الانزلاق ..

زاد الاردن الاخباري -

سننتصر شعباً, ان أردنا, حيثن نعلم أننا لسنا ملائكة وان الشر ليس من اختصاص الآخرين.. محمود درويش.
عدت اليكم من حيث تضيق الأرض بالأرض, حكومتنا الرشيده ليس لها أي مشهد واضح الرؤية, فحكومتنا "الرجل الغامض بسلامته", ربما يصدر منها صوت مزمجر ومخيف, وربما تكون على هيئه رجل ضخم بحذاء ارستقراطي, أو رجل ذو ملامح مشوهه وبعيد, لكن المهم ان يبقى في الظل طوال فترة المسرحية وربما تنتهي المسرحية ولا يظهر هو.
لكننا كمواطنيين صالحين لا نعرف ما الذي تريده الحكومة!! تسفه احدهم لأنه ينكر الاختلاط وتمرر فتوى تمنع الاختلاط ومن ذات الجهة.

- أنت مع الاختلاط أو ضد؟
- انا مع الحكومة.
هو ذاك المواطن الصالح.

الثوري الأخير الذي جاء ذكره في كتاب الحرية سيظهر أوائل الشهر الذي يكون فيه مقتل القمر, سيحمل معه شموسا تكفي لاشعار نهار لا يغيب.

الثوري الأخير لن يبتهج عندما تنادونه بالسيد أو المحرر أو العظيم؛ لكنه سيبتهج عندما تساعدونه في اعداد منصه بشكل يليق ويناسب ثورة, وتجهزون معه الليالي التي ستطرح نهاراً يناسب وطناً نحلم به.

ها هو الدكتور النسور يطل علينا مره اخرى رافعاً ومكرراً شعاره وقناعته بوجوب رفع الاسعار جنبا الى جنب تصريحاته تلك المتعلقه بـ رفع التحفظات الأردنية على اتفاقية سيداو, يقصد بذلك التحفظ على المادة (15/د) التي تقول فيها تلك الاتفاقية السوداويه والتي تعرف بأنها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "تمنح الدول الأطراف الرجل والمرأة نفس الحقوق فيما يتعلق بالتشريع المتصل بحركة الأشخاص وحرية اختيار محل سكناهم وإقامتهم". تلك المعاهدة جاءت من قبل الجمعية العامة للامم المتحده.

وفي عودة لموضوعنا, عزيزي النسور هل تحرير الأسعار او رفع الاسعار يعني بالضرورة تحرير المرأة؟ هل أفهم من تلك التصريحات أنك مقتنع بهذه الاتفاقية جملة وتفصيلا؟ وهل أفهم أن حقوق المرأة تعني مساواتها بالرجل؟؟؟
ان كنتم تعتقدون هذا, فإنكم والله لضالون.

هل يعقل ان تكون حقوق المرأة هو مساواتها بالرجل؟ اذا كان ذلك, اذا وجب على الرجال المطالبة باتفاقية CEDAM بدلا من CEDAW تعتمدها الجمعية العامة للأمم المتحدة للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد الرجال.
هل يعقل هذا يا ساده؟؟ هل هذا ما نريد؟

لماذا يجب علينا الاستماع الى الاتفاقيات والمعاهدات التي يمليها علينا الآخرين والموافقة عليها او الانتظار قليلاً مدعين التفكير ثم الموافقة عليها أيضاً!! الا يوجد سيناريو آخر محتمل على الاقل؟؟

لماذا لا يمكن لنا "نحن" أن نقدم الاتفاقيات التي تكفل حقوق المرأة "أقول حقوق ولم أقل مساواتها بالرجل", لماذا لا يمكننا أن نقدم الاتفاقيات والرؤيا والتطلعات بكفيفه حقوق المرأة حسب تعاليم ديننا الحنيف؟ أليست الدولة الأردنية الهاشمية حسب المادة الثانية من الدستور الأردني "الاسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية؟".

لماذا يجب ان نتبع ما يسطره الاخرون ويعتقدون انه وجب علينا ان نوافق او نوافق؟ ونحن نصفق لهم ونهلل ونبصم,, عفوا ,, اقصد ونوقع!!.

عزيزي النسور, هل اطلعت على جميع بنود الاتفاقية الثلاثين؟؟ ألم تلحظ انها تتعارض مع تعاليم ديننا؟ ألم تلحظ انها تعني دمار الأسرة وتحطمها وانتشار الرذيلة والآفات الاجتماعية واغراقنا فيها؟

عزيزي النسور, هل تعلم أن الولايات المتحدة الدولة المتقدمة الوحيدة التي لم تصادق على هذه الاتفاقية اضافة لثماني دول اخرى من بينها ايران والصومال؟

عزيزي نسور, هل اطلعت وتفحصت تعاليم ديننا الحنيف وكيف انه ضمن حقوق المرأة بتحديد واجبات وحقوق وحريات كل من الرجل والمرأة, وهل قارنتها بما ورد في تلك الاتفاقية السوداوية؟؟

عزيزي النسور, ارجوكم اوقفوا استغفالنا واستغباءنا.

انكم ترسمون الحياة من موت يأتي, عجيب أمر أمتنا, في صباح نبدأ القتال, وفي الظهيره نتوقف وندفن الموتى, وفي الليل تتراقص الملاهي, ولا يدري احد من يقتل الآخر ولا يدري أحد لماذا يموت!!؟
فكره الموت باتت الحقيقة الوحيدة والمطلقة لدينا, لماذا تكدسون الأموات بأفكاركم ثم تعلبونهم في قبور لا تتسع لاحلامهم؟
الثوري الأخ
ير, سيمر ببلاد لم تعرف النور, الشوارع الضيقه لن تصمد أمام أفكاره الضخمة الواسعة, سيلقي الكبار عليه بعض البيانات الدسكورية التي تنبأت بظهوره, وعندما يبتسم لها, سيعرف الآخرون انهم حتماً ميتون.

ارحمونا ارضاً وشعباً, ارحموا ارواحنا, ازهقتموها وارهقتموها واكثرتم علينا وبنا الخبط.

الثوري الاخير لن يأتي على حصان ابيض ولن يحط عليكم من سماء لا تعرفونها, سيأتيكم راجلاً, عندما يندلع الوقت.
ارجوكم توقفوا, اخشى ان يمضي بنا الوقت وان لا تحتمل الأرض مكوثنا فيها, فقد ضاقت الأرض بالأرض وقد تقيء كل من عليها, ولا يعرف أحد السيناريو الذي لم يتلى بعد ماذا يكون!!

هذي بلادي لي بها نخلة, وقطرة في السحاب, وقبراً يحتويني هي عندي أجمل من مدن الضباب, من مدن لا تعرفني .. غاندي



– وجب ان اشير هنا اننا عندما نتحدث عن حقوق المرأة في الاسلام وواجباتها ان نذكر معها جنبا الى جنب حقوق الرجل وواجبته ايضا وبذلك يكتمل معنى الحقوق -

باتريشيا أحمد الحجاوي