زاد الاردن الاخباري -
تبدو الأعصاب مشدودة تماما بين الدولة الأردنية وجماعة الأخوان المسلمين قبل ساعات فقط من انتخابات مهمة جدا تقاطعها الحركة الإسلامية والحراك الشعبي.
وفي الوقت الذي طالب فيه متزعم جناح الإعتدال في الأخوان المسلمين الشيخ إرحيل الغرايبة بفتح صفحة جديدة تماما على أسس جديدة دخل موقع محطة الجزيرة القطرية على خطوط النزاع الملغمة بين السلطة والأخوان المسلمين متوقعا تصعيدا بالموقف من الجانبين.
الغرايبة نشر مقالا في صحيفة (العرب اليوم) صباح الثلاثاء طالب فيه بالاعتراف بالأخطاء السابقة والاتفاق على مرحلة جديدة معربا عن تقديره للحملة الرسمية الأخيرة على رموز المال السياسي في الإنتخابات.
ودعا الغرايبة في مقاله إلى مرحلة جديدة بوجوه جديدة ومنهجية جديدة وتشريعات جديدة وثقافة جديدة، وسياسات جديدة قادرة على بناء دولة الأردن الحديثة، الخالية من الفساد والفاسدين ومن حيتان المال الفاسد بشكلٍ جذريٍ وقطعيّ.
وأظهر الشيخ الغرايبة بهذا الموقف تباينا واضحا مع موقف خصومه في داخل بيت الأخوان المسلمين الذين وجهوا انذاراً للنظام مؤخرا قبل بقاء الخطوة اللاحقة التصعيدية على حد تعبير الشيخ زكي بني إرشيد بسبب الإصرار على تجاهل الإصلاح الحقيقي.
وتقدمت اقتراحات الغرايبة بعد الجدل العنيف الذي أثارته داخل وخارج الأخوان المسلمين وثيقة زمزم التي أشرف على إصدارها وتضمنت في اجتماعها الثاني برنامجا لإصلاح حركة الأخوان المسلمين من الداخل وفقا لتصريحات نقلت محليا على لسانه.
ومن المرجح أن الغرايبة تقصد إظهار موقف مختلف عن موقف مؤسسة الأخوان المسلمين التي يسيطر عليها التيار الصقوري بزعامة الشيخ همام سعيد الذي أقلق بدوره العديد من الأوساط عندما صرح مؤخرا بأن الثورة آتية لا ريب للأردن وتحدث عن الدولة الإسلامية مما دفع رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري لانتقاده.
ووفقا للكاتب الإسلامي محمد أبو رمان أقلقت تعليقات سعيد التي لا مبرر لها مجددا المختلفين مع الأخوان المسلمين والقلقين على موقفهم من التعددية والدولة المدنية.
وكان الملك عبدلله الثاني قد إنتقد علنا الأخوان المسلمين لإنهم لا يظهرون التقدير الكافي للتعددية السياسية.
من جانبها تحدثت صحيفة الجزيرة الإلكترونية عن تهديدات عبر رسائل خاصة ناقشتها مؤسسات الأخوان المسلمين مؤخرا وتتضمن غضب النظام السياسي من موقفهم العبثي في مقاطعة الإنتخابات وتحريض الناس على مقاطعتها مع الإيحاء بأن النظام ضاق ذرعا بتصرفات ومواقف الجناح الذي يتحكم بالقرار في مؤسسات الأخوان المسلمين.
وفقا للجزيرة تضمنت الرسائل إيحاءات بأن المؤسسة الأردنية الرسمية قد تلجأ لإستخدام ورقة ترخيص الجماعة لمنعها من مزاولة العمل السياسي باعتبارها مرخصة كجمعية خيرية .
الشيخ إرشيد أبلغ (القدس العربي) في وقت سابق بان جماعة الأخوان موحدة في قراءة التهديدات التي يلوح بها النظام معتبرا أن شرعية الجماعة في عمق بنية المجتمع الأردني والواقع لا تصدر عن ترخيص الحكومة مقترحا مجددا البحث في شرعيات أخرى كثيرة قبل شرعية الأخوان المسلمين.
إرشيد اوضح بأن النظام المصري حظر جماعة الأخوان لأكثر من 40 عاما وكانت النتيجة أنه ذهب وبقيت الجماعة لا بل حكمت مصر وإنتخبها الشعب متمنيا أن تترشد مؤسسة القرار الأردنية ولا تلجأ لأي تصعيد لإن جماعة الأخوان المسلمين راشدة وتدعو لإصلاح النظام وليس إسقاط النظام.
وحذر إرشيد مرة أخرى من سيناريوهات خليجية تريد الضغط على الحلقة الأردنية لصناعة صدام مع الحركة الإسلامية سيخسر فيه الجميع وإن كانت الحركة لا تسعى إليه متسائلا ما إذا كان النموذج المغربي في الملكيات التي تفاهمت مع الأخوان المسلمين وصنعت إستقرار يمكن ان يشكل ردا على دعوات تحريض النظام على الحركة الإسلامية وترويج الخوف منها.
وألمح إرشيد إلى أن السلطة في الأردن تستطيع إذا كانت جادة في الإصلاح أن تحتذي بالنموذج المغربي وسأل: لماذا يفترض القوم الصراع والصدام؟
القدس العربي