مشاهد غير ديمقراطية تتكرر فصولها وحلقاتها وسطورها ، وتفاصيلها العابرة وغير العابرة على محك حياتنا اليومية مع كل عرس وطني ، تارة نتوقعها في مصلحة الوطن نرحب فيها ، وتارة لاعلاقة لها في الوطن ونحتويها ، مرة نعتبرها شيئا مألوفا وعاديا وأخرى نعتقدها سلوكا وفعلا وتصرفا معوجا مثل إعوجاج أضلاع الصدر الواحد ، فمثلا بعض الندوات والمناظرات التي تقام هنا وهناك على أرض الوطن تحت شعار وطنية ، لم يثبت أن لها تأثيرا إيجابي يصب في مصلحة الوطن أوالمواطن ،
لقد تشاركنا كمواطنين في الإسبوع الماضي تلك المشاهد غير الديمقراطية بجميع سلبياتها ، التي حاولت فضائية الجزيرة بثها مباشر من اربد في مناظرة بين الفلاحات والخرابشة وتقاسمنا مع الكل خسارة الفائدة والمنفعة الخاصة والعامة المتوقعة من تلك المناظرة التي من المفروض انها تعبر عن الرأي والرأي الآخر وليس العكس تماما ، والأمثلة كثيرة
فلقد صارت تلك المشاهد غير المقبولة سلوكا يطبع على تصرفات البعض وعلى تعاملاتهم مع بعضهم البعض وعلى مايتوجب عليهم تجاه الوطن والمواطن والمقيم والزائر.
مشاهد لاتتناسب والموروث القيمي الذي عشناه وماصلنا إليه في هذا الوطن في ظل النهضة والتطورالعلمي والفكري والتكنلوجي ، ولايزال بيننا من يخترق القانون ليتجاوز بسيارته إشارة المرور أمام العامة وأمام نظام كاميرات المرور الموضوعة من أجل الحفاض على حياتنا ويعتقد أن هذا التصرف نوع من أنواع الرجولة والشجاعة والبطولة والإقدام علما إنه في غير محله!.
ومشهد آخر غير حضاري يمر شريطه وتفاصيله المملة على مخيلة جميع مستخدمي الشوارع عندما تفقد السيطرة على السيارة وأنت تحاول المراوغة لتتفادي وابل من العلب الفارغة والمناديل الورقية المنطلقة من نافذة السيارة التي تسير أمامك لتصتدم برأسك أو برأس أحد اطفالك .
إذن نحن من أوجد وأسس وشجع وساند تلك المشاهد غير الحضارية في حياة مجتمعنا فالأب قدوة لإبنه والأم قدوة لإبنتها والمتعلم قدوة للجاهل والمواطن قدوة للزائر والمعلم قدوة للطالب، وخير تلك القدوة هو من يكون مع النظام ويساند الذوق العام ويشجع على التصرفات والأفعال والسلوكيات الحسنة التي هي صورة معكوسة لقياس حضارة ونهضة وتقدم وازدهار الوطن