اكـتـشــاف أكـبـر حـفـرة غـائـرة فـي الأردن

زاد الاردن الاخباري -

أعلن مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور أحمد ملاعبة صباح يوم الخميس الماضي اكتشاف أكبر حفرة غائرة - Sink hole في الأردن، وقال أنه تمكن خلال زيارات عديدة إلى الحفرة المطلة على نهر اليرموك في الثلاثة أشهر الأخيرة، من تغيير انطباعات خطأ ظلت سائدة لسنوات طوال عن هذه الظاهرة.

الحفرة الغائرة تقع كما يقول ملاعبة في منطقة عين العرايس، الواقعة بين بلدة ملكا ونهر اليرموك، أي على بعد 110 كم عن العاصمة عمان. المياه، خاصة في فصل الشتاء تستقر اسفل الحفرة، مشكلة ما يشبه البركة في قاع الحفرة، وهو الأمر الذي شكل طوال الوقت حائلا دون اكتشاف ماهية هذه الحفرة، والتوصل إلى أنها حفرة غائرة.

حفرة عين العرايس الغائرة وفقا لملاعبة تشكل دليلا على وجود مياه ساخنة في المنطقة، فقد ظل الناس تاريخيا يعالجون أمراض الروماتيزم والعمود الفقاري في الكهوف الكبريتية المطلة على نهر اليرموك، التي اشتهرت منذ القدم بميزاتها العلاجية، خاصة في العصور البرونزية والرومانية والبيزنطية. ويبلغ طول قطر الهوة من الداخل بحدود كيلو متر واحد، وعمقها يتراوح بين 30 مترا على أطرافها، و50 مترا في منتصفها، وأما قطرها الخارجي، فمن المنتظر أن يقوم ملاعبة بزيارات أخرى قريبا لقياس طول هذا القطر، مع أنه يرجح أن يصل إلى حوالي 5 كم.

ملاعبة لم يكتف بالمؤشر الخاص بوجود مياه ساخنة، الذي يدل عليه وجود هكذا حفرة في المنطقة، بل يرجح أن يكون وجودها يدل على وجود مواد عضوية كالـ"ميثان", أو"كبريتيت الهيدروجين"، التي يمكن أن تخرج من باطن الأرض، ويُحتَمل أن وجودها دليل على تشكل مصادر هيدروكربونية –نفط وغاز- في طبقات الأرض السفلى.

ملاعبة زار هذه الحفرة الغائرة قبل أيام، رافقه عدد من طلاب مادة علم المعادن في كلية الموارد الطبيعية والبيئية لجامعة اليرموك، وأخذ عينات سطحية من الحفرة، وأخرى لُبيِّة، لدراسة المتغيرات المناخية عبر العصور، عبر قياس تراكيز بعض العناصر أو دراسة أنواع الابواغ"حبوب اللقاح" الموجودة داخل الحفرة، لمعرفة أنواع النباتات التي كانت سائدة على مر العصور. وأما عمر هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة، فملاعبة لا يستطيع القطع في هذا الأمر الآن، لكن بإمكانه أن يحدد العمر الحقيقي بعد الحصول على نتائج فحوصات العينات، التي أُرسلت لدراستها وإجراء الإختبارات اللازمة عليها، إلى جامعة "أركنساس" في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى مركز "ماكس بلانك" في ألمنيا، ومع ذلك فإن ملاعبة يقدر اليوم عمر الهوة بين 3 إلى 4 ملايين عام.

يشار أن ملاعبة يعكف منذ 25 عاما على دراسة الروائع البيئية والجيولوجية والبيئية في الأردن كافة، وسجل خلال السنوات العشر الأخيرة بحدود 350 اكتشافا جديدا. تعاون في ابحاثه واستكشافاته مع فرق بحث عالمية، كما خضع لعدة دورات عالمية أكسبته معارف ومهارات إضافية، وكان قد حصل على العديد من الجوائز العالمية والعربية والمحلية، من أبرزها جائزة الملك الحسين للشباب المتميز، كان آخرها جائزة أفضل مستكشف عالمي للكهوف والمغاور والأنفاق والظواهر الكارستية، التي يمنحها الإتحاد العالمي لمستكشفي الكهوف والأنفاق، ومقره هولندا، وذلك تقديرا من هذه الهيئة العالمية لجهوده في هذا المجال، ولأبحاثه الكثيرة المنشورة في مجلات علمية مُحِكمة، تصدر عن جهات بحثية في هاواي وألمانيا وسورية والسعودية والأردن، إضافه لتقدير هذا المركز لجهود ملاعبة في تنظيم المؤتمر الخامس عشر العالمي لمكتشفي الكهوف والأنفاق، الذي عقد في الأردن خلال شهر آذار الماضي، يشار أنها المرة الأولى التي يُعقد فيها هذا المؤتمر في دولة من العالم الثالث، فالمؤتمرات الأربعة عشر الماضية نُظمت في دول غربية.

العرب اليوم