التعليقات على ترجمة العلامة تقي الدين الهلالي للمدعو مشهور حسن !!

زاد الاردن الاخباري -

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبعد :

فقد طلب مني أبو تركي شريف الترباني بأن أرد وأعلق على ترجمة العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ للمدعو " مشهور حسن " !!

وقد أطعلت على ترجمة الهلالي ـ رحمه الله ـ للمدعو مشهور حسن !! فوجدته جاهل في أصول الترجمة والتاريخ ، إنما هو عبارة عن ( حواش ) لا أكثر ولا أقل .

ونقدي مبني على مسألة ( نسب العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ ) وبيان إفلاس المدعو مشهور حسن من أصول التاريخ والأنساب .

لا سيما أن العلامة المحدث حماد الأنصاري ـ رحمه الله ـ قد حذر من كتاب المدعو مشهور ( كتب حذر منها العلماء ) فهو جاهل في الفهرسة وكذلك التاريخ كما سوف نبين ذلك .

وقبل البدء في بيان إفلاس المدعو " مشهور حسن " من أصول الترجمة والتاريخ ، لابد أن نبين منهج العلماء الكبار في سرد التراجم ، حتى يتبين الفرق بين منهج العلماء ومنهج المدعو مشهور حسن ( الحواش ) .

ترجم الحافظ والمؤرخ الذهبي لأبو الخطاب الكلبي ، فقال كما في ( الميزان في نقد الرجال ) ( 3/186) : ( عمر بن الحسن أبو الخطاب بن دحية الأندلسي المحدث متهم في نقله مع أنه كان من أوعية العلم ، دخل فيما لا يعنيه من ذلك أنه نسب نفسه فقال : عمر بن حسن بن علي بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملاك بن احمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبي ، فهذا نسب باطل لوجوه :

احدهما : أن دحية لم يعقب .
الثاني : أن على هؤلاء لوائح البربرية .
وثالثها : بتقدير وجود ذلك سقط منه أباء فلا يمكن أن يكون بينه وبينه عشر أنفس ) .

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( انباء الغمر بأبناء العمر ) ( 3/443) : ( ابوبكر بن عمر بن عرفات بن عوض بن أبي السعادات بن أبي الظاهر بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن موسى بن عبدالمنعم بن علي بن عبدالرحمن بن سالم بن عبدالعزيز بن احمد بن علي بن ضياء الدين عبدالرحمن بن أبي المعالي سالم بن الأمير المجاهد عز العرب وهب بن مالك الناقل من أرض الحجاز بن عبدالرحمن بن مالك بن زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي ـ الشيخ زين الدين القمني ـ هكذا رأيت نسبه بخطه وأملاه على بعض الموقعين ، ولا شك أنه مركب ومفتري ، وكذا لا شك من له أدنى معرفة بالأخبار أنه كذب ، وليس لزيد بن ثابت ولد يسمى مالكاً ، وتلقيبه عبدالرحمن بن سالم ضياء الدين من أسمج الكذب ، فإن ذلك العصر لم يكن التلقيب فيه بالإضافة للدين .. ) .

قلت : وهذا هو منهج العلماء الكبار في سرد الترجمة والوقوف على النسب ، ليس كمنهج علامة أصول جمع الحطب ليلاً مشهور حسن !!

يقول المدعو مشهور حسن في ترجمته للعلامة الهلالي ـ رحمه الله ـ : (أما اسمه فهو العالم المغربي والعلامة اللغوي الداعية الشهير ناصر السنة وقامع البدعة المجاهد الشيخ الدكتور محمد التقي بن عبد القادر بن محمد بن الطيب بن أحمد ابن عبد القادر بن محمد بن عبد النور بن عبد القادر بن هلال بن محمد بن هلال بن إدريس بن غالب بن محمد المكي بن إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن علي بن عبد القوي بن عبد الرحمان ابن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.يقول الشيخ الهلالي فيما وجد بخطه: نسبتنا إلى الحسين بن علي قد ذكر ذلك غير واحد في أنساب أهل البيت من المغاربة وأقر بهذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم بلادنا سنة 1311. ونسبة الهلالي إلى جده الحادي عشر هلال بن إدريس .... ) .

قلت : هذا النسب دونه خرط القتاد ، فلا يجوز التساهل في أنساب الحسن والحسين ـ رضي الله عنهما ـ لما يترتب على ذلك من أحكام تخص هذه الأنساب خاصة ، وقد مر المدعو مشهور حسن على هذا النسب وأثبته ولم يتوقف فيه أو يعلق عليه !! إنما سرد هذا النسب المُلفق بجهل مركب يُنبي عن إفلاس من منهج أهل التاريخ والنسب .

قال السخاوي في ( استجلاب إرتقاء الغرف ) ( 2/134) : ( ومن هنا توقف كثير من قضاة العدل عن الدخول في الأنساب ثبوتاً أو انتفاء ، لا سيما نسب أهل البيت الطاهر المطهر ، وعجيب من قوم يبادرون الى إثباته بأدنى قرينة وحجة موهمة ، يسألون عنها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) .

وقال الهيتمي ( الصواعق المحرقة ) ( 2/537) : ( ينبغي لكل أحد ان يكون له غيرة على هذا النسب الشريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه أحد إلا بحق .. ) .
وأين الغيرة على نسب أهل البيت من الحواش مشهور حسن ؟!!

