زاد الاردن الاخباري -
خالد عياصرة - خاص - لقاءان عقدهما الملك خلال الآونة الاخيرة، الأول ضمه بيت الوزير الأسبق أيمن الصفدي، والثاني في بيت نائب رئيس الوزراء الاسبق رجائي المعشر.
أبرز ما في للقاءين كان الاعلان عن اسقاط التحالف التاريخي بين النظام والإخوان المسلمين بعد ارتفاع منسوب طموحاتهم.
هذا ظهر واضحا من تخوفات الملك التي باح بها أمام الحضور، حيث صرح بأنه مستهدف شخصيا من قبل الإخوان، هذا التصريح قاد إلى تمهيد بناء جسورا من الثقة مع تيارات اليسار بتلوينها واختلافاتها وتقاطعاتها كافة.
اليسار المظلوم تاريخيا في الاردن بيد النظام، أعلن صراحة استعداده للتحالف مع النظام، هذا جاء على لسان رئيس حزب أمين عام حزب الشعب الديمقراطي عبلة ابو علبة، بناء على نصائح وترتيبات الوزير اليساري بسام حدادين.
من جانبه الوزير أيمن الصفدي، والذي جاء بعد طول غياب أسس للقاء بشكل غير مباشر، وكان سببا في تغيير وجهات نظر الملك شخصيا من اليسار، مهد لتعاقد شرعي بين النظام واليسار، جعل الملك يخرج من الاجتماع بانطباعات إيجابية، فهل يكون الصفدي الليبرالي أول رئيسا للوزراء بعد الانتخابات القادمة، مدعوما من اليسار؟ وهل سيكون اليسار الحامي الفعلي للنهج الليبرالي الذي يمثله ايمن الصفدي فيما لو كان رئيسا للوزراء .
لكن، لماذا أيمن الصفدي تحديدا، هذا السؤال له علاقة بالحلف المقدس الخليجي القائم على قواعد كبح جماح الطموحات الإخوانية، واسقاط مشروعهم الذي قارب أن يصل إلى حدودهم، سيما وأن الصفدي محسوب على مكان عمله حيث يرأس المجلس الاعلى لهيئة الاعلام في ابو ظبي.
لكن، المؤسف في الأمر هو تأخر الفعل الملكي، خصوصا وأن اليسار الأردني مازال ضعيفا، وغير مدعوم، ومن الاستحالة بمكان أن ينتج شيئا اليوم وفق سياسات "كن فيكون"، سيما وانه – أي اليسار – غير ممتد شعبيا كما التيار المطلوب منه الوقوف بوجهه !
نتمنى أن ينجح التيار اليساري لا من أجل تحديد جماعة الإخوان، بل من أجل إنتاج تيارا ثالثا يكسر الثنائية العلاقة التاريخية التي جمعت الإخوان على فراش الحكومة، تيارا يثري المشهد الأردني، لا يسقطه.
فهل تقدم الانتخابات القادمة تيارا يساريا يشارك في إدارة الدولة، أسس له في بيتي الصفدي والمعشر!
للإجابة على السؤال لابد من النظر إلى القوائم وأسماء المرشحين الحاليين تحت بند اليسار، حتما ستكون الاجابة أن الانتخابات هذه لن تقدم يساريا واحد، فما بالنا بتيار يساري، بسبب عدم صلتها بالواقع المجتمعي الأردني، الذي لا يعرف من اليسار عدا بعض الأسماء التقليدية.