أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الخميس .. طقس دافئ وفرصة للأمطار "حماس": الورقة الأخيرة التي وصلتنا أفضل مقترح يقدم لنا الحرب النووية .. 72 دقيقة حتى انهيار العالم اعتراف أسترازينكا يثير المخاوف والتساؤلات في الأردن مغردون يفسرون إصرار نتنياهو على اجتياح رفح ويتوقعون السيناريوهات صدور قانون التخطيط والتعاون الدولي لسنة 2024 في الجريدة الرسمية الملك يعزي رئيس دولة الإمارات بوفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان جلسة حوارية تدعو الأردنيات لتعزيز حضورهنّ ومشاركتهنّ بانتخابات 2024 إعلام عبري: فقدان إسرائيليين في البحر الميت الزرقاء .. إسعاف مصابين إثر مشاجرة عنيفة شاهد بالفيديو .. البحث الجنائي يضبط مطلوبا خطيرا جدا في البلقاء قناص سابق في جيش الاحتلال: قتلنا الأطفال والنساء وأطلقنا كذبة “الدروع البشرية لحماس” "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي القسام تقصف قوات الاحتلال في "نتساريم" 3 مرات اليوم إلغاء اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي السعودية وأمريكا تصيغان اتفاقيات تكنولوجية وأمنية مشتركة. طبيبات يعرضن تجاربهن في مستشفيات قطاع غزة بريطانيا تبدأ احتجاز المهاجرين لترحيلهم إلى رواندا. الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب السيارات الكهربائية في الأردن بين جدل الشراء وانخفاض الأسعار
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام بين دستورية النقابة وتسييسها

بين دستورية النقابة وتسييسها

02-05-2010 10:08 PM

ما زالت الحكومة تتمترس خلف قرار المجلس العالي لتفسير الدستور بعدم جوازية نقابة المعلمين، معتبرة التفسير نصاً لا يقبل النقض ولا يقل قوة عن نص الدستور، وهي بذلك تريح نفسها، وتتذرع أن التفسير لم يتم في عهدها وليس بطلب منها، وإنها لا يمكن مطلقاً أن تخرق الدستور الذي جاءت لحمايته، وكفى الله المؤمنين القتال.

وإذا كنا نعتبر الدستور هو عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم، فإن من مقتضيات العقد أن يُعدل بطلب من أحد طرفيه أو كليهما إن كان يحقق مصلحة لا شك فيها، فكيف إذا كان عدم التعديل يمكن أن يتسبب بمشكلة تربوية تلوح في الأفق إن لم تتخلى الحكومة عن تخندقها وراء التفسير الدستوري الذي خالف حالة دستورية كانت ماثلة للعيان بوجود نقابة معلمين سنة 1957 تحت مظلة الدستور نفسه، وهي حالة يفترض البناء عليها عرفاً وفقهاً لا مخالفتها ونقضها.

الحكومة في أكثر من تصريح تخشى من تسييس النقابة، ولعل هذه الخشية هي وراء الرفض القاطع لأي حديث عن النقابة، ولكن الحكومة نفسها هي من تسييس الحديث عن النقابة عندما تدفع مرتين بالمستشار السياسي لرئيس الوزراء الأستاذ سميح المعايطة للحوار حول النقابة مرة في مجمع النقابات ومرة في قناة الجزيرة، وهي بذلك تؤكد الأسباب الكامنة خلف رفض النقابة، مما يدل على أن قرار الرفض هو قرار سياسي بالدرجة الأولى وليس دستورياً، لأن الدستور يقبل التعديل أينما كانت ثمة مصلحة، وخاصة إن كانت هذه المصلحة تمس حياة 150 ألف أسرة أردنية على الأقل.

الحكومة تطرح فكرة الروابط واتحاد الروابط التي سوف تقوم –حسب قولها- بجميع مهام النقابة، فالعبرة بالمضمون وليس الاسم، وما دام الدستور يمنع النقابة، فلنتفق على روابط للمعلمين، ولا مشاحة في الاصطلاح، وفي هذا الطرح تكمن خطورة كبيرة، وترتكب الحكومة تجاوزاً دستورياً لأن تفسير النص لا يعني الاسم وإنما المضمون، وإذا كان المضمون واحداً فلم تصر الحكومة على رفض النقابة والتمسك بالروابط المتحدة.

ثم إنَّ الحكومة التي تتخفى وراء التفسير الدستوري بحجة حماية الدستور هي من تخرق الدستور بإصدارها قوانين مؤقتة في غياب السلطة التشريعية، ولا اعتبار هنا للحالة الاضطرارية والمستعجلة فدلوني على قانون مؤقت واحد صدر في تأخيره هلاك البلاد والعباد، ولكن الاضطرار حالة نسبية تكيفها الحكومات حسب ما تريد.

المطلوب أن تتقدم الحكومة باتجاه المعلمين، وأن تتدارك الأمور قبل تبعثرها واضطرابها، وأن تسعى للتوصل إلى حل يرضي الطرفين، ولتعلم أن الخلافات التي بدأت تدب بين بعض لجان المعلمين لن تصب في مصلحة العملية التربوية بل ستزيد من البلبلة والضبابية، وسينعكس كل ذلك سلباً على معلمينا وطلبتنا وبالتالي أردننا الذي نحب ونهوى، ولتدرك إن سعيها ذاك ليس تنازلاً ولا خضوعاً، فهي لا تتنازل لعدو، ولا تخضع لمبغض، وإنما لتحتضن قلوباً أدماها الظلم، وتضم أرواحاً أضناها الهجر، وهي وهم سائرون في مركب واحد، لا يمكن لأحد أن ينجو فيه بنفسه.

وما المانع أن تستعين الحكومة بوسطاء من الحكماء وأهل الحل والعقد ممن يحظون باحترام وتقدير المعلمين للحوار معهم والتوصل إلى صيغة مناسبة، وعلى الأقل تمديد عطوة الإمهال من نهاية أيار إلى ثلاثة أشهر أخرى، فمصلحة الوطن لا تخضع لمنطق الغالب والمغلوب، ولا لعنجهية المكاسرة، وإنما هناك اتفاق وتلاقٍ وحوار يفضي إلى نهاية تليق بمعلمي الأردن جنود الوطن المخلصين الأوفياء الذين ما خذلوا قومهم يوماً، وما باعوا وطنهم بثمن بخس، رغم كل المعاناة والتعب وقلة التقدير، ورغم كل الظلم والقهر والعسف.
mosa2x@yahoo.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع