زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة – خاص - لا شك أن ثمة طيفا واسعا يدعم اسقاط الدولة السورية، بحجة دعم الثورة، هذا الدعم صادر من عواطفه لا من عقلة، تأخذ من المطالبة بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد منصة لها، هذا الأمر مفهوم، ويمكن نقاشه.
مفهوم كذلك أن هناك من يدعم بقاء الدولة السورية دون اللجوء إلى تقسيمها وتفتيتها انطلاقا من المشاريع الدولية المكتوبة على جبين المنطقة، وأمر مفهوم يمكن نقاشه.
لكن الذي لا يمكن فهمه أو الإيمان به أو استيعابه او نقاشه، هو كيف يجرؤ "البعض" على تشريع الغطرسة الاسرائيلية وافعالها الارهابية واحتلالها للأراضي العربية،، وقتلها للجسد الفلسطيني، وتهويد القدس، وبناء المستوطنات، مناكفة للنظام السوري وشيطنته !!
دعم بشار الأسد شيء، ودعم الدولة السورية ووحدتها وتماسكها وتكاتفها باعتبارها وحدة واحدة لا نقبل لها التقسيم او الانفصال بحجة الثورة شيء اخر.
كيف للبعض أن يرفض الجلوس مثلا مع بشار الاسد أو وليد المعلم - على الرغم من اختلافنا معهم – مقابل تفضيل الجلوس مع بن جوريون، وشمعون بيريز ، وجولدا مائير، واسحاق رابين، نتنياهو وشارون، بل ويلهث هؤلاء للرتماء بأحضان تسيبي ليفني !
ثمة فئة جديدة تمتطي الثورة السورية لا علاقة لها لا بالنظام السوري ولا بالشعب المطالب بالحرية، تروج لاعتبار وجود اسرائيل صديق لا عدو !
يا اللهي، هؤلاء يريدوننا نسيان أفاعيل اسرائيل عبر التاريخ، بكل جبروتها وسطوتها ودمويتها!
مهما حصل بيننا، لابد وأن لا نصل إلى هذه المرحلة التي تفضل العدو على اخينا الذي نختلف معه بوجهات النظر، مهما حصل بيننا لابد أن نتفق على عداء الصهيونية العالمية ونسختها الاسرائيلية.
في عين السياق، الكارثة الأكبر تقوم على افعال المقارنة بين بشار الأسد العربي، وبين طغمة الإرهاب الصهيوني.
فالأسد بالنسبة لهم أمر بقتل أكثر من 70 الف مواطن سوري، دون أن يذكر هؤلاء لنا من قتل هؤلاء حقيقة هل هي أوامر الاسد أم رشاشات واسلحة الجيش المتعدد الجنسيات (الحر)، أم المنظمات التكفيرية.
لم يقل لنا هؤلاء أن الدعم الخليجي والتركي ومن يقف خلفه وفوقه وتحته أسهم في قتل 15 ألف جندي سوري.
لم يقل لنا هؤلاء أن الدعم الخليجي لإسقاط سوريا لا بشار، لو وجهت قنوات إمداده صوب فلسطين لحررت من البحر إلى النهر.
لم يقل لنا هؤلاء لما لم تدعم دول الخليج فلسطين التي سقط على ارضها الطهور منذ احتلالها عام 1948 أكثر من 10 الف شهيد فلسطيني وعربي.
في حين سقط في سوريا بسبب غطرسة المال الخليجي في سوريا وحدها، ومن كافة الاطراف ما يعلو على 100 الف قتيل !
في ذات السياق لابد من القول ان الاختلاف سمة البشر، لكن هذا الاختلاف لا يعني اسقاط الحقائق، فالعداء لإسرائيل حقيقة واقعية غير قابلة للشك.
قد اختلف مع الكثير في الشأن السوري، لكن، هذا لا يعني ابدا الوصول الى تمجيد قادة اسرائيل ومشاريعهم واحتلالهم واغتصابهم لأرضي العربية في فلسطين، بحجة دعم الثورة السورية.
نستطيع ان نتعاطى الاختلاف بمنتهى الرقي والحضارة فيما بيننا، لكن من دون اللجوء الى اساليب التخوين والطائفية والاثنية والمذهبية، لابد ان نتجرد من هذه الصفات حتى نستطيع الوصول الى حل وسطي يرضى الاطراف كافة، حل يحقن دماء الشعب السوري، ويوقف الة القتل باتجاهاتها المختلفة.
ثمة امور لا يمكن الاختلاف عليها، لأنها تدخل من باب المسلمات التي ترفض السقوط أو التعديل لحقيقتها الغير قابلة للنفي أو الانكار. من هذه الحقائق، هي وجود اسرائيل واغتصابها للأرض العربية من البحر الى النهر ومساهمتها بضرب عمق الوجود العربي اهدافا وطموحات.
ختاما: دعوة " البعض" وفق منطق "التفضيل" الاسرائيلي على العربي - اي كان العربي - اعتداء سافرا على الذاكرة والثقافة والتاريخ العربي، كيف يريد البعض اسقاطها!
خالد عياصرة – خاص
KAYASRH@YMAIL.COM