زاد الاردن الاخباري -
دولة الدكتور عبدالله النسور، الذي سيحصل بلا شك، على ثقة مجلس النواب، نفى قطعيا استخدام الأردن لضرب سوريا، وهذا جيد، لكن إذا تبين العكس، وتبين أننا متورطون، ودون تفاوض مع (أصحاب المنفعة) فتلك كارثة كبرى سيتحمل النسور وحكومته وزرها ووزر الشعب الأردني إلى يوم الدين.
نحن متفقون، أن المبدأ الأساسي هو أن الأردن ليس جزءا أو طرفا فيما يحدث في سوريا ، ومتفقون أننا من حيث المبدأ، لن نحارب نيابة عن أحد، وأننا مع أي نتيجة تفضي لإنتهاء الصراع ، بأسرع وقت ممكن.
ومع أننا نرفض "قطعيا" أن نكون جزءا من الصراع في سوريا، أو أن نقف مع طرف على حساب طرف، لكن بنفس الوقت نؤكد بـ (عالي الصوت)، أنه ليس من حق رئيس الحكومة ولا (غيره) التفاوض (سرا) على المشاركة في حرب على سوريا.. وإذا كان هناك ثمة مفاوضات فلتكن في العلن، في مجلس النواب، وأمام الشعب، حتى لا تظهر، كالعادة، إحدى مؤسسات الإعلام الأجنبية، وتشكف لنا، اننا قمنا بعقد إتفاقيات هزيلة، وقدمنا وطننا إلى مذبح المنتفعين، دون أدنى درجة من درجات التفاوض.
نرفض "قطعيا" أن نتدخل في الصراع السوري، لكن إذا حدث، فعلينا أن ندرك جميع المخاطر والنتائج وندرسها جيدا، ولا يتم الأمر بإرتجالية ، كما يحدث في كل شيء حولنا، فهذه مسألة غاية في الحساسية، وليست خبرا صحفيا يقوم الرئيس أو وزير إعلامه بنفيه، ثم إذا ظهرت الحقيقة يتجاوز الشعب عنها ويحولها إلى "نكتة" للتداول، أبدا، هذا مستقبل بلد كامل، مستقبل شعب (!) وليس أمرا هينا يمكن التجاوز عنه، فإذا ما حاكت هذه المقالة، في صدر مسؤول يخاف الله، فعليه أن يعلم ويبلغ أنه إذا قرر النظام، لسبب أو لآخر، الذهاب إلى الحرب، فيجب أن يكون في العلن، في وضح النهار، عندها سيذهب الجميع معكم، ولن يخذلكم أحد، وسنكون على علم بأن الأردن قد اضطر إلى هذا الخيار، لأسباب كثيرة يمكننا أن نتخيلها جميعا.
السيناريو الذي يمكننا أن نتخيله أن النظام، قد يضطر إلى استخدام الأرض الأردنية لحمايتها أولا وللدفاع عنها والدفاع عن الأبرياء من الأردنيين ومن اللاجئين السوريين الذين لم يتمكنوا من تجاوز خط إطلاق النار، ولتعزيز الأمن الداخلي ودعمه لوجستيا من أي مخاطر تتعلق بخلايا نائمة تنتظر ساعة الصفر، كذلك يشتمل السيناريو على تحقيق منافع (هامة) ومصالح (عالية الأهمية) لأطراف عديدة منها أمريكا وتركيا واسرائيل وبعض الدول العربية وكذلك بعض المجموعات الحزبية كالإخوان المسلمين أو التيارات الجهادية كجماعة النصرة، ويتعاكس مع اطراف مثل ايران وروسيا والصين وغيرها، لذلك سيحتاج هذا السيناريو إلى مفاوض شرس يتحدث مع كل الأطراف، ويناقش معهم كل الإحتمالات، ويذكّر المنتفعين أن الأردن عليه 20 مليار من الديون وأكثر من مليار ونصف عجزا في الميزانية، ويقول بصوت عال جدا أن الوضع الإقتصادي في غاية السوء إضافة إلى النتائج الكارثية الإنسانية والمجتمعية التي سيجلبها خوض ذلك السيناريو المحتمل، وكذلك يتحدث مع الأطراف الذين يرفضون فكرة المواجهة مع النظام السوري، ويشرح لهم بدقة وضع الأردن الحرج، ويطلب منهم ( مبكرا) تقديم البدائل المتاحة لديهم، قبل أن يقع ( الفأس) بـ ( الرأس).
نعم، نحتاج إلى (مفاوض شرس) يضع شروط صارمة وقوية على كل من تسوّل له نفسه المطالبة بإستخدام الأرض الأردنية للمواجهة مع النظام السوري، في حال اضطررنا إلى الذهاب إلى ذلك السيناريو، الذي نكرهه، ولكن إذا كان لابد مما ليس منه بد، فليكن الحديث علنيا، فقد كانت أمريكا سابقا، بالترغيب والترهيب، تفرض على الشعوب ما تريد، وأعتقد أن هذا العهد قد إنتهى، فالذي يريد حربا على سوريا فليرفع يده عاليا كي نراها !
بالنسبة للمعارضة، وخصوصا الإخوان المسلمين، عليهم أن يهدأوا قليلا، فقد بلغت السكين عنق الوطن، وما يفعلونه الآن، ليس أكثر من فتنة واضحة للعيان، ولن تقدم أو تؤخر سوى في خسارتهم للأغلبية الأردنية التي تقف متوجسة خشية إندلاع مواجهة لم نحسب لها كل الحسابات.