جاء في نسب العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ كما في ترجمته للمدعو مشهور !! : (إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم ) !!

قلت : وهذا نسب مُركب ، فإن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم ليس له إبن يسمى ( إدريس ) ، قال ابن عنبة في ( عمدته ) ( 232 ) : ( والعقب من إسماعيل بن موسى الكاظم ، وهم قليلون من موسى بن اسماعيل وحده ، فمن ولده جعفر بن موسى بن إسماعيل ) .

فليس لموسى ولد يسمى ( إدريس ) وكذلك لم يذكره كل من تكلم على عقب إسماعيل بن موسى الكاظم كـ ( ابن حزم والطقطقي وابن نصر البخاري والفخر الرازي والمروزي ... وغيرهم من المتقدمين ) فمن هو إدريس هذا ؟؟!!!!!!

وهذا النسب الذي ساقه المدعو مشهور حسن !! باطل لا يصح ، ولعله من وضع الصوفية في المغرب ، فإن أهل التصوف عندهم ولع في الإلتصاق الى أنساب آل البيت ـ رضي الله عنهم ـ ، فأنظر كيف أصبح الزجولي والسنوسي والهواري من اصحاب النسب العلوي وهم بالأصل من بطون البربر ، وهذا من جناية الصوفية على أنساب الأشراف ، وقد فصل المستشرق الفرد بل في كتابه ( الفرق الإسلامية في الشمال الإفريقي) وبين ولع كثير من أهل المغرب في الإنتساب الى آل البيت .

لا سيما أن العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ كان من التيجانية الصوفية ثم هداه الله الى منهج السلف الصالح ونبغ فيه .

ونحن نُحسن الظن بالعلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ فلو علم لرجع عن هذا النسب .

ولهذا فإن نسب العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ لا يصح الى النسب العلوي ، ولعله من بني هلال من عامر بن صعصعة ، لأن بني هلال أكتسحوا بلاد المغرب .

قال ابن سعيد الأندلسي في ( نشوة الطرب ) ( 500) : ( فأما هلال بن عامر رهط حميد بن ثور الشاعر ، فافترقوا على جذمين : زغبة ورياح ، وهما بالمغرب في عدد كثير ، ولا ذكر لهما بالمشرق ، وفيهما يقول الشاعر حين كانا بصعيد مصر وبرقة :
إذا كنت تكلف بالمكارم فلتزر
ولدي هلال : زغبة ورياحا
لا عيب فيهم غير شح نسائهم
ومن المكارم أن يكن شحاحا .. ) .


وذكر البتي الأندلسي في ( تذكرة الألباب ) ( 147) بعض أعلام بني هلال في زمنه وقال : ( واما هلال وقتنا هذا ، ففيها رجال أجلة ، ليسوا بدون سلفهم في علو الهمم وكرم الشيم ..... ثم ذكر بعض أعلامهم الى أن قال : وسلامة الرديني ... ) .

قلت : وسلامة الرديني هو سلامة بن رزق الرديني المعروف بـ ( أبو زيد الهلالي ) المعروفة قصصه عند أبناء القبائل العربية الى يومنا هذا .

ولهذا فإن العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ لعله من بني هلال صليبة لأن بلاده هي حوش بني هلال .

وهناك من يزعم اليوم بأنه هلالي النسب كـ ( سليم القريناوي !! ) ولا يلتفت لزعمه الباطل .

وأما قول العلامة تقي الدين الهلالي ـ رحمه الله ـ : (نسبتنا إلى الحسين بن علي قد ذكر ذلك غير واحد في أنساب أهل البيت من المغاربة وأقر بهذا النسب السلطان الحسن الأول حين قدم بلادنا سنة 1311 ) .

قلت : وهذا ليس بحجة ، فإن نسابة المغرب أكثرهم جهله بتحقيق الأنساب إلا من رحم ربي ، لأن أغلب مصنفاتهم هي عبارة عن تنسيب وتشريف رجالات الصوفية وربطها بأنساب آل البيت كـ ( التيجانية ، السنوسية ، الجيلانية ، الرفاعية ، الشاذلية ..... الخ ) وكلها أنساب لا تصح البتة ، وقد تكلمت على هذه الأنساب في كثير من مقالاتي كـ ( نظرات في مخطوطات الخواري للأنساب ) وردي على المدعو الحبشي كمال الحوت وكتابه الدُرر البهية !! .

ولهذا لابد للمُترجم ومن أراد أن يسرد الأنساب بأن يتوقف في هذه الأنساب ويحققها ويغربلها ، فقد قال الصحاري في ( الأنساب ) ( 12) : ( دفعني إلى أن ألفت هذا الكتاب لأني رأيت كُتب الأنساب أكثر معونة وفائدة لطالب الأدب والعلم والفقه من غيرها ، لأن طالب العلم والحديث إذا لم يكن يدري علم النسب وسمع حديثاً قد صُحف فيه أسم أحد على غير جهته ، أو نقل من قبيلة إلى غيرها ، جاز ذلك عليه ، وإذا كان بالأنساب عالماً وبالأخبار عارفاً أنكر ذلك وردّه إلى نسبه وأسمه ، وأتى بالصواب في موضعه وحقيقة أصله ) .

فهذا هو منهج العلماء الكبار كـ ( الذهبي وابن حجر العسقلاني ... وغيرهم ) ليس كمنهج المدعو مشهور حسن الحواش !!


وكتبه :
أحمد بن سليمان بن صباح ابوبكرة الترباني