أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأربعاء .. أجواء لطيفة الى معتدلة مع ظهور الغيوم الحوثيون يبثون مشاهد غير مسبوقة لضرب سفينة بطائرة مسيرة (ِفيديو)‏ هل سيشيد الأردنيون مدينة وعد الشرق وفقا للإهتمام الملكي بالفوسفات؟ عقد زواج عرفي يودي بعشريني إلى السجن (فيديو) إسرائيل تهدد: إبعاد حزب الله أو احتلال مناطق واسعة في جنوب لبنان البترا في 2024 .. من نشاط سياحي إلى ركود غير مسبوق تل أبيب في وضع حرج .. صفقة تهز الحكومة أو اعتقال يزلزل إسرائيل المفوضية تنبه اللاجئين في الاردن لصلاحية وثائق اللجوء 4 أحزاب اردنية تتقدم بطلب لتشكيل تحالف الناصر يستعرض التعديلات المقترحة على أسس منح المكافآت للموظفين مهم من التعليم العالي لطلبة رفع المعدل للشهادات العربية والأجنبية تل أبيب: الجنديان القتيلان بغزة الأحد سقطا بنيران دبابة إسرائيلية مؤسسة ولي العهد تعلن إطلاق فعاليات منتدى تواصل 2024 بلينكن: أولى شاحنات المساعدات الأردنية انطلقت إلى غزة عبر معبر بيت حانون جامعة ألمانية تعتذر لطلبة فلسطينيين اعتبرتهم "عديمي الجنسية" مشاريع لصيانة عدد من المراكز الصحية في المفرق "المبادرة الفلسطينية": اتفاق الهدنة في قطاع غزة في مرمى نتنياهو الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بغزة روسيا تسقط صواريخ اميركية أطلقتها القوات الأوكرانية جنود إسرائيليون عائدون من غزة يعانون صعوبة في النطق والأكل
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة عمّان "تتحلّل" من عقدة إسقاط بشار...

عمّان "تتحلّل" من عقدة إسقاط بشار الأسد .. !

27-02-2013 02:08 AM

زاد الاردن الاخباري -

بسام البدارين - ما يريده القيصر الروسي من بلد كالأردن واضح ومحدد ويمكن إستنتاجه فالمسألة أولا وأخيرا تتعلق بسورية وموطىء قدم في ساحة كانت دوما مخصصة للنفوذ الأمريكي.

لكن ما تريده عمان من قيصر موسكو وصديقها بوتين قد لا يكون محددا بعد فالعلاقة المتفاعلة بنشاط مع روسيا هذه الأيام أنعشت آمال العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني ليس في سياق إنتاج هامش مناورة تكتيكية يصلح للأيام الصعبة ولكن الأهم في إحياء مشروع النووي السلمي الأردني المتعثر.

بوضوح وعلنا أحبطت واشنطن على مدار سبع سنوات طموحات عمان بإنشاء مفاعل نووي أردني للأغراض السلمية حيث طرق صانع القرار الأردني أبواب فرنسا وألمانيا وكوريا وقبلها الولايات المتحدة نفسها وإشتم دوما رائحة شريك السلام الإسرائيلي تضع العراقيل بدعم خلفي من الصديق الأمريكي.

مدير ملف الطاقة الأردني البروفوسور والوزير الأسبق خالد طوقان تحدث علنا وسرا عدة مرات عن المؤامرات الإسرائيلية التي تحاك في الظلام عندما يحاول ورفاقه البحث عن خيارات في مجال الطاقة النووية السلمية، وفي إجتماع تقييمي لمجلس السياسات وهو بمثابة مؤسسة سيادية بعيدة عن الأضواء أتفق أركان الدولة على عدة مسائل مؤخرا كان من بينها تأطير منجزات 'أمنية' حصلت في العراق والتقارب قدر الإمكان من الروس .

اليوم تلقى طوقان توجيها بإعادة تجيهز أوراقه فموسكو قررت 'المساعدة' في مجال النووي السلمي وتم الإتفاق مبدئيا على تدريب 12 عالما أردنيا في مجال الفيزياء النووية.

الأهم هو التسريبات التي أعقبت زيارة الملك عبدلله الثاني الأخيرة لموسكو والتي كان عنوانها الأبرز قصة مصنع السلاح الروسي العملاق في صحراء الأردن.

مصدر التسريب موسكو بطبيعة الحال والأرجح أن المسألة ليست أكثر من بالون إختبار كما يقدر المحلل الإستراتيجي المتابع للإستراتيجية الروسية في المنطقة عامر سبايله لكن السؤال: من يختبر من ولماذا؟

علي العربي المحلل السياسي البارز المقيم في واشنطن قال بأن روسيا من الممكن أن تبني مفاعلا نوويا للأردن حسب ما جاء في لقاء بوتين مع الملك الاسبوع الماضي. فالاردن، بالإضافة إلى دول اخرى، يصنع حالياً بترخيص روسي منذعام 2011 سلاح فردي خفيف مضاد للدبابات RPG32 تحت إسم هاشم.

