زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - كلما اقتربت لحظة الانتخابات الاردنية تتسع دائرة الاحتمالات وسط توقعات بأن لا تساهم هذه الانتخابات الاشكالية في احتواء تنامي الجدل والتجاذب السياسي داخل البلاد خصوصا في ظل تواصل الازمة الاقتصادية والمالية الطاحنة.
ولا زال الخيار الوحيد على المستوى الاستراتيجي لدوائر القرار يتمثل في اجراء الانتخابات بصرف النظر عن مقاطعة المعارضة الاسلامية وقوى الحراك لها وبصرف النظر عن دعوات نخب سياسية بارزة في صف الدولة لتأجيلها مع ان اللقاءات الملكية الاخيرة التي جرت مع نخبة من المثقفين تضمنت اشارات واضحة بان خيار الانتخابات دخل دائرة 'اللاعودة'.
ونقطة اللاعودة هنا يراد بها فرض واقع موضوعي على الارض يؤكد وزير الاتصال سميح المعايطة انه مرتبط باجندة اصلاحية واضحة لجميع الاطراف فيما يرى الرجل الثاني في تنظيم الاخوان المسلمين الشيخ زكي بني ارشيد بانه يؤسس لمرحلة جديدة من البؤس السياسي.
واللاعودة تعني عمليا بأن عدم اجراء الانتخابات فعلا في الموعد المقرر يوم 23 من الشهر الاول للعام المقبل يعني عودة البرلمان السابق المحلول اجباريا في الرابع من شهر شباط بموجب الاستحقاق الدستوري مما يبقى خيارات اللحظة الاخيرة فيما يخص تأجيل الانتخابات متعلقة بفرض حالة طوارىء تسمح باعادة انتاج قانون الانتخاب بشكل يستدرج المعارضة للمشاركة.
لذلك ركز عضو لجنة الحوار الوطني والناشط السياسي المعروف مبارك ابو يامين على جوهر القضية في لقاء ملكي مغلق عندنا تقدم بمداخلة ركز فيها على ان جوهر المسألة لا يتعلق اليوم باقناع قوى الحراك بالمشاركة في الانتخابات فقط بل بوجود قانون انتخاب ايجابي وحيوي يحتوي التجاذب بحيث تصبح مشاركة الحراك او المعارضة او غيرهما مسألة تفاصيل.
على اكثر من صعيد وفي اكثر من اتجاه استمع صاحب القرار المرجعي لاراء واجتهادات تطالب بتأجيل الانتخابات وفتح صفحة جديدة امام احتمالات التوافق الوطني على رأي رئيس مجلس شورى جبهة العمل الاسلامي الشيخ علي ابو السكر.
لكن اجندة المؤسسة المرجعية حسمت الامر لصالح الانتخابات وان كانت بعض الاحداث الجزئية تؤشر على ان مسننات ماكينة النظام غير متوافقة مع بعضها بخصوص الانتخابات بعد وابرزها تلك المتعلقة بتعاكس الاجتهادات داخل مؤسسة القرار، فيما يتعلق بتفكير شخصية ثقيلة من وزن طاهر المصري برئاسة قائمة انتخابية كانت ستحدث فرقا لو نضجت وولدت.
مؤشر اخر على اتجاهات متعاكسة بخصوص مشهد الانتخابات داخل مؤسسات النظام له علاقة بافصاحات الهيئة المستقلة للانتخابات الجريئة التي تتهم حكومة الرئيس عبدلله النسور بالتقصير في القيام بواجباتها القانونية بخصوص التحضير للانتخابات .
وتبقى 'فوضى القوائم' التي تضبط ايقاع العملية الانتخابية حاليا هي المؤشر الاقوى على وجود خلافات بالداخل متعاكسة بالاتجاه فالقوائم التي برمجت بمقدار 27 مقعدا في قانون الانتخاب المعدل من اجل استقطاب احزاب حقيقية وزيادة مستوى الانصاف والعدالة في التمثيل.
الواضح حتى الآن ان الاهداف التي وضعت من اجلها القوائم لم تتحقق اطلاقا فالاحزاب المهمة باستثناء الوسطية خارجها تماما وشخصيات الثقل العشائري تتزاحم داخلها والمقدمات كما يرجح القيادي في الجبهة الاسلامية الدكتور ارحيل الغرايبة تفيد بأن من يحتل القوائم الآن من المرشحين هم انفسهم الاعضاء السابقون في البرلمان وغالبيتهم مرشحون للعودة رغم انهم كانوا دوما جزءا من المشكلة.
بالنسبة للاسلاميين وحسب ما قال بني ارشيد ردا على استفسار لـ'القدس العربي' لا زالت الانتخابات في كل مظاهرها بائسة ولا زالت مفجرة للاحتقان ولا يمكنها ان تحتويه وفقا للشيخ ابو السكر.
القدس العربي