زاد الاردن الاخباري -
ما أجمل الإمطار وهي تهطل من السماء لتروي الأرض ، وما أجمل الثلوج التي تغطي الأرض بالثوب الأبيض ، وكم جميلا ذلك المنظر حين يخرج أبناء الحارة يتراشقون بالثلوج فرحين بما هم فيه ، وبعد أن يتراشقوا يعودوا إلى بيوتهم حيث الغذاء والدواء والمدفأة ، ولكن ماذا عن هؤلاء الذين لا مدفأة عندهم ، ولا مأوى لهم ولا غذاء لهم ولا دواء عندهم ، ماذا عن هؤلاء الذين ينامون على صوت المدافع ، ويستيقظون على صوت الطائرات ؟ ماذا عن هؤلاء الذين يلتحفون الرصاص ويتدفئون على أصوات آر بي جي ؟ ماذا عن الاجئين الذين غرقت خيامهم ؟ وماذا عن أطفالهم وأولادهم ونسائهم ؟ وماذا عن فقرائنا الذين يلتحفون السماء ، ويتغطون بالأرض ؟ كم هو محزن أن تتبرع دول الخليج بكل ما تملك من مليارات وتنفقها لتساعد دول لا تعرف الإسلام ولا تنطق العربية ، أين مساعداتهم لفقراء المسلمين ومنكوبيهم ومشرديهم ولاجئيهم في الصيف والشتاء ؟ أنت أيها العربي ؟ أنت أيها المسلم ؟ أن لم تستطع أن تتبرع لأشقائك في بلدك أو في البلاد المنكوبة بالمال والغذاء والدواء وتأمين المأوى فتذكرهم بالدعاء ... ، دل أهل الخير ليتبرع لهم ، فالدال على الخير كفاعله .. ، أرجوك لا تقف مكانك وتسكت ، فو الله ليسئلن الله الجميع منا الحاكم والمحكوم ماذا قدمتم لهؤلاء ؟ هل فعلنا لهم شيئا ؟ مخيم الزعتري سيشهد علينا يوم القيامة ، وربما تبقى لعناته تطاردنا إلى يوم المحشر ، هل تذكرناهم ؟ هل تذكرنا اليتامى والمساكين وفقرائنا في هذه الأيام على الأقل ؟ هل تخيلنا لو كنا مكانهم فقراء أو يتامى أو منكوبين أو مشردين أو لاجئين ... ، بالله عليكم إنه موقف حزين تدمع له العين ويبكي له القلب ، أطفال لا ذنب لهم يموتون ليس من قصف الصواريخ ، ولا من صوت المدافع ، يموتون بردا من سقوط الأمطار وشدة الرياح ، هل فكرنا بهم يوما ... ؟ هل تخيلنا أننا مكانهم يوما ...؟ هل بكينا عليهم يوما ... ؟ هل تبرعنا لهم يوما ..؟ هل تفقدناهم يوما ...؟
بقلم : محمود العايد