زاد الاردن الاخباري -
التقرير الإخباري الذي بثته وكالة "أسوشيتد برس" أمس حول الدعارة في مخيم الزعتري افتقد للمهنية الصحيفة، وبدا لمن يقرؤه وكأنه أمام قصة إخبارية إباحية تفتقد إلى المعايير المهنية والأخلاقية، فمن الواضح أن من كتبه استند إلى قصتين غير مؤكدتين وشهادة لبواب على أحد الحمامات العامة، وحكاية لا تستقيم مع العقل عن رجل يعرض زوجته لمن "يريد" وأب باع ابنته لرجل خليجي.
ولم نجد في التقرير أي عناصر أخرى من الأسس التي يقوم عليها التقرير أو القصة الصحفية، إذ لا يوجد رأي لأي جهة رسمية أو من مؤسسات المجتمع المدني العاملة في المخيم أو في غيره من أماكن تواجد اللاجئين السوريين.
من الواضح أن التقرير سيئ السمعة كان يهدف بالدرجة الأولى إلى إفقاد القضية السورية لقيمتها في العقل والوجدان العربي، وتحديدا الدولة المضيفة الأكبر للاجئين السوريين الأردن إذ يقع المخيم في منطقة عشائرية محافظة.
ويشعر من يقرأ التقرير أننا أمام مخيم كل من فيه يمارسون الدعارة وبشكل واضح وصريح، وهذا بحد ذاته غير منطقي ولا يمكن أن يحدث في وسط شعب يعرف عنه الكبرياء والعزة والشرف، الذي يعتبر بالنسبة لهم خطا أحمر لا يمكن تجاوزه أو السكوت عنه.
ويصر كاتب التقرير على توجيه تهمة شنيعة للاجئات بشكل تعميمي لا يجوز أن تقع فيه وكالة بحجم (أ.ب) يقول بالحرف الواحد: "العشرات من السوريات اللاتي فررن إلى الأردن تحولن إلى الدعارة، بعضهن بدافع الاضطرار وبعضهن تم بيعهن، حتى من قبل عائلاتهن".
وبدلا من أن تدعم الوكالة قصتها بأخذ رأي مصدر مسؤول أو شخصية ذات وزن لجأت، وبشكل منهجي ومبرمج إلى أخذ شهادة عامل في الإغاثة في قضية غاية في الخطورة والحساسية يقول هذا العامل: "العشرات من الأطفال يولدون من دون أن يتم تسجيل آبائهم ربما بسبب أنهم جاؤوا نتيجة ممارسة الدعارة". وهذا كلام تعميمي يوقع كاتبه وقائله في مسألة قانونية.
وأشك أن كاتب التقرير تجول في المنطقة أو سأل أحدا، وربما كتبه بناء على ما يشاء وما يسمع، وليس بناء على ما رآه بأم عينه، والدليل على ذلك الجملة التي ختم بها مقاله "وتقوم قوات الشرطة الأردنية بحراسة بوابات المعسكر، ولكنها لا تقوم بدوريات داخل المعسكر". وأبسط قواعد المهنة تتطلب أن يقوم كاتب عبارة مثل هذه بسؤال الشرطة الأردنية وأخذ رأيها في الموضوع.
أتمنى أن تبادر وكالة محترمة مثل (أ. ب) إلى توضيح هذا الكم الهائل من الإساءات المتعمدة لشعب عربي عظيم، مثل الشعب العربي السوري.