في بلاد الواق واق .. !

زاد الاردن الاخباري -

خالد عياصرة – خاص - في بلاد الواق واق – جزر اسطورية سميت بهذا الاسم لوجود ثمار على هيئة رؤوس نساء تتدلى من أغصان أشجار– ثمة جزيرة تعرف بأنها الأكثر عبر التاريخ بتعيين رؤساء الوزارات والوزراء والنواب والاعيان والمستشارين، حتى صار البعض يطلق علي شعبها "معالي الشعب " تندرا وتهكما، دولة تحكمها المصالح والفساد والسرقة.
قبل أشهر جرت فيها الانتخابات، سيطرت بها الذئاب البشرية ودروعها المالية والاعلامية على المشهد، ففازوا وهم في غياهب السجون، رقص هؤلاء على جراح الشعب، مدافعين عن انفسهم بالحصانة، فازوا بعدما اشترى هؤلاء، الخراف ظلما زورا وتزويرا، فازوا بصمت قائدة العسس.
المهم، ان الذين فازوا بأدوار البطولة المسرحية، كانوا خليطا حيوانيا غير متجانس، فما الذي جمع خروفا مثلا بكلب، وكيف ضم الثعلب الى الفأر، وكيف جاءت الافعى برفقة الحمار، كيف صعد الغراب ليتصدر المشهد !.
ليس هذا فحسب، بل لقد ابتعثت حيوانات منقرضة نحو: الماموث والديناصورات، سيرت لها الجاهات لإقناعها بالعودة الى الحظيرة، فتغريدها خارج السرب يعني اسقاطها في مستنقع الذباب الفاسد !
في بلاد الواق واق، لا شيء يتقنه الشعب أكثر من الصبر، والمجاملة، والاحتفاظ ببراكين الغضب، والرضا بالقليل لعل الايام القادمة تك حبلى بما تريد، يخرجون بين فينة واخرى يعبرون عن حزنهم، تعلو اصواتهم فيرتد الصدى خائبا ... أن لا مجيب !
بعد كل هذا المشهد المأساوي من حياة الواق واقيين، انزل عليهم من الفضاء – رب الدولة - شخصية مأزومة، بحجة التشاور والتوافق على رئيس وزراء جديد، من قبل اعضاء المجلس المزور ، رئيس يرضى الشعب، هكذا قيل، واذا به ذئبا كما الذئاب، يمثل دور "الحمل " الوديع ليتمكن من الحملان !
الجزيرة على كف فريت، الفساد ينخر بجسدها ، والمخدرات تذهب عقلها، وعصير التفاح يسيطر على قادتها، والرهان بالقمار يجلدها، لذا تخرج القرارات تلو القرارات لتزيد فعل السقوط مشروعية، فمجون سهراتهم الحمراء طغى، وجلساتهم لنزواتهم الذكورية اعتلى.

في الجزيرة افاعي كثيرة، تسيطر على المفاصل، لا تظهر الا نادرا، لكنك تجدها في كل التفاصيل الصغيرة، بنوك بيعت، شركات سلمت، موارد سرقت، اموال اهدرت، اسر افقرت، باسم الامن والامان، بسم مكافحة الارهاب، ومحاربة الشيطان.
وثمة غربيب سوداء، لا تتقن الا جنون الخراب، خراب يعطيها الافضلية لتتقمس دور المنقذ الشجاع.
هناك يحاكم الفاسدين لا من أجل فسادهم، بل لاختلافهم على "الحصص" يحبسون، وفي غياهب السجون السياحية يرمون، يترك اذنابهم في كل الوزارات والمؤسسات، يبقى ضحاياهم يتمرغون في دماءهم، دون تعويض دون مواساة.

في بلاد الواق واق كل شيء مباح لأصحاب الدولة والمعالي والسعادة والعطوفة، محرم على الشعب، الذي ما ان افاق من غفوته على عظم مصيبته حتى اتهم بعضه بالعمالة والسفالة الهادفة الى اسقاط بلاد الامن والامان، فلا حراك يعلو صوته، لا احد عليه الرفض، فكل ما يقال صحيح، حقيقة، لا تقبل التفسير والتأويل فهم الخبراء دون سواهم، والباقي مجرد عبيد في جزرهم المنفصلة عن الواقع الحقيقي الذي يحيط بالعشب، واقع منفصل عن كل شيء اللهم الا استغلالهم لفرض سيطرة طبقة الفاسدين بمستوياتهم على مقاليد الحكم ومفاصلة .
مبروك للشعب الواق واق ... ونسخته الحديثة من الهنود الحمر !

خالد عياصرة
kayasrh@ymail.com


في حال ... انتهت اللعبة في وسوريا لصالح المنظمات المسلحة هل يا ترى ... لدى القيادة الاردنية الخطط لمراجهة تبعات هذا الانهيار ...
انظر الى تهديدات جبهة الحق للاردن .....
انتاج العقل الاردني ........ مهم
لانحتاج - لسنا بحاجة - الى دستور جديد ... بل عقد اجتماعي جديد ...

نريد دولة تمارس فيها السياسة في الجامعات لا في الجوامع في الشوارع لا في غرف النوم في المدارس لا في النوادي اليلية .. اتذكرون صلاح الدين ... قد بنى المدرسة قبل المسجد .. فما صلح لزمن لا يصلح لاخر ... هكذا قال لنا التاريخ ... يا بتوع المدارس ..
فى المقهى عن العصيان المدنى

في غرف النوم عن الاردن ...