جلال الخوالدة يكتب لزاد الأردن : أتحداك يا دولة النسور .. والتحدي قائم !

زاد الاردن الاخباري -

قلقٌ شديد يثيره النسور ليُشكل حكومته، والذي لا يعلم، ويُتابع، سيظن أن النسور سوف يقوم بتشكيل حكومة خارقة "سوبر" سوف تُغير مسار التاريخ الأردني، وسيظن، أن الحكومة "السوبر" التي يقوم النسور بتشكيلها سوف تقضي على الدين وعجز الميزانية، وأنها ستقضي على الواسطة والمحسوبية وستمسح الفساد وتعيد للدولة هيبتها وأنها ستقوم، خلال أقل من شهر بتخفيض كل الأسعار ورفع الرواتب وتحسين المعيشة والقضاء على البطالة وستعزز مكانة المواطن وتتوقف عن إذلاله بسبب أو بدون سبب !

لماذا تثير كل هذا القلق يا دولة النسور لتشكيل حكومتك؟ ماذا ستفعل حقا؟ سؤال شخصي موجه لك بشكل شخصي ! ومع ذلك فلن أنتظر إجابتك، لأنك إن أجبت ستقول أنك ستحاول أن تفعل شيئا ! مع أن الحقيقة المُرّة التي يعرفها كل أبناء الشعب الأردني، بإستثناء من يقفون حولك ومعك، أنك لن تفعل شيئا، "بتشارط" ؟!؟

أتحداك، وأتحدى حكومتك "السوبر" التي تقوم تشكيلها، إن جرى أيّ تغيير وعلى أي مستوى في وضع الأردن الداخلي والخارجي، وأتحداك وأتحدى حكومتك إن استطعت أن تُنجز ملفا واحدا كاملا ! ولأجعل التحدي سهلا عليك أنت تختار الملف الذي تتأكد من أنك قادر على إنجازه.. لن أقول لك الدين العام والبالغ 24 مليار دولار، فهذا تعجيز: ولكني سأعطيك 4 سنوات في أن تقضي على البطالة في الأردن؟ هل هذا كثير؟ أو أن تقضي على المحسوبيات والواسطات فقط ! للعلم، هذا أكثر الملفات سهولة بالنسبة لمن يدعي أنه صاحب ولاية، فلا يحتاج سوى بعض القرارات والمتابعة والمثابرة !

أتحداك أن تضم حكومتك كل رؤساء الحكومات السابقين، وتعملون "كلكم" ليل نهار ولمدة أربع سنوات وأن تستطيعوا إنجاز شيء يستحق الذكر والتوقف، أتدري لماذا، لأنك وهؤلاء، ترون أن الأردن صغير، وأن دوره صغير، وأنه عصي على التغيير، وتنظرون إلى الشباب الأردني نظرة فوقية، وجُل إهتمامكم في تشكيل اللوبيات، والضغط على النواب، وترويضهم ليكونوا لقمة سائغة في تمرير القوانين، ظنّا منكم أن ما تفعلونه صواب، ولا تقل لي بأن ذلك غير صحيح، فأنت وكل هؤلاء، وعلى مدار 30 عاما ومنذ الطفرة الإقتصادية في أواسط الثمانينات، لم تفعلوا شيئا ولن تفعلوا، فهل تقول لي أنت، أو أي من رؤساء الحكومات السابقة وكل الوزراء ، الذين تداولتم السلطة بينكم، ماذا فعلتم حقاً ؟!؟

لست متشائما جدا، ولكني أريد منكم أن تستيقظوا، أن تتوقفوا لحظة عن معارك المناصب والمكتسبات وتضعوا الأردن الغالي، وشعبه الطيب الكريم نصب أعينكم، وتجلسوا وتفكروا في السبب الذي يجعل الأردني يتراجع يوميا، في كل الأصعدة منذ ثلاثين عاما، ألا يُعقل أن هناك أسباب حقيقية لا ترونها، ولا يراها مستشاروكم العباقرة الخبراء الذي قضوا علينا وعلى أحلامنا؟

أتحداك يا دولة النسور.. والتحدي سيظل قائما، حتى تنتهي ولايتك !