أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الثلاثاء .. استقرار على الطقس وارتفاع تدريجي على الحرارة "كتائب القسام" تتوعد: اخترتم اقتحام رفح .. لن تمروا(صورة) قناة عبرية: "إسرائيل" تفاجأت بقبول "حماس" مقترح الهدنة الملك لبايدن: يجب التحرك فورا لمنع حدوث كارثة جديدة في غزة غانتس: المقترح يتضمن ثغرات كبيرة ونواصل دراسته الفراية: مراكزنا الحدودية بحاجة تطوير لمنع التهريب جيش الاحتلال يهاجم شرق رفح حماس : مصير الأسرى مرهون بنتنياهو واليمين المتطرف حماس وضعت نتنياهو في الزاوية .. عائلات الأسرى تتوعد بحرق إسرائيل / فيديو الهواري ينهي تكليف مديري الرقابة الداخلية والقوى البشرية ويكلف اللواما التربية تتيح أرقام الجلوس لطلبة توجيهي الدورة الصيفية الملك لمديرة الوكالة الأمريكية للتنمية: ضرورة مضاعفة المساعدات لغزة ما أسباب ارتفاع معدلات السمنة في الأردن .. ؟؟ «إتحاد المزارعين»: تقلبات الطقس خفضّت المعروض ورفعت أسعار الدجاج الملك ورئيس "البنك الدولي" يبحثان التبعات الاقتصادية لحرب غزة على الأردن مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية في رفح السيسي: أتابع عن كثب التطورات الإيجابية للمفاوضات بايدن يحذّر نتنياهو مجددا من أي اجتياح لرفح عباس يُرحب بنجاح جهود قطر ومصر في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار تعليق الجيش الإسرائيلي على قبول حماس بمقترح الوسطاء
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام عبد العزيز الرنتيسي .. قيادة في زمن السقوط

عبد العزيز الرنتيسي .. قيادة في زمن السقوط

08-04-2013 09:40 PM

"القيادة ليست أن يحبك الناس ولكن أن تفعل ما هو صواب" ، بهكذا صاغ روبين شارما رؤيته لمفهوم القيادة ، لكن أن تفعل الصواب ويحبك الناس في ذات الوقت هي حالة فريدة قلما يُجمع عليها الناس في رجل ، فالقيادة هي التي تسعى إلى الاستيعاب، والاستيعاب يكون أولا بفهم ما نحمل من أفكار ورؤى وتطبيق ذلك عمليا دون تناقض بين ما نحمل من قناعات وبين ما نقوم به من فعل،ورعاية ومتابعة الأفراد المنتمين لهذه الفكرة والمبدأ ،والاستمرار في تبليغ الفكرة ونشرها ،وتقبل للآخرين ونقدهم للوصول الى قاعدة مشتركة من الاتفاق نبني العمل المشترك على أساسها مع تفهم لمبدأ أن الخلاف طبيعة بشرية،لعل أسرع الطرق لنشر الفكرة هي القدوة ،فكم من أفكار نشرت لإعجاب الناس بأفعال المنتمين لها وكم من أفكار حسنة لاقت استياءا عند الناس دون التعرف عليها فقط من سلوكيات من يحملونها لأنها تتناقض مع ما يروجوّن له من أفكار فباتت بضاعتهم كاسدة .

د. عبد العزيز الرنتيسي اسم يصعب تفاديه عند الحديث عن القيادة ، ذاك الشاب في المرحلة الإعدادية الذي عاد حافيا بعد إعطائه حذاءه لأخيه المسافر للسعودية للعمل ومساعدة العائلة بعد وفاة والده،هو من تفوق في دراسته الثانوية لينال منحة لدراسة بكالوريوس طب اطفال ثم ماجستير ،هو من كان يجوب البادية على قدميه لمساعدة وعلاج الأطفال من الفقراء مجانا،هو أول من سحب خط كهرباء إلى مخيم خان يونس في غزة ،ليس مستغربا على هذه شخصية ان تكون من ثلة أولين أسست حركة المقاومة الاسلامية "حماس".

ولأن القيادة تتطلب انغماس شديد في نكران الذات قد يصل إلى حد التضحية بالنفس استطاع الرنتيسي تحويل تجربة اعتقاله في سجون الاحتلال الصهيوني إلى نزهة الحفّاظ ، فأتمّ حفظ كتاب الله، ولم يتوانى عن نشر فكر المقاومة بين المساجين ، ولعل من أهم وأبرز الشخصيات التي تأثرت بالرنتيسي ،رئيس أركان حماس " أحمد الجعبري" .

وفي مرج الزهور كان للرنتيسي ذاك التأثير الملموس وإن انتفت السلطة ، فكما يقول الفيلسوف الصيني لاوتزو : " عندما يحب القائد شعبه بقوة يحصل على القوة، وعندما يحبه شعبه بقوة يحصل على التشجيع" ، وفي أهزوجة حب الوطن والشعب يكون الرنتيسي خير منشد ونعم الزّجال ، فقد تمّ اختياره ليكون الناطق الإعلامي الرسمي باسم المبعدين ، ليعبر عنهم وينشر قضيتهم ،وكان خير ممثل لهم ،من الوفود التي تضامنت مع المبعدين وفدا مصريا تضمن فعاليات شعبية مختلفة منها مشاركة ممثلين للحزب الناصري وقد تحدث باسمهم حينها "حمدين صباحي" ،واللافت احتفاء الرنتيسي ود. الزهار بهذه المشاركة ،نعم الوفد الناصري نسبة لجمال عبدالناصر الذي ما زالت يداه ملطختان بدماء شهيد الفكر الإسلامي سيد قطب ، ولكن فهم الرنتيسي لقاعدة "التعاون فيما اتفقنا عليه " منحته قدرة على تخطي عقبات الخلاف ، واغتنام مختلف القدرات لتنصهر في بوتقة دعم قضية الأمة فلسطين .

" هذا هو حوارنا مع الصهاينة وهذا – مشيراً إلى كلاشنكوف يحمله بيده – طريقنا لتحرير فلسطين " هكذا بدأ الرنتيسي أول خطاب له بعد رحيل القائد أحمد ياسين في أولى لحظات للرنتيسي تولى فيها قيادة الحركة ، لم يستطع صياغة العلاقة مع العدو سوى باللغة التي يفهم " العمليات العسكرية "، بنادق....... لن تتوجه إلى صدور الشعب الفلسطيني ، وحتى آخر لحظات حياته بقي الرنتيسي يحاور رموز السلطة للتوصل إلى حلول لتحقيق "مصالحة فلسطينية" إن صح التعبير.

أدرك الاحتلال الصهيوني الخطر المحدق بدولته الورقية ، في صوت الرنتيسي المزلزل على الفضائيات الإخبارية " نقول للأحمق شارون :ستندمون " ، كما تمنى الرجل رحل " وإنّي أفضّل الموت بالأباتشي " .

كنا نظن بأنّ الفاصل بيننا وبين القيادة ديكتاتوريات جاثمة على صدورنا ، لكن الربيع العربي فضح زيف دعوانا فتبين أن الفاصل بيننا وبين القيادة هي غياب فلسفة القيادة ذاتها ، هناك ثوّار وهناك شُجعان وهناك كثير من الدماء ، ونحاول بصعوبة شديدة رؤية ملامح رنتيسية بين غبار الموت المحيط بعالمنا العربي.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع