دبي تتحدى الأزمة وتفاجيء العالم بمعجزة برج "خليفة"

زاد الاردن الاخباري -

في رسالة تحد واضحة للعالم أجمع بأنها مازالت مركزا للأعمال رغم الأزمة المالية التي واجهتها مؤخرا ، افتتح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي يوم الاثنين الموافق 4 يناير / كانون الثاني "برج دبي" الذي يعتبر أعلى مبنى في العالم حيث يزيد ارتفاعه على 800 متر ويتألف من 160 طابقا وذلك وسط احتفالات ضخمة وحضور إعلامي كبير ، حيث شارك حوالي 6000 شخص في مشاهدة هذا الحدث التاريخي.

ويبدو أن توقيت افتتاح البرج كان مخططا بعناية ، فهو تزامن مع احتفالات شعبية واسعة تشهدها إمارة دبي بمناسبة الذكرى الرابعة لتولي نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء محمد بن راشد مقاليد الحكم في الإمارة في الرابع من يناير/ كانون الثاني عام 2006 .

كما أنه جاء بعد حدث تاريخي آخر شهدته دبي في 9 سبتمبر الماضي وفي ذروة أول عجز تسجله في ميزانيتها ألا وهو افتتاح مترو دبي الذي بلغت تكلفته الاجمالية 28 مليار درهم .

ويبقى الأمر الأهم وهو أن افتتاح البرج الذي أطلق عليه برج "خليفة " بدأت أعمال البناء فيه عام 2004 حينما كانت دبي تشهد طفرة اقتصادية كبيرة ولكن افتتاحه يأتي عقب أزمة مالية أجبرت دبي على الحصول على مساعدة إمارة أبوظبي وحكومة الإمارات لتسديد ديونها .

وبالنظر إلى أن تلك الأزمة كانت تهدد الطفرة الاقتصادية والحضارية التي تميزت بها الإمارة في السنوات الماضية ، فقد ظهر امتنان محمد بن راشد لرئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد وحكومة أبو ظبي سريعا بالخروج لحظة افتتاح الحدث التاريخي بمفاجأة للإماراتيين جميعا عندما سمي البرج باسم برج "خليفة" وليس برج دبي كما كان يطلق عليه قبل افتتاحه .

وما ضاعف من فرحة محمد بن راشد والإماراتيين أن الأزمة المالية التي عانت منها إمارة دبي مؤخرا لم تؤثر على مبيعات الشقق السكنية في البرج وعددها 1100 شقة مؤلفة من غرفة أوغرفتين أو ثلاث غرف ، حيث بيعت بنسبة 100 % تقريبا .

التطور السار السابق جاء ليشكل صدمة لتقرير متشائم نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية عشية افتتاح البرج تحت عنوان "مليار دولار أو الانهيار"، حيث زعمت أن احتفال افتتاح البرج يؤكد مضي إمارة دبي قدما في مشوار البذخ الذي لا تقدر على تحمل كلفته.وأضافت "بعدما اقتربت الإمارة من حافة الإفلاس بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما أعلنت عدم قدرتها على تسديد التزامات ديونها تريد أن تتجاوز ذلك بالاستمرار في مشروعاتها العملاقة ، البرج قد لا يصبح مأهولا ويقف شبحا يدل على الانهيار" .