ابراهيم الداود
ملوك خارج التغطية يعيشون في مكان اخر
......كلما دخلت سوق الجمعة )او ان شئت فقل سوق الحرامية( ابدأ بالسلام على اصحاب البسطات المختلفة
ابو علاء
ابو الرب
ابو بلال.......
فمن بسطة ملابس الى بسطة عِدَة ...فبَسطةِ للكركش..والاخيرة هي اهم البسطات بالنسبة لي ولغيري على مااعتقد وذلك لشمولها على الكثير من الاشياء
لاتكاد تمر لي زيارة الى السوق الا واتناول صحنا من القشطة مغطىً بملعقة من القطر المصبوغ بالاحمر
ولا احبذ التنقل بين البسطات الا وانا اشرب القهوة او الشاي ( اتمتع وغيري من رواد هذا السوق بالتسوق ) كمايتمتع الاغنياء بالتسوق فيالمولات الكبرى...او تتمتع عائلاتم بالتسوق في اشهر دور الازياء العالمية...
ماعلينا ..كل ناس لها سوق مع فارق ماتدفع ...لكنها تتمتع...
اعود الى كاسة الشاي ام 15 قرش او كاسة القهوة ام 25 قرش
فقد اعتدت اثناء تمتعي بالتسوق على تناول احداهما فلا اكاد اسمع المغربي يصيح : ...ملك الشاي بالحي.... ملك الشاي بالحي
الا واسارع بالطلب منه كأساً مما يحمل , فتارة يتجول بدلة القهوة الكبيرة , وتارة اخرى يتجول بإبريق الشاي الكبير ايضاً يصب للزبائن هنا وهناك , ناهيك عن بسطته الثابته , والتي تستطيع الاختيار منها: شاي نعنع مريمية , قهوة حلوة ,وسط , هجوم ...ايه قصدي ريحة..., لا ان تلتزم بما يحمل الملك المغربي,...... توقفت هنيهه مع نفسي وقررت ان اتعرف اكثر على المُغرَبي (بضم الميم وفتح الراء)
ابو طارق يقدم القهوة في سوق الجمعة منذ اربعة عشر عاما, لديه ولدان الاول توفي في سن السادسة عشرة بعد مرض اصابة , والثاني يبلغ من العمر احد عشرة سنة , الاول مات منذ سنوات فقد افتقدت رؤيته في السوق ,واما الثاني فيعمل الان مع والده في مهنة اختار هو ان يكون ملكها بإرادته, فهناك بسطات اخرى متعددة للشاي والنسكافيه والقهوة , الا ان بعضها ثابت وقليل منها متنقل , اما المغربي فيمتلك الاثنتان , فإذا مانفذ الشاي من الابريق او القهوة من الدلة عاد الى بسطته والتي يشرف عليها ابنه ذو الاحدى عشرة سنة وتزود منها بمايريد,
هذا السوق منتشر في جميع دول العالم ...في الاردن اصبح رواد هذا السوق بازدياد يوما بعد يوم , وربما اصبح عدد من يمتلكون بسطات يبيعون عليها (طقاطيق وكركش ) في ازدياد ايضا
لاشك بأن هذا مؤشر على ازدياد الفقر , وهو ايضا مؤشر على ازدياد الثقة بهذة الاسواق وبأسعارها المنافسة بشدة للسوق المحلي
السوق يبدأ عادة يوم الجمعة , لكنه مع زيادة الطلب ازداد العرض وازدادت المناسة فأصبح السوق يبدأ منذ عصر الخميس , فيتمكن البعض من حجز مكان لبسطته ويتمكن الزبائن من التنقل بحرية اكبر يوم الخميس,,مشاهدات اذهلتني في هذا السوق ,
- مجموعة من الخردة لاتكاد تساوي خمسة دنانير يستأجر صاحبها سيارة لنقلها
-طفل في الثالثة ينام على بسطة والده لحراستها
- سيدة تجلس الى جوار زوجها يبيعون بعض الملابس واشياء لاتتجاوز قيمتها جميعا ثلاثة دنانير
- هدوء الطقس يوم الخميس يغري اصحاب البسطات ..وبعد توزيع بضاعتهم عليها ياتيهم المطر ليلا
- وفي رمضان رجل في الستين يفترش الارض بجوار بسطته ويبدأ بتحضير فطار صيامه في رمضان (كسرة من الخبز وحبة بندورا وكاسة من الشاي على نار من بقايا الكوتشوك, ربما حمل غيره مواصفات افطار افضل تمثلت بعلبة سردين
......هؤلاء..ملوك ..لكنهم ....خارج التغطية