الحقيقة التي أبلغته بها وزيرة "السو"، بأنه لا توجد لدينا مشكلة لقطاء، وحاول بوسائل عديدة إقناعي بالتوقف عن تنفيذ تلك الحلقات ففشل، وتطور الموضوع على مستويات عدة واكتشفت في يومين أن الحكومة كلها تعمل في نظام أحادي في أي موضوع، فإذا أراد مسؤول ما أن يقف مع الموضوع، فكل الحكومة تقف معه وتدعمه وتشجعه، وإذا أراد مسؤول محاربة موضوع، فكل من يعمل في الحكومة يحاربه، طبعا لست بطلا ولا أدعي أنني انتصرت في تلك المعركة، بل خرجت منها مهزوما مرتين.

العنف في الجامعات ليست مشكلة جديدة، تحدثنا عدة مرات عن المكرمات ودورها في إحداث شرخ عميق في العدالة الإجتماعية، وقد تحدث قبلنا المختصون وتحدثنا عن التربية الوطنية في المدارس والجامعات، وعن التربية الأسرية، وعن أنظمة العقوبات الرادعة في كل مؤسسات التعليم، ولكن الحكومة لم تتحرك، وأذكر أنه بعد مقال "المكرمات بين التعليم ومساعدة المحتاجين" في جريدة الغد في نوفمبر 2011 قد صدر عن الديوان الملكي ما يفيد أن سيتم إلغاء كل المكرمات وستخصص للمحتاجين فقط، ولكن في التطبيق، وعندما بلغت المسألة مح الحكومة، أصبحنا فجأة من دول العالم الثالث.

في شهر ابريل 2010 قمت بتكريس عدد كبير من المقالات في ملاحقة الواسطة والمحسوبية، وهي واحدة من أخطر مشاكلنا، وتبين لي أن رئيس الحكومة آنذاك، السيد سمير الرفاعي، يهرب للإختباء وإطلاق صواريخ "أسفين" في الصحافة التي تهاجمه بإعتباره يقوم بتعيين أصدقاءه، وصدر في حزيران بيانات مؤسفة تدلل أن الحكومة الأردنية كلها ليس فيها واسطات (!!)، وأن الإعلامي الذي يحارب الظاهرة لديه مرض نفسي، فأين يحدث ذلك سوى في العالم الثالث؟

قصص كثيرة، تعرفون معظمها، تتحرك فيها الحكومة بسرعة عجيبة لتطويق مجموعة تعمل على حل مشكلة إجتماعية خطيرة، وتصبح تلك المجموعة هي المشكلة، ولا يعود يهتم أحد ماذا حدث للمشكلة، فأين يحدث ذلك؟ تعرفون الجواب..!

ولأننا لا نحتاج إلى قصص وتنظير، فالحل هو أن نستعمل (اللحاء الجديد) في المخ، وهو مركز التفكير والتعلم والذاكرة، فنفكر عميقا بمشاكلنا وندرسها جيدا، ونتعلم من تجاربنا المؤلمة، ونستعمل ذاكرتنا لتذكرنا بمثل هذه الأيام السوداء التي تتحول فيها لحظاتنا إلى جحيم.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع