نجاح تحالف الأحزاب القومية واليسارية في هيئة المكاتب الهندسية

إكتسحت القائمة الخضراء المعبرة عن تحالف القوى السياسية القومية واليسارية وقطاع من المستقلين ، نتائج إنتخابات هيئة المكاتب الهندسية التي جرت أمس الأول في مجمع النقابات المهنية ، وحققت فوزاً ملحوظاً على القائمة البيضاء المعبرة عن تحالف حركة الإخوان المسلمين ومن يتبعهم ، على الرغم من خروج قائمة من رحم الخضراء ، سعت لكسر ظهر التحالف القومي اليساري ، ولكنها منيت بهزيمة ملموسة ، جعلت رموزها ومرشحيها يفروا من قاعة الفرز قبل حصول النتائج نظراً لتواضع الأوراق الإنتخابية التي حصلوا عليها مع أن صوتهم كان مرتفعاً خلال الحملة الإنتخابية عبر إدعاء أنهم " البديل للتحالف " ، الذي ثبت تماسكه ، وقوة الرهان عليه ، بإعتباره رافعة للقوى القومية واليسارية في مجمع النقابات المهنية وفي مواجهة حركة الإخوان المسلمين التي مني مرشحيها بالهزيمة ، ليس فقط بهيئة المكاتب الهندسية ، بل وسبقهم لذلك ، نتائج إنتخابات نقابة الأطباء .

نجاح القائد النقابي المهندس قاهر صفا ، رئيس القائمة الخضراء في هيئة المكاتب الهندسية سجل مؤشراً على مدى إنحياز أصحاب المكاتب الهندسية للتحالف القومي اليساري ، ودلل على أن المهنيين والمستقلين من المهندسين يرغبون في التخلص من تفرد الإخوان المسلمين بالنقابة وإدارتها وأموالها وإستثماراتها ، مثلما أوضح أن التعددية التي يتحلى بها تحالف القائمة الخضراء من الأحزاب اليسارية والقومية هو خيار المهندسين وأغلبيتهم ، فالإنحياز تم للتعددية وللمهنية وللتوجهات السياسية .

الملفت للنظر أن حزبي البعث الإشتراكي والتقدمي ، لم يكن لهما مرشحين في القائمة ولكنهما شكلا صمام أمان لدعم التحالف المهني ضمن القائمة الخضراء ، وأن الأولوية بالنسبة لهما هو أولاً العمل على عدم نجاح أي قائمة للإخوان المسلمين ومن يتبعهم ، وثانياً نجاح القائمة الخضراء حتى ولو إفتقدت لمرشحين من هذا الحزب أو ذاك ، وإعتبروا أن المرشحين من اليساريين والقوميين والمستقلين حتى ولو كانوا من خارج دوائرهم الحزبية ، فهم يقبلون بهم ويمثلونهم ، طالما قبلوا ببرنامج التحالف القومي اليساري في القائمة الخضراء .

الإنجاز الذي حققه تحالف القوى اليسارية والقومية في إعتصام أصحاب المكاتب الهندسية في مقر النقابة والذي سجل فيه ومن خلاله المعتصمون رقماً قياسياً في تاريخ المملكة والعمل النقابي والذي إستمر حوالي أربعة أشهر ، وحظي بتعاطف المهنيين والنقابيين وقطاع واسع من الأحزاب والنواب ، وأدى إلى نجاح التوصل إلى تعديل النظام الأساسي لهيئة المكاتب الهندسية ، كان العامل الحاسم في تحقيق الفوز حيث أظهر قدرة التحالف القومي واليساري على الدفاع عن مصالح أصحاب المكاتب الهندسية في مواجهة هيمنة الإخوان المسلمين وتفردهم ، إضافة إلى عدم تنفيذ قرارات الهيئة العامة وخاصة بشأن قانون التمثيل النسبي الذي يسمح للتعددية كي تفوز لا أن تبقى حكراً على الأغلبية البسيطة في إدارة النقابة الكبيرة في عضويتها وأموالها وإستثماراتها ونفوذها .

كما أن وقوف مجلس نقابة المهندسين ضد ترشيح المهندس قاهر صفا لرئاسة هيئة المكاتب الهندسية العربية ، وإنحياز النقابة للمرشح الكويتي بسبب عضويته بحركة الإخوان المسلمين ، مما أفقد الأردن رئاسة ومقر هيئة المكاتب الهندسية العربية ، شكل ذلك الموقف ، عاملاً إضافياً للدفع بإتجاه الأنحياز لمرشح القائمة الخضراء قاهر صفا ، وخسارة الإخوان المسلمين لتأييد مرشحهم ، كونهم ضحوا برئاسة الأردن لهيئة المكاتب الهندسية العربية وخسارة عمان لمقر الهيئة العربية وإنتقالها للكويت بعد نجاح مرشحها لكونه من حركة الإخوان المسلمين فقط ، وهذا يعني طغيان الخيار الحزبي على المصلحة الوطنية والمهنية ، وهو ما رفضته الهيئة العامة للمكاتب الهندسية وإنعكس ذلك على تصويتها لصالح تحالف القوى اليسارية والقومية .