قصة مصنع السلاح الروسي بالنسبة للكثير من المراقبين لا تعدو كونها جملة تكتيكية تحاول لفت الأنظار لان عمان مستعدة لتغيير بوصلة تحالفاتها بما يتجاوز التفويض الممنوح لها أمريكيا إذا ما أصر الأشقاء والأصدقاء على تجاهل 'محنتها' الإقتصادية وفقا للتعبير الذي يستخدمه رئيس الوزراء عبد الله النسور وهو يتحدث مع أعضاء في البرلمان.

الخبراء في روسيا وهم قلة في مؤسسة النخبة الأردنية عموما يشككون في أن موسكو قد تكون مهتمة فعلا بإقامة مصنع عملاق للسلاح في صحراء أردنية كما يشككون بنفس القدر في أن تستطيع عمان 'بلع' مجازفة من هذا النوع ستغير شكل وهوية تحالفاتها وبوصلتها في المنطقة .

المسألة لذلك مرتبطة بحاجة بعض شركات تصنيع السلاح الروسية لأسواق جديدة ومحطة ترانزيت تساعد في نقل بضاعتها لإفريقيا مثلا أو لدول في الجوار الأردني مقابل عمولات ونشاط تجاري. عمليا التعاون في مجال تصنيع السلاح بين عمان وموسكو ليس حديثا فعبر مؤسسة أردنية متخصصة بالصناعة العسكرية تحظى بالعناية في عمان وقعت إتفاقيات لتطوير قاذفات قنابل وأسلحة رشاشة من الطراز الخفيف وقذائف آر .بي جي مع أسلحة فردية خفيفة مضادة للدروع والدبابات تحمل إسما أردنيا 'هاشم'.

هنا حصريا تتوافق الأوساط النخبوية الأردنية على أن قصة المصنع قد لا تكون أكثر من بالون إختبار للروس يتعلق بمقدار إقترابها من منطقة حساسة تدين بالولاء الكامل لواشنطن..بالنسبة للأردنيين المسألة تختلف وهي لا تتجاوز رسالة سياسية فيها قدر محدود جدا من المناكفة وسعي للفت الأنظار خصوصا في ظل الإتهام الرسمي المباشر لواشنطن بالإصرار على تجاهل التحديات المالية التي تواجهها الخزينة الأردنية.

لكن عمان بكل الأحوال ليست بموقع يؤهلها للعب بين الكبار على أساس مناكفات من هذا النوع، الأمر الذي يرجح أن مسألة مصنع السلاح ولقاء بوتين ـ العاهل الأردني وما أعقبهما وسيعقبهما ليس أكثر من مناورة تكتيكية من كل الأطراف في سياق تفاهمات ضمنية بين واشنطن وموسكوعلى تقاسم جديد لخارطة النفوذ في المنطقة بهدوء ودون صدام أو مواجهات كما يرى سبايله.

التحالف الروسي مع نظام الرئيس بشار الأسد عزز نفوذ موسكو في عمق منطقة الشرق الأوساط التي تدين بالولاء بالعادة للأمريكيين وإستمرار عملية 'تغذية' الحضور الإقليمي تطلب تقديم 'جزرة' روسية للأردن خصوصا وان عمان تتحرر بنعومة وبوضوح من سيناريو التخاصم مع نظام بشار الأسد أو إسقاط نظامه وخيارات الثورة السورية والحركات الإسلامية والجهادية.

لكن هذه العملية تمأسست على تفاهم محدد الملامح بين موسكو وواشنطن على خلفية الملف السوري مما يعني ضمنيا بأن الحراك الروسي في المنطقة من حيث المبدأ لا يجد معارضة أمريكية حقيقية لأسباب متعددة ومفهومة، الأمر الذي أنتج ثغرة يمكن أن يدخل اللعبة من خلالها اللاعب الأردني على أن يلعب بطريقة مأمونة ودون مراوغات أو إنقلابات وفي إطار السماح له بالبحث عن مصالحه الحيوية ليس أكثر ولا أقل.

على هذا الأساس يمكن قراءة تسريبة المصنع الروسي المشار إليها وعليه يمكن فهم المناورة الأردنية فعمان تبحث عن حقها في حصة طبيعية على هامش التقاسم الأكبر الهادىء والناعم للنفوذ في المنطقة بين الروس والأمريكيين والذي بدأ عمليا من سورية وسينتهي بالأردن والعراق والسعودية وسيصل إلى محطة إسرائيل على الأرجح.

القدس العربي





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع